"السناتر": نفقات "تقطم الضهر".. وأمهات: لو ما أخدوش دروس هيسقّطوهم

"السناتر": نفقات "تقطم الضهر".. وأمهات: لو ما أخدوش دروس هيسقّطوهم
- أول يوم دراسة
- أولياء الأمور
- إجازة عيد الأضحى
- الأسبوع الماضى
- الثانوية العامة
- الدروس الخصوصية
- السنوات الأولى
- الشباب والبنات
- الصف الأول الثانوى
- أبواب
- أول يوم دراسة
- أولياء الأمور
- إجازة عيد الأضحى
- الأسبوع الماضى
- الثانوية العامة
- الدروس الخصوصية
- السنوات الأولى
- الشباب والبنات
- الصف الأول الثانوى
- أبواب
قبل بداية العام الدراسى، انطلق ماراثون الدروس الخصوصية لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث تسابق أولياء الأمور فى القاهرة الكبرى، بمجرد انتهاء الامتحانات، لحجز مقاعد لأبنائهم فيها خوفاً من أن تغلق «السناتر» أبوابها، موضحين أن بدء الدروس مبكراً يُعد سلاحاً ذا حدين، فهى تتيح للطالب، وفقاً لكلامهم، مراجعة المواد أكثر من مرة خلال السنة الدراسية، لكنها فى الوقت نفسه، «كسر ضهر» بالنسبة لهم، إذ يضطرون إلى دفع مبالغ مالية أكثر للمدرسين بجانب الملازم والكتب التى يشترونها.
آيات محمد، ولية أمر لطالب بالصف الثالث الثانوى، تقول إن ابنها بدأ دروسه فى كافة المواد الدراسية فى بداية شهر يوليو الماضى، ورغم اعتراضها فى بداية الأمر على بدئها مبكراً، فإنها فوجئت بأن أغلب المدرسين يعلنون على صفحاتهم الخاصة أنه سيتم غلق باب الحجز بمجرد اكتمال عدد الطلبة، على حد قولها: «كنا بنبدأ فى شهر 8، لكن المدرسين قالوا لنا الثانوية العامة بتبدأ معاهم بدرى عشان نلحق نخلص المنهج ونراجعه أكتر من مرة، فاضطريت أخليه يبدأ دروس، لأنه لو ما حضرش من الأول ماحدش هيقبله».
"آيات": التكاليف بتعدى 2500 جنيه شهرياً
وتوضح «آيات» أن الدروس الخصوصية أصبحت تمثل عبئاً على أولياء الأمور بسبب ارتفاع سعرها بشكل مبالغ فيه، لكنها فى الوقت نفسه الوسيلة الوحيدة التى تساعد الطلبة على فهم المواد الدراسية، وخصوصاً فى المرحلة الثانوية التى يعتمد فيها الطلبة على الدروس والملازم التى يشترونها، وفقاً لكلامها: «ما بقاش فيه شرح فى المدارس لأن المدرسين والطلبة بيكتفوا بالدروس، وإحنا بقينا مضطرين نخليهم ياخدوا فى كل المواد دروس، وللأسف المدرسين بيستغلوا ده وكل سنة يرفعوا الأسعار، وإحنا مفيش فى إيدينا حل غير إننا ندفع»، مشيرة إلى أن تكاليف الدروس الخصوصية تتعدى الـ2500 جنيه شهرياً.
