مملكة الحمام الزاجل بالمنيا.. سباق بين الشباب في سماء المحروسة

مملكة الحمام الزاجل بالمنيا.. سباق بين الشباب في سماء المحروسة
- المنيا
- اخبار المنيا
- الحمام الزاجل
- مسابقات الحمام الزاجل
- تربية الحمام الزاجل
- المنيا
- اخبار المنيا
- الحمام الزاجل
- مسابقات الحمام الزاجل
- تربية الحمام الزاجل
"عاصفة الصحراء، الوحش، قاهر الظلام"، جميعها أسماء حركية، يطلقها هواة وعشاق الحمام الزاجل، على الطير الذي وصفوه أنه أرقى الكائنات الحية علي الإطلاق، إذ يتصف بالشموخ والكبرياء والوفاء والإخلاص، فهو يعد سيد الحمام في الدنيا دون منازع لما لديه من غريزة حب لموطنه والعودة إليه مهما بعدت المسافات الشاسعة، التي يقطعها في إيصال الرسائل وما يؤديه من خدمات جليلة في تاريخ الحروب ونقل أخبارها إلى الدول والقرى.
أصبح تربية ورعاية الحمام الزاجل في المنيا هواية منتشرة بين الشباب خاصة أن هناك عدة مسابقات يجري تنظيمها سنويا تحدد أسعار الحمائم التي تتسابق في سماء مصر، وقد يتجاوز سعر الواحدة 10 آلاف جنيه، بحسب المركز الذي تحققه في السباق، وسعر أبنائها يسجل مبالغ كبيره، على اعتبار أن الصغار من نسل أبطال كبار.
طير فريد وذكي وشديد الوفاء
منعم الحلواني، شاب قروي، ومنسق جميعة الحمام الزاجل بالمنيا، وأحد أشهر المربين بالمحافظة، إذ يمتلك برجا أعلى سطح منزله يضم أكثر من 100 حمامة زاجلة، كل واحدة لها بطاقة تعريفية، ويخوض المسابقات السنوية التي تنظمها بعض الجمعيات المتهمة بالحمام الزاجل في المنيا والصعيد.
يروي "الحلواني" قصته مع الحمام الزاجل قائلا، "طير فريد يتصف بشدة الذكاء الخارق والوفاء والإخلاص، ويعشق الانتماء فهو لايتخلي أبدا عن مكان نشأته ومهما غدا أو راح يعود لموطنه الأصلي حتي لو ذهب لآخر الكون وتعرض لإصابة يعود مجددا، فالحمام الزاجل يحب من يحبة إذ يكون صديق ودود ووفي للإنسان الذي يتعامل معه عن قرب ويرعاه ويهتم به".
ويضيف، "معروف عن الحمام الزاجل أنه يمتلك بوصلة تكون مضبوطة علي مكان واحد (موطنه الأساسي) الذي تعلم فيه تناول الأكل والطير تدريجيا، إذ يتم تعليمه الطيران علي مدار شهر واحد في الهواء الطلق بحيث تبصر عيناه على مسافة 10 كيلومترات أمامها السماء، فلا ينسي المكان الذي تعلم فيه الطيران مطلقا".
ويشير "الحلواني"، إلى أن الحمام الزاجل لا ينسي أبدا مكانة النشأة حتى لو أزيل البرج الذي ولد داخله يعود لسطح المنزل ويرقد هناك، وهو يتناول في طعامه الحبوب فقط، ومنها الذرة الصفراء والعويجة، والفول البلدي، والبسله، وهو طائر جذاب ونظيف وألوانه جذابه ورائعه تعبر عن ابداع الخالق، وهو غيور غيره قاتله ففي ذات مره قمت بإطلاق طائر زاجل لتدريبه لخوض مسابقة فتأخر في العودة كثيرا، وعاد بعد نحو 3 أشهر، وحينها اكتشف أن آنثاه تزوجت من ذكر غيره، وكنت وقتها أراقب الموقف بعد عودته إذ انقض على غريمه الذكر وأخذ ينقر في جميع أنحاء جسمه حتى قتله وتخلص منه تماما.
الحلواني: حصدت 3 كؤوس في مسابقات الحمام الزاجل
ويشير "الحلواني"، إلى أنه يفوز سنويا بمراكز متقدمة في السباقت التي تنظمها جميعات على مستوي المنيا والصعيد، وحصل على 3 كؤوس ونحو 10 شهادات تقدير، لافتا إلى أن الحمام الزاجل يعشق الخصوصيه فلا تدخل الحمامه عشا غير عشها أبدا، والأنثى تتزوج من ذكر واحد، ولا ترتبط بآخر إلا في حالة فقدان الزوج الأساسي، وهناك عمليات تزويج بين الإناث والذكور يقوم بها المربي من خلال حبس "الزوج" في قفص واحد لمدة تتراوح بين 10 و15 يوما، وقد ترفض الأنثى تلك الزيجة وتتمرد وتنشب مشاجرات بين الاثنين في داخل القفص، وهنا يحاول الزوج أن يقدم لها بعد الإغراءات ومنها اللعب وتناول الطعام سويا حتى تتقبله بعد فترة قد تمتد لنحو شهر.
