"مشار" في جنوب السودان في مسعى لإنقاذ اتفاق السلام

"مشار" في جنوب السودان في مسعى لإنقاذ اتفاق السلام
عاد زعيم المعارضة في جنوب السودان رياك مشار، اليوم، إلى عاصمة البلاد "جوبا" لأول مرة منذ عام للقاء غريمه الرئيس سلفاكير في محاولة لإنقاذ اتفاق السلام المتعثر، ووصل مشار على متن طائرة سودانية، سبقتها طائرتان تحملان وفدا كبيرا ضم نحو 60 شخصا ومسؤولا أمنيا من الخرطوم حيث يعيش مشار في المنفى.
وأعلنت حكومة جنوب السودان، اليوم، على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنّ "الرئيس سلفا كير سيعقد اجتماعا وجها لوجه مع النائب الأول رياك مشار". وكان المتحدث باسم الحكومة ميشيل ماكوي، قال أمس الأحد، لوكالة "فرانس برس" الفرنسية: "يتوقع أن يأتي (مشار) ويجلس مع الرئيس سلفا كير ليناقشا كافة المسائل العالقة في اتفاق السلام وكيفية المضي قدما".
ووصل مشار برفقة قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي الذي سيعقد بدوره مباحثات منفصلة مع حركات سودانية مسلحة متمردة. ومن المتوقع أن تستمر زيارة مشار لجوبا ليومين.
ويأتي اللقاء فيما تقترب المهلة النهائية لتشكيل حكومة تقاسم السلطة المحددة في نوفمبر المقبل، وهو بند رئيسي في اتفاق السلام الذي تم توقيعه في سبتمبر 2018، ولم يظهر كير ومشار سويا منذ التقيا في ابريل الماضي في الفاتيكان حيث أذهل البابا فرنسيس العالم بركوعه وتقبيله قدمي طرفي النزاع في جنوب السودان والمتهمين بارتكاب جرائم حرب.
وبعد هذا اللقاء الاستثنائي، أبلغ كير البرلمان أنه سامح مشار وطلب من غريمه العودة للبلاد. لكن مشار، الذي يعيش في الخرطوم، أعرب عن مخاوفه على أمنه الشخصي إذا عاد لجوبا.
من جانبه، قال المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية - مقرها العاصمة البلجيكية "بروكسل"- آلان بوسويل: "لقد كنا ننتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل. الوسيلة الوحيدة لإيجاد طريق للمضي قدما هو أن يلتقي الرجلان. الطريق مفتوح لهما لتشكيل حكومة وحدة لكنهما سيحتاجان لإبرام اتفاقات سياسة جديدة لتحقيق ذلك"، مضيفا: "إذا فشلا في الاتفاق على طريقة للمضي قدما في المحادثات المباشرة، فسنكون بصدد أزمة كبيرة".
وغرقت دولة جنوب السودان التي نالت استقلالها عام 2011، في حرب أهلية في ديسمبر 2013 اثر اتهام رئيسها وهو من قبائل الدينكا، نائبه السابق وهو من قبائل النوير، بتدبير انقلاب عليه، وأدى الصراع إلى مقتل نحو 380 ألف شخص بحسب احصاء جديد، ودفع أكثر من أربعة ملايين، أي ما يعادل ثلث سكان جنوب السودان، إلى النزوح.
وأسفر اتفاق السلام عام 2018 عن تراجع كبير في الأعمال القتالية، من دون أن تتوقف نهائياً، ونص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في 12 مايو كحد أقصى، لكن جرى تمديد المهلة ستة اشهر إضافية لإتاحة الفرصة أمام تجميع المقاتلين ودمجهم في جيش موحّد، تنفيذاً لبند رئيسي في اتفاق السلام، وزار مشار، جوبا لأخر مرة في اكتوبر 2018 لحضور احتفالات بمناسبة توقيع اتفاق السلام قبلها بشهر.