18 عاما على "11 سبتمبر".. هل انقلب ترامب على إرث بوش؟

18 عاما على "11 سبتمبر".. هل انقلب ترامب على إرث بوش؟
- 11 سبتمبر
- طالبان
- أفغانستان
- الربيع العربي
- غزو العراق
- القاعدة
- داعش
- الحادي عشر من سبتمبر
- الحرب على أفغانستان
- ترامب
- بوش
- 11 سبتمبر
- طالبان
- أفغانستان
- الربيع العربي
- غزو العراق
- القاعدة
- داعش
- الحادي عشر من سبتمبر
- الحرب على أفغانستان
- ترامب
- بوش
كانت "11 سبتمبر" لحظة فارقة في مستقبل المنطقة والعلاقات الدولية، وذهبت دراسات كثيرة إلى تأريخ التفاعلات الدولية من الثنائية القطبية ثم الحرب الباردة، إلى "11 سبتمبر" وما بعد "11 سبتمبر"، حيث تغيَّر وجه العالم كلياً، ودخلت الولايات المتحدة أفغانستان عسكرياً للإطاحة بحركة طالبان الإرهابية، لكن بعد قرابة عقدين تتفاوض معها حالياً من أجل الوصول إلى اتفاق سلام وسط أجواء متوترة.
كانت "11 سبتمبر" المحرك الرئيسي لغزو العراق عام 2003، وما تبعه من فوضى اجتاحت المنطقة وصراعات طائفية ومذهبية، وجاءت اضطرابات 2011 أو ما سمى بـ"الربيع العربي" كأبرز ملامح ما بعد 11 سبتمبر، لكن الأولويات يبدو أنه انتابها كثير من التغيرات، ربما كذلك توحى أننا أمام مرحلة جديد هي "ما بعد ما بعد 11 سبتمبر" ونحن في الذكرى الثامنة عشر لتلك الأحداث.
مستشار "الأهرام للدراسات": الرئيس الأمريكي يريد إعادة صياغة أولويات النظام الدولي لما قبل 2001
"أمريكا - ترامب تعمل على إعادة صياغة أولويات النظام الدولى وأولوياتها إلى مرحلة ما قبل 11 سبتمبر".. هكذا تحدث الدكتور حسن أبوطالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن ملامح المرحلة الحالية لما يقارب من عقدين على أحداث 11 سبتمبر، وقال لـ"الوطن"، إنه "في تطور العلاقات الدولية لا توجد مراحل قطعية، لكن قبل 11 سبتمبر القضية المركزية كانت التفاعلات بين القوى الدولية والتنافس بين القوى الكبرى، لكن بعد 11 سبتمبر فُرضت قضية مكافحة الإرهاب على النظام الدولي وتحولت إلى جوهر التفاعلات الدولية، وكانت تسير وفق نهج واحد صاغه جورج بوش الرئيس الأمريكي الأسبق، ويقضي بأن من ليس مع أمريكا في هذه الحرب فهو ضدها وعدوها، ومن ضدها فهو ضد واشنطن، وينظر له باعتباره إرهابياً يمول الإرهاب وعلى الولايات المتحدة وحلفائها مواجهته".
وأضاف "أبوطالب": "منذ ذلك الوقت وتاريخه ونحن نعيش مرحلة مواجهة الإرهاب، لكن الذى تغير أن الذين نعتوا بالإرهاب بعد 11 سبتمبر تغيروا.. تنظيم القاعدة لم ينته لكنه اختلف، فتغيرت هياكل القيادة فيه، وخرج منها فروع عديدة وقام بعملية انتشار في العراق وسوريا وأفريقيا.. القاعدة التي تمت محاربتها في 2001 لم تعد هي القاعدة الحالية".