سعر زوج الحمام الزاجل قد يصل إلى 10 آلاف جنيه
ويفند "الحلواني"، أسعار الحمام الزاجل وهي تعد خيالية إذ يبلغ سعر الزوج الصغير "ذكر وأنثي" نحو 1500 جنيه، وبعد خوضه المسابقات وتحقيق مراكز متقدمة قد يصل سعر الحمامة الواحدة لمبلغ 10 آلاف جنيه، على حسب المركز الذي تحققه، وتتم عمليات البيع والشراء للحمام الذي حقق فوز في المسابقات من خلال مزايدات على مواقع التواصل الاجتماعي "الإنترنت"، وهي هواية يعشقها الشباب غير مرتبطة بتحقيق مكسب مالي نهائيا بل إن تحقيق الفوز بالحمام الزاجل بالنسبة لعشاقه يكون مكسبا معنويا بالحصول على كؤؤوس وشهادات تقدير من الجمعيات أو الاتحادات، التي تنظم مسابقات سنوية.
جمعيات واتحادات خاصة لتنظيم المسابقات
ويقول مصطفي خلاف، طالب، "منذ طفولتي أعشق تربية ورعاية الحمام الزاجل حتي حولت سطح منزلي لبرج كبير يضم عدد كبير من الطير الراقي، وكان هناك اتحاد يتبع مديرية الشباب والرياضة يهتم بتنظيم مسابقات لسباق الحمام الزاجل، لكن الاتحاد تم حله في عام 2005 تزامنا مع ظهور إنفلونزا الطيور وانتشار المخاوف من انتقال العدوي بين البشر، وعقب ذلك ظهرت العديد من الجمعيات والاتحادات الخاصة التي تنظم مسابقات".
ويضيف أن مسابقات الحمام الزاجل تبدأ في شهر يناير من كل عام إذ يكون المناخ معتدل ومناسب للطير لمسافات طويلة جدا قد تصل إلى 1500 كيلو، وهي أبعد نقطة انطلق منها سباق وكانت من منطقة البيضاء في داخل دولة ليبيا الشقيقة قبل نحو عامين، ويستمر السباق لنحو 3 أشهر، يسبقها فترة الاستعداد وتجهيز الطير، الذي سيخوض السباق بتدريبه على الطير لمسافات طويلة بشكل تدريجي، مع توفير العلاجات الوقائية اللازمة، ومنها أملاح معدنية، مضادات تقي من الميكروبات، وفيتيامينات، ثم يتم التسجيل في مركز شباب المدينة ودفع الاشتراك الذي قد يصل لـ500 جنيه شاملة رسوم نقل الطيور، لمناطق انطلاق السباق.
وينوه إلى أن تلك المسابقات تتم حاليا بالجهود الذاتية إذ كان الاتحاد التابع للشباب والرياضة يقدم دعما عبارة عن أقفاص للطير وسيارات لنقل الحمام المشارك في المسابقات، ودبل التعارف بأسعار مخفضة وذلك قبل ظهور أزمة إنفلونزا الطيور.
مواعيد وقواعد مسابقات الحمام
ويتابع، "يتم وضع جدول السباق في شهر سبتمبر وهو قابل للتغير حسب الأرصاد الجوية وتقلبات الطقس، ويتضمن أماكن الراميات، مكان إطلاق الحمام في الهواء للسباق، وتبدأ بمركز مغاغة ويكون الهدف هنا للتدريب فقط واختبار قدرة الحمام الزاجل علي خوض المسابقة ويكون تسليم الطير في أول شهر يناير، ثم تكون الرامية الثانية ومنها ينطلق السباق علي مستويات بحسب رغبة صاحب الحمام، وتبدء من محافظة بني سويف، ثم العياط، ثم 6 أكتوبر بالجيزة، مدينة السادات، مدينة الحمام، العلمين، رأس الحكمة، مرسي مطروح، وأخيرا السلوم.
وهناك شروط عامة لقبول استلام الحمام الذي سيخوض السباق ومنها أن يتم فحص كل حمامه علي حدة للتأكد من خلوها من الأمراض حتي لاتصيب غيرها بعدوى، وأن يكون سليما وغير متكاثر حتى يقوى على الطير لمسافات طويلة إذ أن هذه المنافسة تجهد الحمام الزاجل وتحرق دهون جسمة أثناء رحلة العدوة لموطنة الأساسي، كما أن هناك عدة إجراءات تضعها لجان تنظيم المسابقات لضمان النزاهة والشفافية والحيادية بين المتنفسين، ومنها وضع رقم سري بأرجل الحمام، يتم ابلاغ اللجنة به فور عودة الحمام لموطنه عدا من المكان الذي انطلقت منه المسابقة، ويتم تسجيل العودة بالثانية لأن الفوز أحيانا يكون متوقفا علي ثانية بل لحظات، كما أن شهادة الفوز تحدد سعر الحمامة لاحقا حتي سعر أبنائها يكون مرتفعا باعتبار أنهم أبناء بطل فاز في سباق.
ويوضح علاء حسني، أحد الشباب الذي يخوض سباق الحمام الزاجل، إن هناك بعض الأساليب المتبعة لكي يحقق الطير مركزا في السباق تعتمد علي خبرة المربي ومنها أن يتم عزل الذكر عن الأنثي قبل بدء السباق كنوع من التشويق ليعود سريعا أثناء السباق، وتستغرق مدة العودة من مسافة 650 كيلو وحتى الموطن الأساسي للحمام الزاجل نحو ساعتين ونصف الساعه إذ تبلغ سرعته نحو 1300 متر في الدقيقه الواحدة، وهناك بعض المربين يفضلون خوض السباق بالأنثي دون الذكر، لأنها قادرة على الفوز بشكل أكبر من الذكر، إذ يتم تحفيزها علي العودة سريعا من خلال عزلها عن البيض الذي ترقد عليه قبل بدء السباق بساعات وهنا تكون أنثى الحمام متشوقه للعودة سريعا كي ترعي بيضها قبل الفقس حتى لا يفسد.