يناقشها مؤتمر الشباب.. ماذا تعني حروب الجيل الرابع التي تواجهها مصر؟

كتب: إسراء حامد محمد

يناقشها مؤتمر الشباب.. ماذا تعني حروب الجيل الرابع التي تواجهها مصر؟

يناقشها مؤتمر الشباب.. ماذا تعني حروب الجيل الرابع التي تواجهها مصر؟

تطورات وتغيرات كثيره، شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، ظهرت بشكل قوي مع التطورات التكنولوجية السريعة التي نواجهها، لتواكب الحروب أيضا ذلك التطور بظهور حروب الجيل الرابع، والتي تعتمد بشكل كبير على أدوات مختلفة، كالحرب النفسية، واستخدام عصابات الإنترنت للأزمات بتصديرها مثل "زيادة الأسعار، تذبذب العملة، انخفاض مؤشرات البورصة وغيرها من المشكلات التي تعاني منها البلاد"، وبعد أن حققت الدولة تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، كان من الضروري الحفاظ عليه.

ويأتي مؤتمر الشباب الوطني في نسخته الثامنة، المقرر إقامته بمركز المنارة، بالقاهرة الجديدة، ليكون لمدة يوم احد فقط، يتكون من ثلاث جلسات "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا، وتأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع وختاما بجلسة اسأل الرئيس"، ليناقش حروب الجيل الرابع باعتبارها احد أهم الأدوات التي تهدد الأمن القومي للبلاد.

خبير أمن معلومات: نشر الوعي المعلوماتي السبيل الوحيد لمواجهة حروب الجيل الرابع

ويقول خبير الأمن المعلوماتي محمد الجندي، أن مصطلح حروب الجيل الرابع ظهر في الثمانينات، عندما تحدث عنه أحد المتخصصين "وليام ليند"، وعن تطور الحروب من المواجهة بالأسلحة بين مجموعات غير متكافئة باستخدام القوى الأصغر للثغرات ضد القوى الأكبر لاستهدافه.

ومع تطور التكنولوجيا وانتشار السوشيال ميديا، بدأت الحروب النفسية باستخدام المعلومات، لمواجهة الدولة، فهي تستخدم من قبل افراد وجماعات غير منظمة في الدولة، للتأثير على الرأي العام واستخدامه ضدها لإحداث تأثير نفسي مضاد للدولة، وهذا ما تفعله الجماعات الإرهابية بنشرها لفيديوهات القتل والذبح على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابع الجندي لـ"الوطن"، أن مصر بدأت تتعرض لحروب الجيل الرابع منذ دخول الإنترنت إليها، فبالرغم من أن النية لاستخدامه كانت حسنة، إلا أن الشعب المصري لم يكن على درجه كافية من الوعي لاستخدامه بطريقه صحيحه، مشيرا إلى أنه كان لابد من الاستعداد الجيد لذلك بتاهيل المجتمع.

وأشار خبير أمن المعلومات، إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، كان لحروب الجيل الرابع دورا كبيرا في افتعال الكثير من الأحداث التي أودت إلى فوضى عقب ثورة 25 يناير، كما كان لها دورا في ممارسة الأعمال الإرهابية.

ولفت الجندي إلى أنه من الصعب أن السيطرة على حروب الجيل الرابع في ظل التطور التكنولوجي والاستخدام الغير محدود لوسائل التواصل الاجتماعي، ولا يوجد حل سوى نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وبالرغم من أن الدولة تتابع انتشار الشائعات المغرضة التي يتم استخدامها لزعزعة الأمن القومي، وتتحقق منها ثم تقوم بنفيها، إلا أن هذا لم يكن كافيا، ولا تزال مصر تحتاج لتكوين منظموة شاملة لمحاربة مخاطر التكنولوجيا.

وأوضح خبير أمن المعلومات أن مصر لديها تشريعات تحد من الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها غير مألوفة بين أفراد الشعب، ولا يعرفها الكثير، وهذا ما يصعب من إمكانية تنفيذها، فلابد أن يكون هناك اتجاه إلزامي قوي يسعى لنشر الوعي المعلوماتي حتى نستطيع مواجهة من نتعرض له من حرب الجيل الرابع، من جهة الجماعات الإرهابية وغيرها.

أستاذ علم الاجتماع السياسي: لابد من تقديم المعلومة كاملة للمواطن حتى لا يلجأ للإعلام المضاد

من جانبه قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن المجتمع المصري في الفترة الأخيرة تأثر بشكل كبير بما تفتعله حروب الجيل الرابع، نظرا لما يعانيه الإعلام المصري من نقص في تقديم المعلومة، مما يجعل الفرد يتوجه إلى الإعلام المضاد الذي يوفر المعلومه حتى وإن كانت خاطئة.

وأضاف صادق لـ"الوطن"، أن الإعلام المضاد يمتلك أدوات حروب الجيل الرابع، والتي تمكنه من إقامة حرب نفسية على المجتمع المصري ضد الدولة، مستخدما ثغرات تكاد تكون ليس لها أساس، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي على دراية كاملة بأهمية تطوير الإعلام لمواجهة خطر حروب الجيل الرابع، فدائما ما يتحدث عنها خلال مؤتمراته.

ولفت أستاذ علم الاجتماع السياسي، إلى أنه لابد من تقوية المناعة الإعلامية من خلال الاستعانة بالكوادر لتكون مسئولة عن نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وحتى تستطيع مواجهة هجمات الجماعات التي تشن حرب نفسية على المجتمعة مستخدمة الإشاعات المغرضة، والتي ستظل تكرر هجماتها.


مواضيع متعلقة