على طاولة "مؤتمر الشباب".. أبرز جهود مصر ضد الإرهاب محليا وإقليميا

كتب: محمد علي حسن

على طاولة "مؤتمر الشباب".. أبرز جهود مصر ضد الإرهاب محليا وإقليميا

على طاولة "مؤتمر الشباب".. أبرز جهود مصر ضد الإرهاب محليا وإقليميا

تشهد النسخة الثامنة من المؤتمر الوطني للشباب، المقرر عقده السبت المقبل، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، جلستين رئيسيتين على مدار اليوم، الأولى تحت عنوان "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا"، حيث تنطلق الرؤية المصرية في مكافحة الإرهاب من موقف راسخ وثابت تتبناه الدولة المصرية بأن التنظيمات الإرهابية علي اختلافها تمثل تهديدا متساويا، وأنها تنهل أفكارها من ذات المعين الفكري الذي يحض علي العنف والقتل وترويع الآمنين.

وفي هذا الإطار، ترى مصر، وفق توصيات وزارة الخارجية، أن التطرف بشتى أشكاله وصوره هو بمثابة المظلة الفكرية التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية في نشر رسائلها الهدامة، واستقطاب المؤيدين عبر تزييف المفاهيم الدينية، لتحقيق أهداف سياسية.

وعلى المستوى الدولي تحرص وزارة الخارجية على الترويج للمقاربة المصرية الشاملة في محاربة الإرهاب، لمحاصرة هذه الظاهرة من مختلف النواحي الفكرية والتنظيمية والمالية، وذلك في مختلف المحافل الدولية.

كما تنخرط مصر في جهود محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي عبر المشاركة في اجتماعات التحالف الدولي لمحاربة داعش، وكذلك من خلال عضويتها في المنتدي العالمي لمكافحة الإرهاب.

كما نجحت الدبلوماسية المصرية أيضا في تأمين فوز مصر برئاسة لجنة مكافحة الإرهاب داخل مجلس الأمن عام 2016، الأمر الذي فتح المجال واسعا لطرح الرؤية المصرية الشاملة في مكافحة الإرهاب.

إنشاء المجلس القومي لمكافحة الإرهاب برئاسة السيسي

وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرار جمهوري رقم 355 لسنة 2017 بتأسيس المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، والذي يهدف إلى حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره. ويرأس المجلس رئيس الجمهورية، وعضوية 29، منهم وزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس جهاز المخابرات العامة وشيخ الأزهر وبابا الأسكندرية ووزير الخارجية ووزير العدل، إضافة إلى عدد من الشخصيات العامة.

ويهدف المجلس لإقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليا وخارجيا، وإقرار سياسات وخط وبرامج جميع أجهزة الدولة المعنية بما يحدد دورها وإلزامها بإجراءات الواجب اتخاذها لتكامل التنسيق معها وفق جداول زمنية محددة ومتابعة تنفقيذذ هذه الاستراتيجية. ويعمل المجلس على التنسيق مع المؤسسات الدينية والأجهزة الأمنية لتمكين الخطاب الديني الوسطي المعتدل ونشر مفاهيم الدين الصحيح بالمجتمع في مواجهة خطاب التشدد بكافة صوره.

ويضع أعضاء المجلس الخطط اللازمة لإتاحة فرص عمل بمناطق التطرف وإنشاء مناطق صناعية بها ودراسة منح قروض ميسرة لمن يثبت من خلال المتابعة إقلاعه عن الفكر المتطرف، ومتابعة تطوير المناطق العشوائية ومنح أولوية للمناطق التي يثبت انتشار التطرف بها بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المختلفة.

العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018

وفي التاسع من فبراير عام 2018، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة البيان الأول الخاص بالعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، وذلك لمجابهة العناصر الإرهابية والإجرامية بشمال ووسط سيناء وبمناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وداي النيل وذلك في إطار التكليف الصادر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية، للمجابهة الشاملة للإرهاب والعمليات الإجرامية الأخرى بالتعاون الوثيق مع باقي مؤسسات الدولة. 

دور المؤسسات الدينية في مواجهة التطرف

وتقوم المؤسسات الدينية المصرية ممثلة في كل من الأزهر الشريف ودار الإفتاء بدور رئيسي في التصدي للفكر المتطرف، وذلك عبر عدد من المبادرات التي تهدف إلي تعميم ونشر الرسائل الدينية السمحة المعتدلة، وتفكي​ك البنية الفكرية التي تقوم عليها التنظيمات الإرهابية، ودحض المحتوى المتطرف الذي تروج له هذه الجماعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص.

ويحظى هذا الجهد الذي تقوم به المنابر الدينية المصرية المعتدلة بتقدير كبير علي المستوى الدولي، لما تتمتع به المؤسسات الدينية المصرية من سمعة دولية مرموقة، ومصداقية كبيرة بين جموع المسلمين حول العالم.  

كما ​أنشأت وزارة الخارجية، وحدة معنية بمتابعة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب الدولي في تسعينيات القرن الماضي، وذلك إيمانا من مصر بحتمية التكاتف الدولي لمواجهة هذه الظاهرة نظرا لطبيعتها العابرة للحدود.

وحدة مكافحة الإرهاب الدولي في وزارة الخارجية

وتعززت أهمية هذه الوحدة في أعقاب تنامي موجة الإرهاب الدولي بعد أحداث سبتمبر 2001 وما أدى إليه ذلك من زيادة مطردة في عدد الصكوك الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولى التي تم إصدارها، والمحافل العالمية التي تم إنشاؤها لمعالجة آثار الإرهاب واجتثاث جذوره والعمل على مكافحته وقمع مصادر تمويله.

وتضطلع وحدة مكافحة الإرهاب الدولي في وزارة الخارجية، وهي تتبع من الناحية التنظيمية مكتب وزير الخارجية، في ضوء ذلك بالعديد من المهام الخاصة بجهود مكافحة الإرهاب الدولي، وذلك على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

جهود الرئيس الإقليمية لمواجهة الإرهاب

وفي التاسع من مايو الماضي استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أطلع من المشير "حفتر" على مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، مؤكدا دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية، وتهيئة المناخ للتوصل إلى حلول سياسية وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية، على نحو يلبي تطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو الحياة الآمنة الكريمة وبناء المستقبل الأفضل. 

وأكد الرئيس على دور المؤسسة العسكرية في القضاء على كافة أشكال الإرهاب والميليشيات والجماعات المتطرفة.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن المشير خليفة حفتر أشاد من جانبه بدور مصر في دعم الشعب الليبي على كافة المستويات، مؤكدا قوة العلاقات التاريخية التي تربط بين الدولتين والشعبين الشقيقين، ومشيدا بجهود مصر في مكافحة الإرهاب ودعم الحلول السلمية للأزمات العربية وترسيخ مؤسسات الدولة الوطنية ودعم الاستقرار والأمن للشعوب العربية.

كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي،  نظيره الأمريكي دونالد ترامب، على هامش فعاليات قمة مجموعة الدول السبع بفرنسا.

وأشاد الرئيس الأمريكي، بمستوى التنسيق والتشاور الاستراتيجي بين البلدين، مشيرا في هذا الصدد إلى محورية الدور المصري بمنطقة الشرق الأوسط، ودعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.

وتطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أعرب ترامب عن دعم الولايات المتحدة الكامل للجهود المصرية في هذا الصدد.


مواضيع متعلقة