تناولها مؤتمر الشباب.. كيف تشكل مواقع التواصل وعيا زائفا للمواطنين؟

كتب: دينا عبدالخالق

تناولها مؤتمر الشباب.. كيف تشكل مواقع التواصل وعيا زائفا للمواطنين؟

تناولها مؤتمر الشباب.. كيف تشكل مواقع التواصل وعيا زائفا للمواطنين؟

بعد انتشار الشائعات بشكل ضخم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي فقدت دورها الأساسي لتتحول إلى منصحة بث للادعاءات، وتناول المؤتمر الوطني الثامن للشباب، المنعقد اليوم، في مركز المنارة بالقاهرة الجديدة، في ثاني جلساته "تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع"، التي كانت محورا مهما في الحديث بين المتحدثين.

وانطلقت فعاليات المؤتمر الثامن للشباب، صباح اليوم السبت، برعاية ومشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، بحضور 1600 مشارك غالبيتهم من الشباب، حيث سيحضر شباب البرنامج الرئاسي وشباب الجامعات مع شباب السياسيين وشباب المهندسين العاملين في المشروعات القومية، وشباب الأطباء وأيضًا شباب رجال الأعمال.

وشهدت الجلسة عرض الفيلم التسجيلي عن إدمان منصات التواصل الاجتماعي "FOMO"، الذي تطرق لأضرار منصات التواصل الاجتماعي، من حيث متابعتها باستمرار خشية تفويت بعض المعلومات، بالإضافة لترويج الشائعات، حيث أكد هاني يونس المستشار الإعلامى لرئيس مجلس الوزراء، أن الواقع يهزم الشائعات، لذلك تحرص الحكومة على كشف الشائعات وتكذيبها وتوضيح الحقائق.

كما استعرض أيضا المخرج التليفزيوني تامر الشحات، جانبا من الفيديوهات المفبركة التي يتم ترويجيها بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكشف زيفها، ما يثبت تداول العديد من الأكاذيب طوال الوقت من خلال "سوشيال ميديا"، بعد غيرّ الكثيرون مسارها لمنصة تبادل الشائعات وتشويه الأفراد، ومؤسسات الدولة، لذلك عمل المركز الإعلامي لمجلس الوزراء على البحث عنها ونفيها، تنفيذا لتعليمات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء.

ومن بين الشائعات التي نفتها الحكومة خلال الفترة الماضية، وفقا للمركز، بهدف تزيف وعي المواطنين، تنوعت بين "اعتبار يوم السبت يوما دراسيا وإلغاء الإجازة مع بداية العام الدراسي الجديد، واستيراد أدوات مدرسية تضر بصحة التلاميذ، وتفاقم الأزمة المالية بوزارة التربية والتعليم ما يؤدي إلى توقفها عن بناء مدارس جديدة، وزيادة الضرائب على الخدمات المقدمة للمواطنين لعد تعديل قانون ضريبة الدمغة، وتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بمناطق دون غيرها، وحرمان العاملين بالقطاع الخاص من التأمين الصحي الشامل، وانتشار وباء الكوليرا في عدد من محافظات مصر المختلفة، وانتشار مرض الحمى القلاعية الفيروسي بين الماشية وانتقاله للمواطنين".

وعبر عدة أعوام، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي عدة شائعات وأكاذيب شوهت الفكر لدى أفراد المجتمع، لعل أبرزها واقعة الرجل صاحب صورة عيد الأضحى على العجلة في مدينة المحلة الكبرى بالغربية، التي أثارت الكثير من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الرفض والتبرير، حتى أنّ بعض الشائعات زعمت وفاة محمد سنقر (61 عاما)، قبل أن تزوره "الوطن" وتتأكد من سلامته، ليتحدث عن مدى التأثير النفسي السلبي الذي عاد عليه وعلى أسرته دراء تلك الأكاذيب.

لم تكن المرة الأولى التي يداول رواد السوشيال ميديا شائعاتٍ عبرها، ففي مارس الماضي، وبعد كارثة محطة مصر، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن تعيين المهندس محمد وجيه عبدالعزيز وزيرا للنقل، دون مصادر، قبل أن يعترف مصدر الشائعة في تدوينة أخرى بكذب الخبر، منتقدًا تداول وسائل إعلام مقروءة ومسموعة للشائعة على أنّها خبر حصري، مقترنة بسيرته الذاتية.

