منشقو "فارك" يثيرون توترات بين فنزويلا وكولومبيا

كتب: حسن رمضان

منشقو "فارك" يثيرون توترات بين فنزويلا وكولومبيا

منشقو "فارك" يثيرون توترات بين فنزويلا وكولومبيا

بعد إعلان المسؤول الثاني السابق في حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك"، إيفان ماركيز، بعد نحو عام على تواريه عن الأنظار، وإلى جانبه القائد السابق في "فارك" المنحلة خيسوس سانتريك، أنّه سيعود إلى السلاح برفقة قادة متمردين رفضوا اتفاق السلام الموقع مع الحكومة الكولومبية في عام 2016، وذلك في تسجيل فيديو نشر، في أواخر أغسطس الماضي، وقال في ذلك الوقت: "نعلن إلى العالم انطلاق الماركيتاليا الثانية تحت حماية القانون الدولي (نسبة إلى الانطلاقة التاريخية للتمرد في الستينيات) باسم الحق العالمي للشعوب بحمل السلاح في مواجهة القمع"، مضيفا: "لقد أجبرتنا الخيانة والغدر والاضطهاد القضائي وانعدام الأمن السياسي وقتل القادة الاجتماعيين والمقاتلين السابقين على حمل السلاح"، وفقا لما ذكرته قناة "تيلسور".

كان ماركيز المفاوض باسم الجماعة في المحادثات التي قادت إلى اتفاق 2016 الذي أنهى نحو نصف قرن من النزاع المسلح في كولومبيا، ولكن منذ ذلك الحين، أبعد ماركيز وسانتريك نفسيهما عن الاتفاق، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

نشير فيديو العودة إلى السلاح تسبب في تصاعد الاتهامات بين فنزويلا وكولومبيا

ونُشر تسجيل الفيديو على الإنترنت على بوابة إلكترونية باسم حركة "فارك" تبث من فنزويلا، بحسب قاعدة بيانات هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة "آيكان" حيث سُجّل اسم البوابة في 12أغسطس الماضي، حسبما ذكرت وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس". وعلى إثر نشر هذا الفيديو، تصاعدت الاتهامات بين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وحكومة الرئيس الكولومبي إيفان دوكي. وكانت فنزويلا، وتشيلي سهلتا توقيع اتفاقات السلام في 2016 بين "فارك" والحكومة الكولومبية في عهد الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس.

رئيس فنزويلا يأمر بوضع الجيش في حالة تأهّب على الحدود مع كولومبيا

وأمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الثلاثاء الماضي، بوضع الجيش في حالة تأهّب على الحدود مع كولومبيا، متّهماً "بوجوتا" باستخدام إعلان القادة السابقين في "فارك" عودتهم إلى حمل السلاح للقيام بمناورة وإشعال فتيل نزاع عسكري مع بلاده، وقال مادورو، خلال حفل عسكري في العاصمة "كراكاس"، إن "الحكومة الكولومبية لم تُغرق كولومبيا في حرب لا تنفك تتفاقم فحسب، بل إنها تستخدم اتهامات لا أساس لها لمهاجمة فنزويلا وشنّ نزاع عسكري ضدّ بلدنا".

وأضاف مادورو، أن دوكي يناور من أجل تعزيز هذه الاتهامات ومفاقمة التوتر. وأوضح مادور: إنه أمر بوضع الوحدات العسكرية المنتشرة على طول الحدود بين البلدين والبالغ طولها 2200 كيلومتر في حالة تأهّب برتقالي في مواجهة تهديد كولومبيا بالعدوان على فنزويلا. واشار الرئيس الفنزويلي، إلى أن القوات الفنزويلية ستجري مناورات عسكرية على هذه الحدود نفسها في الفترة بين 10 و28 سبتمبر لضمان "جهوزيتها الكاملة". وأعلنت الحكومة الفنزويلية، الجمعة الماضية، أنها تجري "مشاورات" مع الدول الأخرى التي واكبت مفاوضات السلام في كولومبيا، وقالت في بيان تلاه وزير الخارجية الفنزويلي خورخي اريازا: "فنزويلا تجري مشاورات مع الدول الأخرى المواكبة والضامنة لعملية السلام (كوبا والنروج) لتحديد الاستراتيجيات الفورية التي يفترض أن تؤدي إلى إعادة الاتصال بين ألأطراف"، متهمة دوكي بتفكيك عملية السلام عمدا وعدم احترام التعهدات التي قطعت خلال المحادثات في هافانا، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس 24" الفرنسية.

