الأهالى: "بيوت كتير اتخربت.. وأملنا فى مبادرة تطهير المقابر"

كتب: سارة صلاح

الأهالى: "بيوت كتير اتخربت.. وأملنا فى مبادرة تطهير المقابر"

الأهالى: "بيوت كتير اتخربت.. وأملنا فى مبادرة تطهير المقابر"

كعادته، استيقظ «شريف. م»، أحد أبناء قرية «أبوصير»، مبكراً، وتصفح موقع «فيس بوك» عبر هاتفه المحمول، قبل أن يبدأ مهام يومه، فوقعت عيناه على فيديو منشور على الصفحة الخاصة بقريته، لبعض شباب القرية أثناء تنظيف المقابر من الأعمال السحرية، ما أثار فضوله لمشاهدته، فهو سمع كثيراً عن المبادرة، لكن بسبب ظروف عمله لم يتمكن من المشاركة فيها، ليكتشف وجود اسمه مكتوباً فى أحد ما يُسمى «الأعمال» المدفونة فى المقابر، وعن ذلك يقول: «لقيت الشيخ ماسك ورقة مكتوب عليها باللون الأزرق كلام مش مفهوم، وبيقول بصوت عالى اسم المقصود بالسحر، فقلت أكيد تشابه أسماء، لكن لما قال اسم الأم، عرفت إن أنا المقصود».

اتصل «شريف» بابن شقيقته «محمود» الذى كان ضمن فريق الحملة حينها، ليسأله عن مكان «العمل» وتفاصيله، وأوضح: «كنت هاتجنن لما شُفته لأنى عمرى ما أذيت حد، فكلمت ابن أختى، أسأله عنه، وبعد أقل من نصف ساعة، اتصل بى يخبرنى بتفاصيل العمل الذى كان سبباً فى انقلاب حياتى رأساً على عقب، وطلع إنه معمول لى من 6 سنين بزوال النعمة وفقد الأبناء، واللى عمله واحد من أهل بيتى»، مشيراً إلى أنه عام 2015 فقد أحد أبنائه فى حادث: «وقتها اعتبرته قضاء ربنا ورضيت به لأنى عمرى ما توقعت إن فيه حد عايش معايا ويتمنى لى الأذية، ومن وقتها وأنا مفوض أمرى لله وبادعيه ينتقم منه لو كان فعلاً سبب فى حرمانى من ابنى».

"رمضان": تحصنت بالقرآن الكريم بعد أن أبلغنى شيخ بوجود "عمل" لتفريقى عن زوجتى

لم يكن «محمود» وحده الذى فوجئ بوجود «عمل» مدفون له أثناء تنظيف المقابر، فقد تحولت حياة «رمضان. ع»، 27 سنة، بعد زواجه بأيام قليلة إلى جحيم دون سبب واضح، فكلما حاول الاقتراب لزوجته التى اختارها من بين بنات القرية لكى تكون أماً لأولاده، يراها بشكل قبيح، على حد تعبيره: «كنت باشوف كأن ليها أنياب، وبقيت فجأة كاره وجودها معايا فى البيت، مع إن فى فترة خطوبتنا كانت الأمور ما بينا كويسة»، الأمر الذى دفعه للبحث عن سبيل للخروج من أزمته: «رحت لشيوخ كتير قالوا لى إن فيه عمل سفلى معمول لى بإنى أطلق مراتى»، مشيراً إلى أنه لجأ على الفور لقراءة القرآن الكريم لتحصين نفسه، حتى عادت الأمور بينهما كما كانت من قبل.

وفى منزل آخر بالقرية كانت هناك حكاية أخرى عاشها شاب عشرينى، رفض ذكر اسمه، لسنوات طويلة بسبب خلافاته المستمرة مع والده لأسباب بسيطة، حتى اضطر إلى ترك المنزل نهائياً، حينها نصحه أحد أقاربه بالذهاب إلى شيخ يفسر له ما يحدث مع أسرته، لكن «محمود» لم يكن يؤمن بالسحر، حتى تم تنفيذ المبادرة، ليُفاجأ بوجود عمل سفلى باسمه لاستمرار الخلافات بينه وبين أبيه، ويضيف: «ماكنتش فاهم إيه اللى بيحصل، بس كنت على طول مخنوق من البيت، وفيه مشاكل مع أهلى، لدرجة إنى تركت لهم البيت ومشيت، لحد ما عرفت إنى معمول لى عمل ناحية المقابر»، لذلك بمجرد سماعه عن المبادرة لتنظيف المقابر كان من بين أوائل الشباب الذين شاركوا فيها: «إحنا تضررنا فى حياتنا كتير، وطول ما الأعمال موجودة هتفضل الأهالى تتأذى، فهى بتنقذنا من خراب بيوتنا».


مواضيع متعلقة