أم "شنودة" شهيد "كرم القواديس": شعرت بوفاته قبل علمى بالهجوم الإرهابى

أم "شنودة" شهيد "كرم القواديس": شعرت بوفاته قبل علمى بالهجوم الإرهابى
«رسالة حب إلى ابنى الحبيب».. هذا ما كتبته نعيمة ناجى سعيد، أم المجند شنودة أنور إسحاق، على برواز لصورة كبيرة تجمع أفراد عائلتها، الزوج واثنين من الأبناء، بينهما الشهيد، الذى راح ضحية الهجوم الإرهابى على كمين «كرم القواديس»، وتحل ذكراه الخامسة، فى 14 أكتوبر المقبل، لتتجدد معها أحزان الأم، التى تحدثت لـ«الوطن» عن شهيدها.
كيف تلقيتِ خبر استشهاد شنودة؟
- فى تمام الواحدة من ظهر يوم الجمعة، 24 أكتوبر 2014، كنت أسير فى الشارع عندما داهمنى إحساس بأن مكروهاً حدث لابنى الكبير، فصرخت وسقطت على الأرض مغشياً علىَّ، وعندما أفقت وجدت نفسى بين يدى جارتى أم أحمد، فسألتنى عما حدث، وقلت لها «شنودة مات»، رغم أننى لم أكن أعرف وقتها بأن عملية إرهابية استهدفت الكمين الذى يحرسه. شعرت باستشهاد شنودة مثل أى أم يخبرها قلبها بما يحدث لأبنائها، فقد كان ابنى وسندى وصاحبى، كما كان شجاعاً وجريئاً، ولم يكن قد قضى فى الخدمة العسكرية أكثر من 6 أشهر، وورديته كانت تبدأ من الثانية فجراً، وتنتهى فى السادسة 6 صباحاً، وهى فترة اعتاد أن يتسامر معى خلالها، بينما أقف فى شرفة منزلى، لأعرف منه أخباره.
ما تفاصيل الاتصال الأخير بينكما؟
- المكالمة الأخيرة بيننا جرت مساء الخميس، وطال الحديث فيها، قبل أن يقول لى «نامى بقى يا أمى»، ثم سأل عن شقيقه الأصغر رامى، فأبلغته بأنه ذهب إلى الكنيسة منذ ساعات، ولم يعد، وعندها أعرب عن دهشته، لأن رامى لم يكن منتظماً فى الذهاب إلى الكنيسة، ثم طلب منّى أن أطبخ «فراخ وكفتة» لنأكل جميعاً طعاماً واحداً فى يوم الجمعة، لأنه كان معزوماً مع زملائه على نفس الأكلة، وقال لى بعدها: «شايل لك رمانة حلوة من سيناء».
قبل الحادث بثلاثة أيام طلب منه زملاؤه تأجيل إجازته ليحضر معهم "عزومة"
فى مساء اليوم التالى، فتحت التليفزيون فعلمت بالحادث الإرهابى، وعندما رأيت آثار الدماء فى المكان، قلت «ده دم شنودة»، وبالفعل علمت فى اليوم التالى أنه استُشهد فى تمام الساعة الواحدة إلا خمس دقائق ظهراً، وكان مفترضاً أن ينزل فى إجازة قبل الحادث بثلاثة أيام، لكن أحد زملائه فى الكتيبة طلب منه تأجيل الإجازة ليحضر معهم عزومة غداء بمناسبة اقتراب حفل زفافه.
قبل التحاقه بالخدمة العسكرية، كيف كانت علاقتك بالشهيد؟
- شنودة كان ابنى وأخى وحبيبى، وكان يعمل حداد لحام، فكنا نقتسم يوميته، وإذا شعرت بتعب كان يفاجئنى بالحجز عند أحد الأطباء، ويصر على مرافقتى إليه، وقبل استشهاده بيوم واحد، قال لى: «يا ريت تقولى لعم أبوأحمد جارنا يشوف لى عروسة من دير العذراء، فأنا هنزل يوم السبت، وأتجوز يا أمى، لآتى لك بواحدة ترخَّم عليكى».