"رحاب": دفعت مقدم السنة اللى فاتت عشان أحجز مكان لابنى
لم يختلف الحال كثيراً بالنسبة لـ«رحاب مصطفى»، ولية أمر لطالبين بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، التى اضطرت إلى حجز دروس خصوصية لابنها الأكبر فى كافة المواد الدراسية فى نهاية العام الدراسى الماضى، بعدما قرأت على بعض «الجروبات» الخاصة بالمرحلة الثانوية أنه تم فتح باب الحجز لمدة 20 يوماً ثم سيتم رفض قبول أى طالب بمجرد اكتمال العدد، بحسب كلامها: «ابنى كان فى تانية ثانوى وبندفع له تمن الدروس وبنشترى له الكتب الخاصة بمدرسين السناتر وفى نفس الوقت بنحجز للسنة اللى بعدها، عشان يلحق مكان مع المدرسين اللى عايزهم، وكان فيه منهم اللى استكفى، وبقينا نلف ورا كل مدرس رغم إن السنة ما بدأتش أصلاً»، لافتة إلى أنها اضطرت إلى دفع مقدم لكافة المدرسين حتى يقبلوا حجز مقعد داخل السنتر لابنها: «حجز المادة بيتراوح من 200 لـ500 جنيه على حسب المادة، ولو ما دفعناش قبل ما الحجز يقفل ماحدش هيقبله، وطبعاً ده كان مسبّب لينا ضغط كبير، بس للأسف ده الحل الوحيد اللى قدامنا ومضطرين نقبل بيه».
وتوضح «رحاب» أن بداية الدروس قبل بداية العام الدراسى بفترة لها مميزات وعيوب، على حد تعبيرها، فمن مميزاتها أنها تتيح للطالب الفرصة لمراجعة المواد أكثر من مرة، وحل نماذج امتحانات عديدة، لكنها فى الوقت نفسه «قطم ضهر» بالنسبة لها، وخصوصاً بعد ارتفاع سعر الحصة فى بعض المواد هذا العام.
«الوطن» أجرت جولة على بعض السناتر بالقاهرة، ففى حلوان كان الحضور كثيفاً داخل أحد سناتر الدروس الخصوصية القريبة من محطة المترو، وعلى الرغم من عدم بدء الدراسة فإن الطالبات اصطففن فى طابور امتد حتى البوابة الخارجية للسنتر فى انتظار تسجيل أسمائهن ودفع تكاليف الحصة، وذلك فى اليوم الأول لفتح باب الدروس، إذ يختلف المبلغ بحسب كل مدرس والمادة التى يقوم بشرحها، وتقول إحدى الطالبات، رفضت ذكر اسمها، وتدرس بالصف الأول الثانوى، إن المبلغ الذى تقوم بدفعه يُعتبر مرتفعاً نسبياً مقارنة بالأعوام الماضية، حيث تضطر الطالبة إلى دفع مبلغ 40 جنيهاً للحصة بدلاً من 30 جنيهاً كما اعتادت الدفعات التى تكبرها، وتبرر ذلك بقولها: «المدرسين قالوا لنا هنزود عدد ساعات الشرح وهيكون مبسّط، بجانب تطوير السنتر»، وتشير الطالبة إلى أن هذه هى المرة الأولى بالنسبة لها التى تبدأ فيها الدروس الخصوصية قبل بداية الدراسة قائلة: «كل سنة ببدأ مع أول يوم دراسة، بس السنة دى مختلفة، وبدأنا من أسبوع بس حجزنا فى السنتر مع المدرسين وحددنا المواعيد قبل العيد على طول عشان مانتجبرش على المواعيد المفتوحة حتى لو مش مناسبة لينا».
مدير سنتر: بنأجر القاعة للمدرسين بالساعة.. وبنجدد التعاقد كل شهر إذا رغب المدرس
وفى البناية نفسها كان هناك أكثر من مركز للدروس الخصوصية، إذ تُعرف تلك العمارة بين الطلاب بعمارة السناتر، وفى أحد الطوابق كان أحد المدرسين يجلس فوق السلالم فيما التفّ حوله طلابه، فى انتظار حضور مدير السنتر ليتسلم منه القاعة، حيث تم تخصيص السنتر للاستضافة وليس لتوفير المدرسين، ويقول عبدالهادى أشرف مدير السنتر: «المكان هنا مخصص للمدرسين بتوع المدارس اللى بيجيبوا طلابهم وييجوا هنا يشرحوا لهم الدروس، لكن مش بنتعاقد مع مدرسين ولا عندنا مواعيد للدروس»، ويضيف «عبدالهادى» أن هناك اتفاقاً يتم عقده مع المدرس حول تأجير القاعة بالساعة ويتم تجديد ذلك التعاقد شهرياً حال رغب المدرس فى ذلك.
