بروفايل.. تواضروس "بابا المحبة"

كتب: مصطفى رحومة

بروفايل.. تواضروس "بابا المحبة"

بروفايل.. تواضروس "بابا المحبة"

بملابسه الكهنوتية السوداء، وطيلسانه وردائه البابويين المزخرفين بالصلبان، وبوجه منحوت على شكل الوطن، يقف البابا تواضروس الثانى، منذ ثورة 30 يونيو 2013، مدافعاً عن مصر وصورتها أمام الغرب، مبشراً بمستقبلها الواعد، والمشاريع التى تقام على أرضها، والتغيير الذى يتم بأيدى أبنائها.

اختاره القدر فى لحظة فارقة من عمر الوطن عام 2012، ليكون البطريرك الـ118 فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، دون رغبة منه أو محاولة، إلا أنه بعد ما يزيد على 8 شهور، اختار الوطن حين دفعه القدر إلى تصدُّر المشهد السياسى فى مصر يوم 3 يوليو 2013.

ألمت بالوطن المحن، وتلاطمت الأمواج بسفينته، فلم يفرط «البابا» يوماً فى إيمانه بأن «الله ضابط الكل»، وأن «كل شىء يعمل للخير»، حيث استند على عصا الرعاية التى يمسكها، وانبرى لسانه يجمع المصريين، ويحذر من فُرقتهم، حينما أراد «أهل الشر» بأهلها شراً.

رأى أيقونة المسيح وأمه العذراء على أطلال كنائس المنيا، عقب تدميرها على يد الإخوان وأنصارهم فى 14 أغسطس 2013، فقال: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن». أخبروه بأن العصابات الإرهابية ذبحت الأقباط فى ليبيا، فأكد قدرة رجال مصر على الثأر. وعندما جاءته أنباء العمليات الإرهابية ضد الكنائس فى «البطرسية» و«المرقسية» و«مارجرجس»، أعلن للجميع أن الكنائس والأقباط ليسوا هم المستهدفين، وإنما مصر.

بحكمة الشيوخ، فوّت الفرصة تلو الأخرى عمن أراد بهذا الوطن شراً، وزن كلماته بموازين الذهب، ولم يشهد لسانه عليه إلا بالوطنية، واتخذ شعاره فى العالمين «المحبة لا تسقط أبداً».

وديعاً هو، ينثر المحبة والسلام فى ربوع الوطن، هكذا تربى «صبحى باقى»، قبل أن يتخلى عن الدنيا وزخرفها وهو شاب، ليدخل دير الأنبا بيشوى، راهبا متبتلاً فى قلايته بصحراء وادى النطرون باسم «ثيئودور»، بحثاً عن خلاصه فى الصلاة ومناجاة الله، قبل أن يأتى فى عيد مولده الستين عام 2012، بطريركاً للكرازة المرقسية، ليجلس الصيدلى على الكرسى البابوى، ويحوّل، خلال سنواته القليلة الماضية، السم المميت لدواء للوطن.


مواضيع متعلقة