وقال الخبير السياسي: "خريطة التحالفات الآن تتغير بعد أحداث 11 سبتمبر وتأخذ طابعاً اقتصادياً، مثل التقارب الصيني والروسي والهندي، وبالتالي النظام الدولي حدث فيه تداخل بين قضايا قديمة، مثل مكافحة الإرهاب القضية ذات الأولوية بعد 11 سبتمبر، بجانب قضايا أخرى كالتنافس التجاري والاقتصادي، وبالتالي الوضع الحالي جزء منه موجود منذ 11 سبتمبر، وأجزاء جديدة لحقت به"، ويرى "أبوطالب" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل حالياً على إعادة تغيير أولويات أمريكا والنظام الدولي التى كانت سائدة بعد أحداث 11 سبتمبر، هو الآن يتراجع جزئياً عن هذه المسائل التى كانت سائدة بعد 2001، فيفرق بين "طالبان" و"داعش" و"القاعدة"، ويرى أن الأولوية لمواجهة تنظيم "داعش" حالياً، ثم يتفاوض مع "طالبان" ليخرج من أفغانستان ويقبل مقولة "طالبان" بأنها الإمارة الإسلامية، كأن "ترامب" يعيد الكرة إلى ما قبل 2001 بأن هناك مواجهة الإرهاب، ولكن بتوجيهه نحو "داعش" وإيران بجانب الاهتمام بقضايا التنافس التقليدية مع القوى الكبرى.
وحول ما يحدث من اختلافات بين وجود رئيس جمهوري هو جورج بوش في 2001 وبين آخر جمهوري هو "ترامب" في 2019، قال "أبوطالب": "المختلف هو آلية الرئيس الأمريكي الحالي ترامب نفسه ورؤيته للعالم، هي رؤية الصفقات، وأن الولايات المتحدة لن تلتزم بأي شيء، والمعايير الدولية الجماعية لو رأى أنها تقف أمام هيمنة أمريكا يمكنه التخلي عنها، بدليل ما نراه من توجهات لديه تجاه حلفائه في الناتو وانتقاده بحدة لهم".
مدير "العربية للدراسات": "ترامب" لديه أجندة لا هي ديمقراطية ولا هي جمهورية
"11 سبتمبر الحدث الذي لا يزال السبب الرئيسي في توسع الإرهاب بالصورة التي عليها الآن".. هكذا علق الدكتور سمير راغب، مدير المؤسسة العربية للدراسات والخبير الأمني، على ما بقى من حقبة 11 سبتمبر، وقال إن "تنظيم القاعدة كانت جماعة صغيرة موجودة في أفغانستان تعيش في الجبال، وبعد 18 سنة تقريباً من 11 سبتمبر وصل الإرهاب إلى الساحل الغربي الأفريقي، مثل حركة بوكو حرام في نيجيريا، كما وصل لما بعد غرب أفغانستان مروراً بكل أوروبا وكل مناطق الساحل والصحراء والقرن الأفريقي".
وأضاف "راغب": "بالإحصاءات والأرقام، تفاقم الإرهاب، سواء من تنظيم القاعدة أو التنظيمات الأكثر وحشية منه، وخسرت أمريكا نحو 1.7 تريليون، منها 700 مليار في الإنفاق على الحرب في أفغانستان وقضية الإرهاب، وما قامت به أمريكا كان من عوامل نمو الإرهاب"، وقال الخبير الأمني: "في بداية حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه رسالة لحركة طالبان بأنه لن يتدخل في حياتهم ولا تقاليدهم وأنه يريد أن يعيشوا في سلام ولهم خياراتهم".
