"الوطن" ترصد رحلة علاج أهالي "العتمانية" أول قرية خالية من فيرس سي

كتب: احمد فتحي

"الوطن" ترصد رحلة علاج أهالي "العتمانية" أول قرية خالية من فيرس سي

"الوطن" ترصد رحلة علاج أهالي "العتمانية" أول قرية خالية من فيرس سي

رحلة من المثابرة والعناء امتدت على مدار عامين ونصف، عاشها المئات من أهالي قرية العتمانية، جراء تناولهم جرعات العلاج من فيروس سي، ذلك الوباء رافقهم حتى داخل منازلهم المتناثرة بين ربوع القرية، وسط غياب الرعاية الصحية عنهم لـ3 عقود، وهو ما دفع الشباب لإطلاق حملات توعية وتنظيم قوافل علاجية بجميع المنازل، وتأسيس عيادة طبيبة بمسجد ناصر الكبير، والتي أصبحت منارة لمجابهة أخطار الوباء على أهالي القرية بالكامل، على مدار أشهر.

وتعد قرية العثمانية أول قرية خالية من فيرس سي في مصر، وفق ما أعلنه وفد منظمة الصحة العالمية في عام 2016، وما زالت خالية من الفيرس.

ورصدت "الوطن " حكايات المصابين من أهالي وعائلات القرية وعلى رأسهم عائلة ناصف التي شفي 12 من أنجالها، ورحلاتهم في العلاج والتماثل للشفاء، والتي بدأها الحاج رضا محمد خير الله أمين مستودع غاز بذات القرية.

وأشار "خير الله " إلى أن أفراد العائلة اكتشفوا أصابتهم بالوباء والفيروسي سي بعدما ظهر عليهم، أعراض الإصابة بالوباء منها الضعف البدني وعدم القدرة على التركيز، مشيرا أن تكلفة العلاج منذ أكثر من 3 سنوات كانت تتراوح تكلفة علاج ما بين 7 و12 ألف جنيه لكل شخص، موضحا أنهم جميعا شاركوا في إجراء فحوصات ومسح شامل وتحاليل كاملة، ضمن مبادرة المصرية الشعبية التي دشنها مركز الكبد المصري.

وأوضح "خير الله " أنه فترات الآلام التي لاحقته وأصابت أقاربه وذويهم كانت عصيبة، مستشهدا بوقوع أصابات بالغة في عائلات أخرى من جيرانه منها "ناصف والقط" وغيرها، مؤكدا أن الله بارك في شفاء الجميع من أقاربه بفضل شباب القرية، الذين شاركوا في توزيع العقاقير والأدوية اللازمة لدحر فيروس سي والقضاء عليه حتي أتم الله شفاءهم بالكامل حسب قوله.

شاب بقرية "العتمانية " طردت من دولة لبنان لإصابتي بالوباء وشفيت داخل مصر وبدأت حياتي من جديد"

وقال الحاج عطية السيد عطية، موظف بشركة غزل المحلة، بالمعاش من أهالي القرية إنه شارك في علاج المئات من المصابين من خلال تشكيل لجان شعبية من شباب القرية التي تتراوح أعمارهم ما بين 16 و30 سنة من خلال تحديد أسماء وهوية المصابين، عقب إجراء مسح طبي شامل من خلال الاستعانة والدفع بعدد من الاطباء والاستشاريين في مجال علاج فيروسات الكبدية.

وأكد "عطية " على أنه جرى إقامة ندوات وحلقات نقاشية ومؤتمرات طبية وعلاجية، للتوعية كافة أبناء القرية من خلال التأكيد على عدم الاختلاط ونقل الدم بشكل غير صحي، وأضاف: "أي تعامل بين شخص وآخر عن طريق الدم يمكن أن ينقل وباء فيروس سي، وهو ما يؤدي لتلف الكبد وفشل وظائفه" مستشهدا بوفاة ما يزيد عن 18 شخص من خير شباب وأهالي القرية بسبب الفيروس المنكوب على حد قوله.

وأشار "عطية "إلى أنه فخور بأنه شارك في حملة وقاية الأهالي من خطر الفيروس، قائلا:  " كل أهالي القرى حوالينا نفسهم يتعالجوا من الفيروس، وفعلا أحنا أصبحنا خاليين تمام من الإصابة بالفيروس وفي بداية 3 فبراير المقبل ستنطلق مبادرة جديدة لعلاج الآلاف من المرضى ويكفينا دعاء الناس على مساعدتنا في علاجهم وتوعيتهم".

أما جمعة عتمان موظف بإدارة أوقاف أول المحلة فقال إنه كان الوحيد من أفراد عائلته الذي أصيب بالفيروس سي، معبر عن حزنه العميق لعدم قدرته على تحمل نفقات، العلاج مع بداية اكتشاف أعراض الإصابة، وصرح : "لم أكن أعلم أني مصاب بالفيروس، ولكن بمجرد مشاركتي في حملة المسح الطبي الشامل، علمت بمرضي مما أصابني بحالة نفسية صعبة، ولكني التزمت بعلاجي طوال 6 أشهر وأجريت التحاليل اللازمة وتأكدت من شفائي وحمد الله وشكرته كثيرا ".

وأعرب "عتمان " أن قرية العتمانية حققت إنجازا وقدوة لكافة قرى الجمهورية، قائلا :"إن شباب القرية شاركوا في نجاح المبادرة العلاجية، وخصوصا في إقناع كبار السن بتناول جرعات العلاج، وإجراء كافة الفحوصات اللازمة لعلاجها"، واستشهد "عتمان" بوفاة عدد كبيرة شباب القرية بشكل مفاجئ، نتيجة مهاجمة الفيروس لجسدهم وإضعافه لمناعتهم الأمر، وكان منهم أفراد من عائلات سلطان وأبوأحمد ومرجان وغيرهم.

واشار "عتمان" إلى أن حملة التوعية التي أطلقها مركز الكبد المصري، لمخاطبة كبار وصغار السن  من مصابي الفيروس، كان إنجازا غير مسبوق، وأضاف: "أن مرض فيروس سي لعين ولا يتم اكتشافه إلا من خلال إجراء التحليل اللازمة في بداية الإصابة بيه، خاصة في المرحلة الأولي من ظهور أعراضه، إذ أن المرحلة الرابعة من المرض من الصعب علاجها".

وتأسيس جمعية رعاية مرضي بالقرية للتواصل مع منظمات الصحة العالمية لقهر انتشار الوباء ومجابهته

وتابع شاب يدعي " ر. ا .م" من أهالي قرية "العتمانية ": أطردت من دولة لبنان لإصابتي بالوباء وشفيت داخل مصر وبدأت حياتي من جديد بافتتاح مشروع الكافيه".

وأشار الشاب إلى أنه أراد أن يسافر خارج مصر، سعيا في الحصول على المال كي يبدأ مشوار حياته، وصرح: "أنني فوجئت أثتاء فترة عملي بأحد المطاعم بإصابتي بالفيروس سي، فأجبرني صاحب المطعم على ترك العمل، خشية انتقال العدوى، والإصابة للزبائن المطعم وعدت لمصر للعيش وسط أبناء قريتي".

كما أوضح أنه فرح كثيرا لخوضه تجربة العلاج ضمن فريق المبادرة وخيرة شباب القرية مشيرا  وتابع:"سعدت عدنما أسس الأهالي جمعية لرعاية مرضي القرية، كي تكون نواة حقيقية للمساعدة الجميع وعدم التخلي عن أي شاب أو فتاة ومشايخ القرية المصابين بالداء الخطير ".

 

 

 

 


مواضيع متعلقة