محافظة القاهرة تبدأ نقل رفات الموتى من مقابر "عين الحياة" إلى 15 مايو.. والأهالي: بيتم بعلمنا

08:50 م | الاثنين 16 سبتمبر 2019

بدأت محافظة القاهرة فى نقل رفات الموتى من مقابر «عين الحياة» بمنطقة الفسطاط إلى مقابر 15 مايو فى إطار تطوير المنطقة الذى أعلنت عنه المحافظة قبل ثلاثة أيام، عبر إجراءات محددة وضعتها المحافظة بالتنسيق بين إدارة الجبانات وبين أهالى الموتى الذين يتم إخطارهم حتى يتسنى لهم الحصول على ترخيص النقل من الصحة العمومية بمنطقة العتبة، عقب الحصول على مدفن بديل فى 15 مايو، ثم تتم عملية الهدم.

الأهالى: شائعات "السوشيال ميديا" مغلوطة

وأبدى عدد كبير من سكان منطقة عين الحياة بمصر القديمة غضبهم الشديد من انتشار شائعات مغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعى تشير إلى ظهور رفات موتى بعد هدم المقابر لإخلاء المنطقة، مؤكدين أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة وأن نقل الرفات يتم عبر آلية محددة.

"تُربى": "تم إبلاغى بالنقل من ٣ شهور وعملت حصر شامل وكلمت الأهالى ييجوا يستلموا جثامين أهاليهم"

وقال إبراهيم شلبى، ٣٧ سنة، تُرَبى، لـ«الوطن» إنه تم إبلاغه منذ ثلاثة أشهر بعمل حصر للمقابر التى يتولى أمرها، لأن لديه بعض الأوراق الخاصة التى تثبت ملكية المقابر لأصحابها، إلى جانب كشف بجميع العائلات الموجودة فى نطاق خدمته، وبعد ذلك تم توجيه خطاب له بضرورة إخلاء المقابر المستهدف نقلها، مضيفاً: «من ١٥ يوم الجبانات كلمونى وبعدها اتعمل حصر للمقابر، وكلمت أصحابها بلغتهم بضرورة الحضور، مفيش هدم بيتم إلا بعد إخبار أهل المتوفى، وبعدما يستلم مقبرة فى ١٥ مايو، وبعد كده بياخد رفات الموتى متكفنة، وآخر مرحلة تحدث هى الهدم».

وأكد «شلبى» أن تصاريح الدفن فى مقابر عين الحياة وما حولها متوقفة حالياً لحين اكتمال إجراءات الإخلاء، وتابع: «التعامل بيكون قدام أهل المتوفى، بدخل أنا وزمايلى جوه المدفن نخرج الرفات اللى فيه، بعد ما نكفنها الأول، وبتكون فيه عربية نقل موتى موجودة وجواها خشبة علشان ننقل عليها، ومراسم النقل بتتم زى مراسم الدفن بالظبط، وكأن المتوفى لسه مدفون حالاً، يعنى فيه احترام لحُرمة الموتى مش زى ما الناس بتقول».

وأوضح أن إجراءات الحصول على تصريح نقل الرفات يتم من خلال الذهاب إلى الصحة العمومية بمنطقة العتبة، وبعدها يجب على مالكى المدفن إحضار صورة بطاقة شخصية وإعلام وراثة، ثم يتسلم «جواب» مرفق به الاسم والمكان وعدد الجثامين داخل المدفن، موجه إلى مكتب صحة «الإمامين» المنوط به إصدار تراخيص النقل، حتى يحصل على التصريح، وأن الأمور تسير وفقاً لإجراءات صارمة.

«تسلمت فى مايو، ودلوقتى جاى علشان تسلم الرفات بتاع العائلة»، هكذا تحدث ماجد وهبة ٥٦ سنة، محامٍ، وهو يقف بجوار المدفن الخاص بعائلته، منتظراً دوره فى تسلم رفات العائلة، مشيراً إلى أنه حضر بعد أن قام «التربى» بالاتصال به وإخباره بضرورة الحضور، ولكنه تفاجأ بأن المياه الجوفية غمرت المقبرة بشكل كامل ما أدى إلى رفض التربى تسليمه الرفات حتى يتمكن من الوصول إلى حل يمكّنه من النقل.

"وهبة": القرار تأخر ١٠ سنين

وتابع: «المياه الجوفية منسوبها عالى جداً، لدرجة إن فيه جثث عايمة، وقرار النقل ده كان لازم يكون من ١٠ سنين فاتوا، لأن البحيرة غرقت المقابر دى ومابقتش تصلح للدفن، والتسليم بيكون صورى وبعد الإخلاء بيكون فيه محضر تسلم، والمقابر فى مايو قديمة، بس على الأقل مفيهاش مياه جوفية، وكلها مساحتها واحدة، ٤٠ متر».

ساد المكان فترة من الهدوء بددها حضور أصحاب أحد المقابر الذين جاء دورهم فى الإخلاء، وفجأة تعالت الأصوات.. «فين المدفن بتاعى، أقاربك تسلموا يا أستاذ»، كان هذا ملخص حوار قصير دار بين «تُرَبى» وسمير جلال، ٢٩ سنة، من فيصل، بعدما جاء لنقل رفات عائلته، ولكنه لا يعرف أين مكان المدفن الخاص بأسرته.

"سمير": "آخر مرة دفنا هنا كانت سنة 1990"

وتابع: «آخر مرة دفنّا كانت مرات عمى ودى ماتت سنة ١٩٩٠، ومن بعدها مادفنّاش تانى، ومحدش يعرف مكان المدفن غير ابنها، وده قعيد مش قادر ييجى يحدد المكان، والتربى مش عايز يقول لى هى فين رغم أنه معاه كشف بكل الأسماء المدفونة هنا»، وبعد نقاش حاد بينهما اضطر التربى إلى الاتصال بوالده، وأخبره بما حدث، حتى يقوم بالاطلاع على كشف الأسماء، وبعد ربع ساعة قام الأب بالاتصال بنجله، وأخبره أن أحد ورثة عائلة الشاب سمير تسلم الرفات منذ أيام.

بعض المقابر يتم تحديدها بوضع علامه "x" باللون الأحمر كدليل على أن أصحابها استلموا بديلاً

بعض المقابر فى المنطقة يتم تحديدها من خلال وضع علامه «x» باللون الأحمر وهذا يدل على أن أصحاب هذه المقبرة تسلموا بديلاً لها فى ١٥ مايو، وأن أمر الإخلاء جارٍ تنفيذه، فيما تمت إزالة البعض الآخر.