وعن التفاوض الأمريكي مع "طالبان" قال "راغب": "التفاوض مع طالبان جاء لأن برنامج ترامب الانتخابي هو فك الارتباط وشعاره أمريكا أولاً، أي مصلحة أمريكا أولاً، هو يرى أن تكاليف الحرب كبيرة وأنه لا عائد من هذه الحرب، ورغم أن فكرة التدخل في شؤون الغير بدأها الجمهوريون إلا أن ترامب لديه أجندة لا هي ديمقراطية ولا جمهورية ويمكن تسميتها بأجندة ترامبية، تقوم على سحب القوات الأمريكية من الخارج باستثناء بعض المناطق التي سيكون مجبراً على الوجود فيها، عكس أفغانستان التي لا يوجد بها مصالح حيوية"، وتابع: "أمريكا كانت تفكر في البحث عن أماكن النفط والثروات، والنفط لم يعد أولوية بالنسبة لأمريكا بعد أن تحولت لأكبر منتج نفط في العالم، إلى جانب أنه يصل لها من أماكن عدة"، ولفت "راغب" إلى أن المواطن الأمريكى نفسه بدأ يتململ من الوجود الأمريكى خارج أمريكا والاقتصاد الأمريكى الذى تأثر بهذا الانتشار العسكرى فى الخارج ومعه المواطن الأمريكى، أيضاً إلى جانب أن التدخلات الأمريكية فى الخارج جعلت المواطن الأمريكى يشعر بالخوف في كل مكان يتحرك به.
قيادي بحزب البعث العراقي: نرحب بالحوار مع أمريكا من حيث المبدأ وحاورنا "واشنطن" عدة مرات
إذا كانت أمريكا أطاحت بحكم "طالبان" وبعدها دخلت العراق وأطاحت بحكم البعثيين كأحد أبرز تداعيات ما بعد "11 سبتمبر"، ثم بدأت مفاوضات معها، فربما يكون التفاوض أيضاً مع البعثيين، فبحسب معلومات حصلت عليها "الوطن"، استضافت دولة خليجية اجتماعاً شارك فيها ممثلون عن البعثيين قبل نحو سنتين مع السفير الأمريكي في هذه الدولة وممثل عن الأمم المتحدة، وقال القيادي البعثي صلاح المختار، في تصريحات سابقة لـ"الوطن"، إن الاتفاق بين البعث وأمريكا معقد وصعب، وإن لم يكن مستبعداً، فحزب البعث من حيث المبدأ رحب بالحوار وحاور أمريكا عدة مرات ويرحب بأي حوار مستقبلي مع مسؤوليها، على أن يكون في إطار الاعتراف بسيادة ومصالح العراق وحقوق شعبه غير القابلة للإلغاء، وأضاف "المختار": "ربما نرى أمريكا وكلما زادت حدة صراعها مع الصين وروسيا تتجه أكثر للتفاهم مع البعث، لأنها اقتنعت منذ عام 2014 بأن أى حل لأزمات العراق بدون مشاركة البعثيين مستحيل التحقق".
خبير أمريكي: "القاعدة" اعتمد "الصبر الاستراتيجي" لكسب شعبية
فى هذا السياق، يرى كولين كلارك، الزميل البارز لدى مركز صوفان، في مقال بمجلة "فورين بوليسى" الأمريكية أنه بعد مرور 18 عاماً على هجمات سبتمبر الإرهابية، يبدو تنظيم القاعدة في وضع حرج، ومختلفاً جداً عما كان عليه يوم قتل آلاف الأمريكيين على التراب الأمريكي، متوقعاً أن يعمل عناصر من "داعش" و"القاعدة" على مواصلة التخطيط وتوجيه هجمات ضد أهداف فى أوروبا، وبحسب الكاتب، فإنه بعد مقتل مؤسس "القاعدة" أسامة بن لادن في 2011، وظهور ما عرف باسم "الربيع العربي"، بدأت "القاعدة" تبني استراتيجية معدلة، ولاحظ باحثون في مجال الإرهاب أن "القاعدة" بدأت السعي لتحقيق أهداف استراتيجية محددة مع التركيز على المحلية والتدرج في العمل، وأطلق على هذا التحول الاستراتيجي وصف "براجماتية منضبطة" و"صبر استراتيجي"، نجح فيها في سوريا ليحظى تنظيم "النصرة" بأكبر دعم شعبي مقارنة بفروع "القاعدة" الأخرى.