لماذا تتمسك إسرائيل بضم "غور الأردن" إلى أراضيها؟

لماذا تتمسك إسرائيل بضم "غور الأردن" إلى أراضيها؟
نزاع يمتد عمره لعشرات السنين، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على منطقة "غور الأردن" الحدودية، تصاعدت حدته بعد تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، بعدما تعهد بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، إذا أعيد انتخابه في 17 سبتمبر الحالي.
وقال نتنياهو في خطاب تليفزيوني للناخبين أمس: "إذا تلقيت منكم تفويضا واضحا للقيام بذلك أعلن اليوم نيتي إقرار سيادة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت".
للأغوار أهمية عظيمة تكمن في كونها منطقة طبيعية يمكن استغلالها للزراعة طوال العام؛ وتسيطر إسرائيل على نحو 55% من المساحة الكلية للمنطقة لاستخدامها كمناطق عسكرية مغلقة، ونقلا عن مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، يحظر على السكان الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو أي نشاط آخر في هذه المناطق.
تقسم مناطق الأغوار إلى: مناطق (A)، وتخضع لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، ومناطق (B)، وهي منطقة تقاسم مشترك بين السلطة وإسرائيل، ومناطق(C) وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، وفقا لمركز المعلومات الوطني الفلسطيني.
وفي تصريح سابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفض التصديق بحاجة إسرائيل الأمنية في الأغوار، لافتا إلى أن إسرائيل تجني 620 مليون دولار سنويا من استثمارها للأغوار وإن ادعاءاتها بالسيطرة على عليها لدوافع أمنية كاذبة، واصفا ذلك بـ"استثمار استيطاني".
درويش: تطبيقا للعقيدة الإسرائيلية الخاصة بضم الأراضي
اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الاستراتيجي، أكد أن تصريحات نتنياهو الأخيرة بشأن"غور الأردن" ما هي إلا تطبيقا للعقيدة الاستراتيجية الخاصة بإسرائيل، والذي يسعى لضم أكبر قدر من الأراضي لصالح الكيان.
وأضاف درويش في تصريح لـ"الوطن" أن الرغبة في ضم الأغوار للأراضي الإسرائيلية ليست جديدة ولا علاقة لها بالأهمية الاستراتيجية كما يبرر الكيان وإنما هي فكر ومنهج بضم الأراضي العربية الحدودية لدولتهم للتوسع الاستيطاني في المنطقة، والأمر يتطلب تكاتف ووحدة الصف العربي لمواجهة تنفيذ ذلك.
كاطو: عليها مستعمرات إسرائيلية قديمة وتسعى لضمها رسميا
واعتبر اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي، أن تصريحات نتنياهو الأخيرة، نوع من الدعاية الانتخابية وإظهار القوة عالميا وإقليميا، على اعتبار أنها ليست التصريحات الأولى من نوعها له ولمسؤولي الكيان الإسرائيلي.
وأضاف كاطو لـ"الوطن" أن الرغبة المتكررة من الجانب الإسرائيلي لضم غور الأردن ترجع إلى أنهم يسيطرون بالفعل على أجزاء منها وأقاموا عليها مستعمرات خاصة بهم ولذلك يأتي السعي إلى ضمها رسميا لهم ضمن سياستهم في استقطاع الأراضي العربية لتأمين وإحكام السيطرة على حدودهم.
وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن منطقة الأغوار الأردنية أهميتها تتمثل أيضا في مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بها لما تتمتع به من تربة خصبة ومصادر للمياه ولذلك تسعى إسرائيل لضمها.