خيارات الرد على «هجوم آرامكو».. تحرك سياسي وتدخل عسكري وهجوم سيبراني

كتب: محمد الليثي

خيارات الرد على «هجوم آرامكو».. تحرك سياسي وتدخل عسكري وهجوم سيبراني

خيارات الرد على «هجوم آرامكو».. تحرك سياسي وتدخل عسكري وهجوم سيبراني

يعد استهداف منشآت نفط سعودية يسفر عنه توقف نصف إنتاج المملكة السعودية من النفط حدثًا غير مسبوق نظرًا لما أسفر عنه من أضرار طالت العديد من الأطراف، كما يستدعي ذلك الأمر ردًا من المملكة تجاه المسؤول عن إطلاق الطائرات المسيرة التي استهدفت منشأتي النفط التابعتين لشركة «آرامكو» السعودية.

خيارات رد عديدة مطروحة بدءا من التحرك السياسي مرورا بـ«التفاوض»، انتهاء بالحرب العسكرية المفتوحة، إلا أنه وحتى الآن لم يتم تحديد المسؤول عن تلك الهجمات ليتم الرد عليها بالطريقة المناسبة.

وكالة «بلومبرج» الأمريكية رصدت 4 خيارات للرد السعودي، وكان أولها تدخل عسكري أوسع في اليمن حال ثبوت مسؤولية الحوثيين عن الهجمات، ويتم فيها استهداف الطائرات المسيرة والصواريخ، أما الثاني فكان من خلال العمليات السرية والهجمات الإلكترونية للنيل من البرامج والأمنية وأجهزة الاستخبارات.

أما الخيار الثالث التي تناولته الوكالة الأمريكية فكان المفاوضات مع الحوثيين لإنهاء الحرب، واصفة إياه بالخيار الأفضل لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على المدى البعيد، أما الخيار الرابع فتمثل في مواجهة عسكرية مفتوحة مع إيران ردًا على استهداف المنشآت، إلا أنه يظل احتمال بعيد.

الدكتور، أيمن سمير، الخبير في العلاقات الدولية قال إن خيارات السعودية والدول المتضررة للرد تنحصر بين أربعة مسارات أولها المسار السياسي، حيث إنه تستطيع هذه الدول أن تذهب إلى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لشكوى الطرف الذي تحدده التحقيقات كمسؤول عن هذه الهجمات، إلا أنه وحتى الآن لا يوجد اتفاق عن المسؤول، أو أن السعودية قالت بشكل نهائي إن إيران وراء الهجوم، لافتًا إلى تصريح مسؤول أمريكي بأن تلك الطائرات انطلقت من جنوب إيران.

وأضاف سمير، لـ«الوطن»، أن هذا التوجه يواجه عقبة وهي روسيا والصين اللتين قد تمنعا صدور قرار ضد إيران، بالتالي سيكون أمام الولايات المتحدة وحلفاءها في الخيج مسار آخر وهو إصدار بيان من مجلس الأمن، مستطردا: «يختلف إصدار البيان عن إصدار القرار، فإصدار القرار يحتاج على الأقل موافقة 9 دول على الأقل، وألا تعترض دولة لديها حق الفيتو، إلا أن إصدار البيان يمكن أن يحدث دون موافقة كل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ولكن من ناحية المستوى فهو أقل من القرار».

أما عن التوجه أو المسار الثاني، فقال سمير، إنه «العمل على الأرض»، وهو إنشاء تحالف دولي لحماية الملاحة وحماية المناطق التي تنتج النفط في الخليج وحتى الآن هناك رؤيتين، الأولى هي رؤية الولايات المتحدة الأمريكية وانضمت إليها السعودية، صباح أمس، عندما أعلنت انضمامها للتحالف الدولي لحماية الملاحة في منطقة الخليج العربي ومضيف هرمز، وباب المندب وبحر عمان، لافتًا إلى أن الدول التي أعلنت انضمامها لهذا التحالف هي الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والبحرين، وبالتالي توسيع أو انضمام كل دول العالم إلى هذه الآلية خصوصًا الدول الآسيوية المهمة التي تستورد نفط مثل الصين واليابان.

أما المسار الثالث الذي تحدث عنه «سمير»، فهو «المزيد من الحزم الاقتصادي ضد إيران»، مشيرًا إلى أنه حتى الآن هناك دول تحاول خلق ثقوب في جدار العقوبات، سواء دول آسيوية أو حتى فرنسا التي تحاول أن تمد إيران بخط ائتمان قيمته 15 مليار دولار قبل نهاية العالم الحالي كنوع من التحفيز للالتزام بالاتفاق النووي (5+1)، مضيفًا: «في اعتقادي هذه الثقوب في جدار العقوبات إذا لم يتم سدها قد تكون رد قوي على إيران».

أما عن المسار الأخير، فقال سمير إنه الرد العسكري الذي ربما يكون بأشكال مختلفة، أولها الشكل الكلاسيكي حيث توجيه ضربة ضد المناطق التي انطلقت منها الطائرات المسيرة التي استهدفت شركة «آرامكو»، أما الشكل أو السيناريو الثاني -وهو الأرجح- هو القيام بعملية هجوم سيبراني عبر الإنترنت لتعطيل أجهزة أو تعطيل مؤسسات تقف وراء هذا الهجوم.

وأضاف: «أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بهجوم من هذا النوع عقب إسقاط طائرتها المسيرة في شهر يوليو الماضي، فيما عدا ذلك أعتقد فكرة اندلاع حرب شاملة في المنطقة كل الأطراف تحاول تتجنبها حاليًا سواء الولايات المتحدة أو الحلفاء الأوروبية، أو الدول الآسيوية الكبيرة مثل الصين وروسيا واليابان والهند المستوردين للنفط، أو حتى دول الخليج، لكن في نفس أعتقد أن عدم الرد بشكل كامل على هذه العملية سوف يفتح المزيد من الصراعات في المنطقة، لأننا إذا تذكرنا أول هجوم على الناقلات في مايو الماضي لم يكون هناك رد، جاء من بعده هجوم أكثر خطورة في يونيو ولم يحدث هناك رد، وعندما سقطت الطائرة الأمريكية لم يحدث هناك إلا الرد السيبراني، فمنحنى الهجمات يتصاعد، وبالتالي استراتيجيا حتى على المستوى الدولي صورة الولايات المتحدة وهيبتها تضررت بشكل كامل نتيجة لعدم الرد، ولو حتى بالرد الموضوعي على مصدر الهجوم، ويفترض أن قبل كل ذلك يكون هناك ثقة كاملة وتأكد كامل بأن الطرف الذي يوجه إليه الرد هو الطرف الذي قام في هذه العملية، لأننا لدينا روايتين، الأولى وهي أن الحوثيين يقولون إننا من أطلقنا هذه الصواريخ، وإيران تنفي مسؤوليتها عن ذلك، في الوقت نفسه تقول أمريكا إنها شبه متأكدة، ففي حالة التأكد ستكون هناك هذه السيناريوهات أو طرق الرد».


مواضيع متعلقة