"التويتة من تأليفي، محمد وجيه عبدالعزيز هو والدي المتوفى من 11 عاما، ليس مهندسا ولا خبيرا في السكة الحديد".. بهذه الجملة فسّر حساب منسوب لشخص يدعى خالد وجيه، قال إنّه يعمل رئيسا تنفيذيا لمجموعة عقارية، سبب نشره لـ"التدوينة الكاذبة"، مؤكدا أنّه حاول إثبات وجهة نظره بأنّ مواقع التوصل الاجتماعي مركزا لترويج للشائعات.

تلك الشائعات المتعددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سبق أن حذر منها الرئيس عبدالفتاح السيسي، عدة مرات، بالإضافة إلى عدد من رجال الأمن والإعلام، بعد أن أثبتت الدراسات الحديثة أن السيطرة على الفضاء الإلكتروني أصبحت ضرورة ملحة، حيث إن 50% من تجنيد المنتمين للجماعات الإرهابية يحدث عبر الإنترنت، وهو ما علينا مواجهته بطريقة أو بأخرى.

وقبيل ذلك، كانت قصة "فتاة ناسا" أثارت جدلا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ادعت الشابة سارة أبوالخير عبر حسابها على "إنستجرام"، أنّها عرضت على وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فكرة مجنونة لوضع اللحم والدجاج أسفل الصواريخ لعمل حفل "باربكيو" كبيرة. 

وزعمت الفتاة كذلك أنّ "ناسا" أعجبت بفكرتها ودعتها لحضور عشاء مع الفريق ومناقشة الفكرة، ونشرت "سكرين شوت" من رسائلها مع الوكالة الفضائية، ليتهافت الجميع على تهنئتها والتواصل معها، وبعد فترة قليلة نشرت مجددا عبر حسابها سالف الذكر، تفاصيل كشفت فيها عن أنّ ما دوّنته غير حقيقي، وأنّها كانت تحاول إجراء تجربة اجتماعية لمعرفة إلى أي مدى يمكن للشخص أن يصبح مشهورا عبر "السوشيال ميديا" بكذبة أو مزحة، ما أثار جدلا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض.

وسبقها محاولة أخرى شهيرة لتزيف الوعي بين المواطنين، حيث زعم الطالب وليد محمد عبادي من محافظ البحيرة، حصوله على المركز الأول من صالون موسكو الدولي للاختراعات وتقنيات الابتكار "صالون أرشميدس"، ما أثار جدلا ضخما بعد أن شككت عدة منشورات على "فيس بوك"، في حصول الطالب على المركز، إذ لم يظهر الموقع الرسمي للجائزة اسم الطالب نهائيا، فضلا عن عدم وجود مصر ضمن المشاركين هذا العام.

كما ادعى الطالب في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر عبدالرحيم راضي، أنّه فاز بالمركز الأول في مسابقة القرآن الكريم للعام 2016 التي أقيمت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وحصل على لقب أفضل قارئ في العالم، ليحصد تهنئات ضخمة ليتضح فيما بعد أنّه لم يشارك بالأساس في المسابقة، وكذلك نفت السفارة الماليزية في القاهرة إجراء أي مسابقة ذلك العام، وأنّ ماليزيا تنظم مسابقة عالمية لتكريم حفظة القرآن الكريم بحضور الملك، والذي يكرّم عددا من الطلاب في شهر شعبان من كل عام، مؤكدة أنّ الطالب عبدالرحيم لم يشارك في المسابقة.

شهدت أيضا "السوشيال ميديا" العديد من مدعي النبوة، آخرهم يوسف السايح الذي نشر فيديو عبر "فيس بوك"، زاعما بأنّه "كليم الله"، وأنّه التقط صورا مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض عليه، وسبقه في الادعاء ذاته "مؤنس يونس" أحد المدعين بتلقى الوحي، وأنّه "المهدى المنتظر" الذي زعم أنّه يتواصل مع الماسونية العالمية منذ 2007 وأنّه صاحب مشروع الشرق الأوسط الكبير، ويوحى إليه بما يريد عدد من الرؤساء بالعالم.

وخلال الفترة الماضية، عثر على جثث 3 أطفال بالمريوطية في الجيزة، وروجت "السوشيال ميديا" كونها واقعة سرقة أعضاء، بينما كشفت التحقيقات لاحقا أنّهم أشقاء وتعرضوا لحريق في المنزل أدى لوفاتهم، وتخلصت الأم منهم فيما بعد، حتى لا تتعرض لتوجيه اتهامات.

ومع بداية العام الدراسي الحالي، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأكاذيب والشائعات، وانتشرت صورا لتكدس الأطفال وجلوسهم على الأرض بإحدى المدارس، التي اتضح أنّها لمدرسة في كربلاء، وخرج وزير التعليم عبر حسابه على "فيس بوك" لإيضاح حقيقة الأمر.


مواضيع متعلقة