اشتداد المعارك في إدلب مع وقف إطلاق نار من جانب واحد

كتب: محمد البلاسي، ووكالات

اشتداد المعارك في إدلب مع وقف إطلاق نار من جانب واحد

اشتداد المعارك في إدلب مع وقف إطلاق نار من جانب واحد

أفادت تقارير بنزوح قرابة 7 آلاف من المدنيين في مناطق تسيطر عليها المعارضة شمال غربي سوريا بعد أيام من الغارات الجوية المكثفة التي تشنها قوات الحكومة السورية والقوات الجوية الروسية، وتشهد منطقة معرة النعمان، الواقعة على طريق استراتيجي بالغ الأهمية، نزوح سكانها، بينما لقي مئات المدنيين مصرعهم، وتتوغل قوات الحكومة شمالا عبر محافظة إدلب، حيث يهيمن فصيل معارِض طالما ارتبط اسمه بتنظيم القاعدة.

وتقول روسيا إن حلفاءها في الحكومة السورية سيبدأون وقفا لإطلاق النار أحادي الجانب في وقت مبكر من يوم غد السبت، ودعت مقاتلي المعارضة إلى الانضمام للهدنة، ودفع الهجوم على إدلب، التي يقطنها الملايين ممن فروا من مناطق الصراع الأخرى، تحذيرات الأمم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية جديدة، وسط المكاسب التي تحرزها دمشق بدعم من موسكو.

وأفادت وكالة رويترز للأنباء، نقلا عن شهود عيان، أن قوات الحكومة السورية شنت هجوما مكثفا على آخر أكبر معاقل المعارضة السورية، حيث كثفت غاراتها ونشرت تعزيزات اشتملت على مقاتلين مدعومين من قبل إيران.

وبحسب الشهود، فإن القوات المهاجمة سيطرت أثناء توغلها في الإقليم المحاذي للحدود التركية على قرية "التمانعة"، ومن قبلها قُرى "الخوين" و"زرزور" ومزارع "التمانعة"، وتعد هذه المكاسب الأولى للتحالف منذ أن سيطر على أحد جيوب المعارضة الرئيسية في محافظة حماة المجاورة الأسبوع الماضي.

وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن قوات الحكومة السورية طبقت وقفا لإطلاق النار أحادي الجانب في منطقة خفض التصعيد في إدلب صباح اليوم.

وفي عام 2017 اتفقت كل من تركيا وروسيا وإيران على اعتبار إدلب منطقة لخفض التصعيد للحد من كثافة الاقتتال، إلا أن بنود ذلك الاتفاق لم تخرج أبدا للعلن، كما لم يتضمن الاتفاق جماعات جهادية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أن هناك وجودا لعناصر من الجيش الروسي على الأرض في إدلب.

وبحسب مصادر استخباراتية غربية، فإن موسكو أرسلت خلال الأسابيع الأخيرة تعزيزات من القوات الخاصة أسهمت في كسر أشهُرٍ من الجمود على جبهات القتال.

وتكثف قوات الحكومة السورية عملياتها العسكرية وجهودها لاستعادة إدلب منذ أبريل، وتقول الأمم المتحدة إن مئات الآلاف من السوريين فروا منذ ذلك الحين.

كما قتل 500 مدني على الأقل في إدلب التي يسكنها قرابة ثلاثة ملايين شخص.ولم تحقق محاولات وقف إطلاق النار السابقة إلا نجاحا محدودا، ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من دعوة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، مارك لوكوك، مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراء جاد لحماية المدنيين في إدلب، وقال لوكوك "لقد أصبحت الكثير من الأحياء السكنية فارغة، كما هدمت بلدات وقرى بأكملها، منذ انهيار وقف إطلاق النار المشروط الأخير. من جهتها أكدت مجموعات مراقبة دولية الجمعة الماضية فرار ما بين 7 آلاف إلى 9 آلاف مدني من بلدة معرة النعمان وحدها في الأيام الأخيرة، وفي خضم الهجرة المتزايدة، كشفت تقارير عن اشتباكات في أجزء من الحدود السورية التركية.

واقتلعت الهجمات الأخيرة أكثر من نصف مليون مدني، وتقول الأمم المتحدة إن مئات المدنيين لقوا مصرعهم جراء هذا العنف، كما أصدرت تحذيرات متكررة من أن الهجوم قد يتسبب في كارثة إنسانية، في ظل حرب أهلية أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وأجبرت الملايين على النزوح، وقال منسق الإغاثة في إحاطته في الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، إن "ثلاثة ملايين شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، يعتمدون على دعمكم لوقف هذا العنف". ومؤخرا، أفادت تقارير بأن قوات الحكومة سيطرت على بلدة التمانعة، إضافة إلى عدة قرى ومساحات أخرى من الأراضي الزراعية في الجنوب الشرقي من محافظة إدلب.


مواضيع متعلقة