"مناورة سياسية ونية مُبيتة": "نتنياهو" يغازل الإسرائيليين بـ"ضم غور الأردن" لحشد الأصوات

كتب: محمد الليثى

"مناورة سياسية ونية مُبيتة": "نتنياهو" يغازل الإسرائيليين بـ"ضم غور الأردن" لحشد الأصوات

"مناورة سياسية ونية مُبيتة": "نتنياهو" يغازل الإسرائيليين بـ"ضم غور الأردن" لحشد الأصوات

«وعود انتخابية يمينية» غالباً ما يخرج بها رئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قُبيل أى عملية سياسية لحشد أكبر عدد ممكن من الأصوات لصالحه، وتأتى الوعود هذه المرة قُبيل انتخابات الكنيست، التى ستُجرى فى السابع عشر من شهر سبتمبر الحالى بفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة «غور الأردن» وشمال البحر الميت، فى حال حقق الانتصار فى تلك الانتخابات.

ووفقاً لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، أضاف «نتنياهو» أن هذه الخطوة ستكون الأولى، إذ إنه ينوى فرض السيادة الإسرائيلية على جميع التجمّعات السكنية فى الضفة الغربية، موضحاً أن هذه الخطوة ستتم بالتنسيق التام مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح «نتنياهو» أنه سينتظر إلى حين نشر خطة السلام الأمريكية، متوقعاً أن ترى النور بُعيد الانتخابات المقبلة بأيام معدودة. وعن ردود الفعل الداخلية فى إسرائيل، فأصدر حزب «كاحول لافان» بياناً جاء فيه أنه من دواعى سروره أن يكون رئيس الوزراء قد اعتمد خطته للاعتراف بغور الأردن، بعد أن خطط للتخلى عن هذه المنطقة، قبل نحو خمس سنوات.

وعلى ما يبدو أن المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة لم تقف صامتة أمام تصريحات «نتنياهو»، حيث سارعت بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل أجبرت رئيس الحكومة على النزول إلى أحد الملاجئ.

فى السياق ذاته، أجرى «نتنياهو» الليلة الماضية، مشاورات أمنية بمقر وزارة الدفاع فى تل أبيب مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية حسبما ذكر مكتبه، وجاءت مشاورات رئيس الحكومة بعد إطلاق صاروخين من غزة صوب مدينة أسدود جنوب إسرائيل، وقد اضطر الحرس الشخصى المرافق لـ«نتنياهو» إلى إنزاله إلى أحد الملاجئ فى المدينة، حيث كان يلقى كلمة فى مؤتمر انتخابى لحزب الليكود، وقد توقّفت الفاعلية بفعل الصواريخ ودوّت صافرات الإنذار وفتحت الملاجئ أمام المستوطنين.

وتعليقاً على تصريحات «نتنياهو»، قال المعسكر الديمقراطى إن أى خطوة أحادية الجانب لضم أراضٍ تمس بأمن إسرائيل وتحول دون استئناف المفاوضات السلمية. أما حزب «يمينا» فدعا «نتنياهو» إلى تمرير قرار حكومى يقضى بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية فى الليلة نفسها وليس بعد الانتخابات، وإلا فإن الإسرائيليين سيعلمون أن إعلانه لا يعدو كونه مناورة سياسية رخيصة تهدف إلى انتزاع أصوات ليس إلا.

من جهته، قال رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة إن إعلان «نتنياهو» ليس فقط مناورة انتخابية، بل يعكس رؤية «الأبرتهايد» لليمين التى تتضمن خطوتين مقابلتين هما محو المكانة المدنية للمواطنين العرب فى إسرائيل، وضم أراضٍ، كما قال «عودة».

الولايات المتحدة تؤكد عدم تغيير سياستها.. وشكوك فى الداخل الإسرائيلى حول وعود رئيس الوزراء

وفى أول تعليق أمريكى، أكدت الولايات المتحدة أنه لا تغيير فى سياستها، حيث صرح مسئول كبير فى البيت الأبيض بأن الإدارة الأمريكية ستنشر خطتها للسلام بعد الانتخابات فى إسرائيل وتعمل جاهدة لإيجاد الطريق الأفضل لدفع السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة إلى الأمام.

وحذّر الاتحاد الأوروبى من أن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى يقوض فرص السلام فى المنطقة، وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبى لوكالة «فرانس برس» للأنباء، إن: «سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها، بما فى ذلك فى القدس الشرقية، غير قانونية، بموجب القانون الدولى واستمرارها والإجراءات المتخذة فى هذا السياق تقوض إمكانات حل الدولتين وفرص السلام الدائم». وأعلنت السعودية، أمس، عن إدانتها ورفضها القاطع ما أعلنه «نتنياهو»، داعية إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامى على مستوى وزراء الخارجية، لبحث إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى، وطلبت المملكة فى بيان، بوضع خطة تحرك عاجلة، وما تقتضيه من مراجعة المواقف تجاه إسرائيل، بهدف مواجهة هذا الإعلان والتصدى له واتخاذ ما يلزم من إجراءات.

إدانات دولية لوعوده الانتخابية والسعودية تدعو إلى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامى

كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى، تصريحات «نتنياهو»، واصفاً إياها بـ«الاستفزازية والعدوانية»، مؤكداً أنها تتعارض مع القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.

وطالب «الزيانى»، فى بيان، مجلس الأمن الدولى باتخاذ موقف حاسم لحماية الشعب الفلسطينى، داعياً المجتمع الدولى إلى إدانة انتهاك إسرائيل لحقوق الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة.

أيمن الرقب: نية إسرائيلية مسبقة بضم تلك الأجزاء من الأراضى

وقال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: إن تصريح «نتنياهو»، أمس الأول، خلال حملته الانتخابية بالقرب من قطاع غزة بضمه حال فوزه لمناطق غور الأردن والبحر الميت، وهى مناطق هناك مطمع كبير من الجانب الإسرائيلى فيها، ينسف العملية السياسية بشكل كامل، مشيراً إلى أن هناك خطة كانت قد وُضعت من قبل فى حال الوصول إلى حل، وهى أن يتم تأجير تلك المنطقة للإسرائيليين لمدة 100 عام، إلا أن حديث نتنياهو عن ضمها يمثل تحدياً كبيراً لكل العملية السياسية.

واستطرد «الرقب»: «حديثه عن ضم مناطق فى الضفة الغربية خلال كلمته يؤكد أن هذه الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية تخطّط لضم مناطق كبيرة جداً من الضفة الغربية، كما أن غور الأردن والبحر الميت تعتبر أجزاء من الضفة الغربية، وبالتالى نسف العملية السياسية بشكل كامل»، وعلق على رد المقاومة بالصواريخ، أمس، قائلاً إنها قراءة سريعة من المقاومة «ونتمنى بعد هذا الموقف أن تقوم السلطة الفلسطينية بوقف كل أشكال الاتصال مع الحكومة الإسرائيلية، وليتحمل الجميع ثمن التضحيات من أجل وضع حد لهذه المهاترات».

 

 


مواضيع متعلقة