وكان مادورو، أعلن في فبراير الماضي، أن حكومته قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع كولومبيا، وإنها ستطرد بعض الدبلوماسيين الكولومبيين بعد أن ساعدت كولومبيا جهود المعارضة لجلب مساعدات إنسانية للبلاد، وذلك في أعقاب إعلان خوان جوايدو رئيس "الجمعية الوطنية" - البرلمان الفنزويلي، وهي المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.

وقال مادورو في خطاب "لقد نفد الصبر، لا أستطيع أن أتحمل الأمر بعد الآن، لا يمكننا الإستمرار في تحمل استخدام الأراضي الكولومبية في الهجمات على فنزويلا، ولهذا السبب، قررت قطع كل العلاقات السياسية والدبلوماسية مع حكومة كولومبيا الفاشية". وأضاف أن السفير والموظفين القنصليين عليهم مغادرة فنزويلا في غضون 24 ساعة. وقال الرئيس الكولومبي إيفان دوكي، في ذلك الوقت، إن مادورو سيكون مسؤولا عن أي أعمال عنف.

"بوجوتا" تعلن عدم رضوخها لأي استفزاز على أي حال

من جانبها، أعلنت الحكومة الكولومبية امس الأربعاء، إن بلادها مستعدّة للدفاع عن سيادتها في مواجهة تهديدات مادورو، وقال وزير الخارجية الكولومبي كارلوس هولمز تروخيو، في تسجيل صوتي، إنه في مواجهة التهديدات الآتية من النظام التشافيزي - نسبة إلى الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز- فإن السلطات الكولومبية لن ترضخ لأي استفزاز على أي حال، بل هي مستعدّة لضمان سيادة الكولومبيين وراحتهم. واتهم دوكي، السلطات الفنزويلية بإيواء ودعم"هؤلاء المتمرّدين. وأمر الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، بعد إعلان قادة "فارك"، بشن هجوم عسكري على ما أسماه "عصابة إرهابية لتهريب المخدرات تعتمد على الملاذ والدعم اللذين تقدمهما ديكتاتورية نيكولاس مادورو" في فنزويلا.

وكان الرد سريعا من الحكومة الكولومبية، حيث قتلت القوات الكولومبية، 9 منشقين عن "فارك"، في خطوة قال دوكي إنها "رسالة واضحة" إلى القادة الذين رفضوا رسميا اتفاق السلام الموقع في 2016 وأعلنوا عودتهم إلى حمل السلاح، وأوضح الرئيس الكولومبي في بيان، مطلع الأسبوع الجاري، أنه سمح بشن العملية العسكرية في المناطق الريفية الواقعة في جنوب كولومبيا، واصفا المنشقين الذين قتلوا بأنهم عصابة من مهربي المخدرات المجرمين من بقايا ما يعرف باسم "فارك" وجزء من البنية الإجرامية التي تسعى إلى تحدي كولومبيا"، فيما أشار وزير الدفاع الكولومبي إن العملية جرت في منطقة سان فيسينتي ديل كاغان.

وكتب في تغريدة على "تويتر": "إنه تحذير للمجرمين: إما أن يستسلموا أو سيهزمون". وكان الرئيس الكولومبي أعلن الخميس أنه سيرسل قوة خاصة من الجيش "بقدرات معززة للاستخبارات والتحقيق والحركة" لمطاردة ماركيز وغيره.

