مراكز التنمية البشرية واللغات.. الوجه الآخر لـ"سناتر" الدروس الخصوصية

10:18 ص | السبت 23 فبراير 2019

هنا في القليوبية تعددت أشكال وطرق الهروب من إقامة وفتح سناتر الدروس الخصوصية، فبعد أن كانت الدروس تعطى في شقق خاصة يستأجرها المدرس مع زملائه ظهرت أساليب جديدة للتهرب من هذا الشكل لتتحول مراكز التنمية البشرية وقاعات التدريب والاستشارات التعليمية في بعص المراكز لبوابة خلفية للدروس الخصوصية، حتى تحول الأمر لاستغلال عدد من المدرسين بالخصوص المدرسة لإعطاء دروس خصوصية تحت ستار مجموعات التقوية، وسط محاولات من المسؤولين لمطاردة كل أشكال التحايل من خلال الحملات التي أجبرت الكثيرين للجوء إلى منازل الطلاب لإعطاء الدروس الخصوصية للهرب من الملاحقات.

{long_qoute_1}

التقارير الرسمية الصادرة من مديرية التربية والتعليم بالقليوبية كشفت وجود 119 مركز دروس "سناتر" على مستوى المحافظة 10% منها فقط مرخص والباقي بدون ترخيص، وأمام الملاحقات لأوكار الدروس الخصوصية لجأ المدرسون لحيلة جديدة وهي تأجير قاعات الدراسة بمراكز التنمية البشرية والاستشارات التعليمية ومراكز تعليم الكمبيوتر واللغات لتحويلها إلى مراكز للدروس الخصوصية تحت ستار دورات التنمية البشرية والتأهيل لسوق العمل، وهي الظاهرة الأكثر انتشارا في العاصمة بنها بمنطقة شارع كلية التجارة والتي ينتشر بها عدد كبير من هذه المراكز والتي تحولت في الفترة الأخيرة لتأجير أدواتها وفصولها وقاعات التدريس بها لمدرسين في مختلف المواد الدراسية بالمدارس لإعطاء دروس خصوصية تحت مسمى دورات تأهيل علمية وعملية.

يقول إبراهيم علي، أحد الأهالي، إن التحركات الأخيرة والقرارات الصادرة بشأن محاربة الدروس الخصوصية أدت لظاهرة جديدة، وهي التحايل على القانون وفتح فصول دروس خصوصية داخل مراكز اللغات وتعليم الكمبيوتر والتنمية البشرية في استغلال واضح وتستر على "مافيا الدروس" لخضوع هذه المراكز للترخيص وصعوبة كشف أن الدارسين يترددون على هذه المراكز للحصول على الدروس الخصوصية، حيث يتم الترويج أن الطلاب والمجموعات الدراسية تحصل على دورات تأهيل في اللغات والكمبيوتر ومهارات التعليم وليس درسا خصوصيا.

{long_qoute_2}

ويقول علي عبدالحميد، موظف، إن بعض أصحاب مراكز الدروس الخصوصية قاموا في مواجهة الملاحقات المستمرة بتشكيل تكتلات فيما بينهم لفتح مراكز تنمية بشرية واستشارات تعليمية لإخفاء نشاطهم الحقيقي في الدروس الخصوصية تحت مسمى الدورات على أن يكون رسم الدورة الواحدة ما بين 200 – 300 جنيه للمادة في الشهر.

فيما يكشف محمود عزالدين، من أهالي قرية ميت عاصم مركز بنها والمتاخمة للعاصمة بنها، أنه نظرا للملاحقات لجأ المدرسون لنقل أنشطتهم في الدروس الخصوصية لمنازل الطلاب أو توفير مقرات للدروس بالقرى القريبة والمتاخمة للمدن، فتجد المدرس يستأجر شقة أو غرفة في القرية يتجمع الطلاب بها ويتلقون الدرس ويتم محاسبتهم بسعر مماثل لسعر السنتر أو المجموعة الخاصة بالمنزل، وهنا يكون قد تخلص من الملاحقة للسناتر بالمدن الكبرى.

وفي نفس الإطار، لجأ عدد من المدرسين لحيلة غريبة جدا للتهرب من ملاحقة مراكز الدروس الخصوصية، حيث شهدت مدينة الخصوص قيام 6 مدرسين بالمدرسة الرسمية للغات بالخصوص بإعطاء دروس خصوصية داخل المدرسة تحت ستار مجموعات التقوية، حيث كشفت زيارة مفاجئة لإحدى مدارس إدارة الخصوص التعليمية لتحويل المدرسين للمدرسة إلى مشروع استثمارى للدروس الخصوصية تحت مسمى "متطوعون" دون علم الإدارة، وبسؤال التلاميذ وأولياء الأمور اكتشفت اللجنة أن أسعار الدروس تراوحت بين "60 - 80" جنيها للمادة الواحدة ليتم ضبط المدرسين المتورطين ويعترفوا بأنهم جعلوا من المدرسة وكرا لإعطاء الدروس الخصوصية نظرا لملاحقتهم في أماكن إعطاء الدروس الخارجية.

أما في شبرا الخيمة وبنها والقناطر على وجه التحديد تخرج مراكز الدروس الخصوصية لسانها لسائر المسؤولين بعد لجوء عدد كبير منها لحيلة جديدة للتلاعب والهروب من أي مسؤولية أو أي حملة لغلقها بدعوى أنها مجموعات تقوية مجانية تتبناها بعض الجمعيات.

{long_qoute_3}

ويوضح خالد عبدالعليم، ولي أمر، أن المدرسين في مقابل الملاحقات لهم في سناتر الدروس الخصوصية بدأوا في اللجوء للمجموعات الخاصة في المنزل لـ5 أفراد، ليصل سعر المجموعة للطالب 700 جنيه، وهو أمر يرهق ميزانيات الأسر، وخاصة في الثانوية العامة.

يؤكد عدلي مختار أنه فوجئ بقيام مدرسي المجموعات في المنازل برفع مقايل الدرس لمبالغ وصلت 700 جنيه شهريا في المادة الواحدة لمجموعة لا تتعدى 10 أفراد بسبب غلق وملاحقة المراكز الكبرى للدروس الخصوصية.

ويقول طه عجلان وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، إن محاربة الدروس الخصوصية تأتي على رأس أولويات أجهزة التعليم بالمحافظة، مشيرا إلى أنه تم تدشين مبادرة (القليوبية خالية من الدروس الخصوصية) بجانب شن الحملات لغلق مراكز الدروس الخصوصية بكل المدن والقرى.

قال وكيل وزارة التربية والتعليم إن الأيام المقبلة ستشهد مواجهة حازمة من كل الأجهزة ضد مراكز الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية التي تتخذ ستارا للدروس الخصوصية، مضيفا أن هناك تنسيقا مع الأجهزة الأمنية والمحافظة وكل الأجهزة المحلية بشأن تلك المراكز التى سيتم شن حملات مكبرة عليها بالتعاون مع مديرية أمن القليوبية والضرائب ومجالس المدن ولجان من المديرية والإدارات التعليمية تضم الشؤون القانونية والمتابعة والأمن وغيرها من الإدارات المعنية وإحالة كل المعلمين العاملين بها للتحقيق وغلقها.