مشهد اعتاد تكراره كثيراً أمام المدارس وقت خروج الطلاب، ولكن هذه المرة كان أمام أحد السناتر بمنطقة إمبابة التابعة لمحافظة الجيزة والتى تشتهر بكثرة عدد سناتر الدروس الخصوصية، حيث جلس عدد من الأمهات فوق أحد الأرصفة ينتظرن انتهاء أبنائهن من أحد الدروس الخصوصية لاصطحابهم إلى المنزل، وتقول هناء على إن ابنها يدرس بالصف السادس الابتدائى، وإنها ليست حديثة عهد بهذه الدروس، حيث اضطرت السيدة الثلاثينية إلى الدخول فى دوامة الدروس منذ السنوات الأولى لابنها فى المدرسة، حيث تقول: «فى مدرسة ابنى كل الطلاب فى كل المراحل الدراسية بياخدوا دروس مع مدرس المادة بتاعتهم، يعنى من سنة أولى ابتدائى وهو بياخد درس فى 3 مواد، مع إنه مش محتاج وأنا بذاكر معاه فى البيت، بس ده قرار المدرس ولو ابنى ماخدش معاه ممكن يديله درجة وحشة، ولو فى مرحلة أكبر شوية ممكن يجيب ملحق».
"روجينا": الكرسى فى السنتر بيتأجر بـ5 جنيه
تلتقط روجينا ناصف، التى كانت تقف بالقرب منها، أطراف الحديث وتتحدث عن تجربتها مع السناتر، حيت تقول إن إدارة مركز الدروس الخصوصية الذى يتردد عليه نجلها ويدرس بالصف الثالث الابتدائى كانت تقوم فى البداية بتأجير الكرسى للطلاب بمبلغ 5 جنيهات قبل أن تقرر إلغاءه تماماً وتستحدث نظاماً جديداً، حيث أخبر مدير السنتر الطلاب الأسبوع الماضى بضرورة إحضار كل طالب «كرسى» من المنزل ليتمكن من الجلوس داخل القاعة، وعندما اجتمع أولياء الأمور وذهبوا إلى السنتر اعتراضاً على القرار برر المدير ذلك بأنه ليس هناك دروس بشكل يومى فى المركز وبالتالى ليس هناك ضرورة لتوفير الكراسى، وتضيف «روجينا»: «اضطريت أشترى لابنى كرسى بلاستيك من اللى بيتقفل عشان يعرف يشيله يروح بيه الدرس ويرجع بيه البيت تانى لما يخلص، يعنى يرضى مين ده»، مشيرة إلى أنه رغم تلك الظروف ليس هناك تخفيض فى سعر الحصة الذى بلغ 25 جنيهاً.
لم يختلف المشهد كثيراً فى منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، فالأعداد الكبيرة من الشباب والبنات كانت موجودة أمام أحد السناتر الشهيرة بأحد الشوارع الجانبية الضيقة المتفرعة من شارع ضياء للحصول على الملازم، وكان أغلب هؤلاء الطلاب من الصف الثالث الثانوى الذين بدأوا فى الحضور إلى السنتر بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى مباشرة.
"رحمة": بيوزعوا علينا نظام البوكليت فى نهاية التيرم التانى
وتقول رحمة على، طالبة بالصف الثالث الثانوى، إن الثانوية العامة تبدأ فى الدروس فى بداية شهر أغسطس، إلا أنها تأخرت هذا العام عما هو معتاد، وعن نظام البوكليت تقول «رحمة»: «ما بدأناش نتعود عليه أو يتوزع علينا نماذج غير فى نهاية التيرم التانى وقبل الامتحانات بفترة مش كبيرة، والمدرس فى الحصص بيهتم بشرح المادة أكتر من طريقة الامتحان اللى ممكن تتشرح وتتلم فى يومين».