زعيم "المعارضة الفنزويلية" يندد بإعلان "ماركيز".. و"واشنطن": نقف بتصميم مع رئيس كولومبيا

وفي سياق متصل، ندد خوان جوايدو، رئيس "الجمعية الوطنية"- البرلمان في فنزويلا- والذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد، في 23 يناير الماضي، باستخدام أراضي بلاده من جانب المسؤول السابق في "فارك"، كقاعدة خلفية لإطلاق تهديداته بالعودة إلى السلاح، وقال على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "نرفض استخدام الأراضي الفنزويلية بدعم مادورو لنشر هذه الرسائل"، كما ندد المعارض الفنزويلي بالدعم الذي تقدمه حكومة مادورو لمجموعة مسلحة كولومبية أخرى هي "جيش التحرير الوطني" الذي لا يزال فاعلا والذي قالت مجموعة منشقة عن حركة "فارك" إنها تريد "تنسيق جهودها" معه، وقال: "نحن جميعا، الفنزويليون، علينا أن نرفض هذا النوع من التهديدات المتعلقة بسيادتنا".بدوره، قال مفوض الحكومة السامي للسلام ميجيل سيبايوس الذي اعتبر إعلان ماركيز "مقلقا جدا" لكن غير مفاجئ، إن هذا التصريح يظهر "الدعم الواضح (الذي يتلقاه من نظام) نيكولاس مادورو الديكتاتوري". وقال سيبالوس في واشنطن إن "لجوء إيفان ماركيز إلى جيش التحرير الوطني الذي يتواجد قادته الرئيسيون في فنزويلا، يؤكد أن هذه المجموعة مدعومة من هذا النظام".

كانت الولايات المتحدة، دانت الجمعة الماضية إعلان، إيفان ماركيز، العودة إلى حمل السلاح في كولومبيا، مؤكدة دعمها لرئيس كولومبيا، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في بيان: "ندين بقوة الدعوات التي أطلقها أفراد من أجل التخلي عن التزامات (فارك) بموجب اتفاق السلام الموقع في 2016 وارتكاب مزيد من الإرهاب والعنف". وأكد الوزير الأمريكي، أن واشنطن تقف "بتصميم" مع رئيس كولومبيا إيفان دوكي. وأشار بومبيو، إلى أن "الولايات المتحدة ترحب بالتحركات التي تضمن أن تجري محاسبة الذين ارتكبوا وما زالوا يرتكبون جرائم منذ توقيع اتفاق السلام في 2016، بكل السبل القانونية"، مضيفا أن هؤلاء الأفراد "سيكون معرضين لتسليمهم حسب الأصول". وكانت وزارة "الخارجية الأمريكية"، استدعت في 24 يناير الماضي، موظفيها غير الأساسيين وعائلات الدبلوماسيين الموجودين في عاصمة فنزويلا"كراكاس"، ونصحت رعاياها في فنزويلا بالمغادرة، فيما أعلن بومبيو، في 12 مارس الماضي، أنّ الولايات المتحدة ستسحب دبلوماسييها الذين كانوا لا يزالون في كراكاس بسبب تفاقم الأزمة في فنزويلا.

كان بومبيو، أعلن في وقت سابق، فتح ممثلية دبلوماسية لبلاده في كولومبيا تعنى بشؤون فنزويلا حيث كانت واشنطن أنهت عمل سفارتها. وقال الوزير الأمريكي، إن هذه الممثلية ستستمر في العمل لإعادة إرساء الديموقراطية والنظام الدستوري في فنزويلا. وذكرت وكالة "فرانس برس" الفرنيبة في ذلك الوقت: تهدف هذه الممثلية التي ستكون ضمن مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الكولومبية "بوجوتا" الى دعم جوايدو الذي تعترف به الولايات المتحدة وكولومبيا وأكثر من 50 دولة أخرى كرئيس انتقالي.أعلن بومبيو أنّ الولايات المتحدة ستسحب دبلوماسييها الذين كانوا لا يزالون في كراكاس بسبب تفاقم الأزمة في فنزويلا.


مواضيع متعلقة