زراعة الأرز في أفريقيا.. ملايين الأراضي بانتظار التكنولوجيا اليابانية

كتب: مصطفى إبراهيم

زراعة الأرز في أفريقيا.. ملايين الأراضي بانتظار التكنولوجيا اليابانية

زراعة الأرز في أفريقيا.. ملايين الأراضي بانتظار التكنولوجيا اليابانية

قال رئيس وزراء اليابان شينزو آبي خلال لقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنّ اليابان ستتعاون مع الدول الأفريقية لزيادة معدل إنتاج الأرز.

زراعة الأزر نشأت مع اليابان.. والاستهلاك حوّلها لـ"مستوردة"

الأرز أحد المحاصيل الثلاث الرئيسية في العالم إلى جانب الذرة والقمح، إلا أنّه يملك خصوصية في اليابان، إذ بدأت زراعة الأرز في فترة حكم "يايوي" التي امتدت بين عامي 1000 قبل الميلاد و350 ميلادية، حسب ما رصد موقع "بي بي سي"، حين تركزت غالبية المستوطنات البشرية التي أُقيمت قرب نهر يودو بوسط اليابان، في مناطق الدلتا منخفضة الارتفاع، حتى أصبحت اليابان تعتمد على محصول الأرز.

وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أنّ أراضي محصول الأرز تمتد على مساحات واسعة في اليابان، ويقبل على زراعته صغار الفلاحين على الأراضي التي يملكونه، إلا أنّ التوسع السكاني حوّلها من مُصدرّة إلى مستوردة للأرز.

وكانت لليابان خطة استراتيجية تفيد بدعم قطاع الأرز لسنوات لحين اعتماده على نفسه حتى يصبح منافسًا ويغطي احتياجات اليابان بل يزيد على الحاجة من أجل التصدي لأي تهديد خارجي، حسب ما رصد كتاب "عشرون عاما.. بين الزراعة والمياه" لـ عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ.

الروبوت البطة آخر ابتكارات اليابان لمساعدة  زارعي الأرز

عملت اليابان على تطوير التكنولوجيا الخاصة بزراعة الأزر، حتى أنّ شركة "نيسان" اليابانية طرحت قبل شهرين "روبوت" مخصص لمساعدة الفلاحي في حقول زراعة الأرز، وأطلقت عليه اسم "روبوت البطة"، كونه يؤدي دور البط المنتشر في حقول زراعة الأرز باليابان في مساعدة نبات الأرز على النمو، إذ إنّ مزارعي الأرز في آسيا على البط بمثابة بديل طبيعي للمبيدات، لأن الطيور تتحرك في الماء وتتغذى على الأعشاب والحشرات المؤذية، غير أنّ هذه الطيور توقفت عن القيام بهذا الدور كما كان في الماضي.

1.6% من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة تصلح لزراعة الأرز

وفي قارة أفريقيا، التي تسعى اليابان لزيادة معدل انتاج الأرز بها، تقدر الأراضي الصالحة للزراعة في أفريقيا بنحو 637 مليون هكتار، وتقدر المساحة المخصصة لإنتاج الأرز بنحو 1.6% من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة، ولذا فإن أفريقيا تنطوي على إمكانيات كبيرة للتوسع في إنتاج الأرز، حسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو".

ورصدت "فاو" أيضًا، في تقرير لها عام 2004 خلال انعقاد المؤتمر الإقليمي الثالث والعشرون لأفريقيا، أنّه في شمال أفريقيا، تعتبر الموارد المائية المخصصة لإنتاج الأرز محدودة، وتوجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مناطق شاسعة من الأراضي الغدقة التي يمكن استصلاحها لإنتاج الأرز.

وتغطي الأراضي الغدقة نحو 24 مليون هكتار في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي مقسمة إلى 4 فئات هي: الأراضي الغدقة الساحلية، والأحواض الداخلية، والسهول الفيضية النهرية، والوديان الداخلية. وقد تم استصلاح الأراضي الغدقة لتلائم نظم إنتاج الأرز (الأراضي المروية والمعتمدة على الأمطار) بصورة جيدة في كل من مدغشقر وشمال أفريقيا.

احتل انتاج الأرز في مستنقعات الوديان الداخلية الصدارة في وسط وشرق أفريقيا منذ الثمانينات

وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كانت نظم إنتاج الأرز في المرتفعات، بحكم التقاليد، هي النظم الغالبة قبيل 1980، وأدى الجفاف الذي حل بالإقليم في السبعينات إلى تشجيع الحكومات على توظيف استثمارات ضخمة في تنمية نظم إنتاج الأرز المروي، وفي الوديان الداخلية، والمستنقعات، والأراضي المنخفضة المعتمدة على الأمطار.

ومنذ العام 1980، تم استصلاح الكثير من قيعان الوديان التي تتخذ شكل V في القطاع الأعلى من أحواض الأنهار في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لزراعة الأرز، واحتل انتاج الأرز في مستنقعات الوديان الداخلية الصدارة في وسط وشرق أفريقيا منذ الثمانينات.

ويستخدم في الوقت الحاضر نحو 630 ألف هكتار من مستنقعات الوديان الداخلية في إنتاج الأرز في غرب أفريقيا، وفي تنزانيا وصلت مساحة الأرز في الأراضي المنخفضة المعتمدة على الأمطار وتلك المعتمدة على الري إلى ما يبلغ مجموعه 72 ألف هكتار في أوائل التسعينات.

زراعة الأرز تجرى الآن في نحو 113 بلدا

وعلاوة على تنمية مناطق مستنقعات الأراضي المنخفضة والوديان الداخلية لأنتاج الأرز، تم تطوير العديد من شبكات الري خلال الثمانينات وأوائل التسعينات في وادي نهر السنغال في موريتانيا والسنغال، وحوض بحيرة تشاد في شمالي الكاميرون، والإقليم الشمالي الشرقي من نيجيريا والجزء الجنوبي الغربي من تشاد وفي وادي نهر النيجر في مالي، وتغطي شبكة الري في شيكوي، موزامبيق أكثر من 000 20 هكتار.

وزراعة الأرز تجرى الآن في 113 بلدا وفي جميع القارات باستثناء قارة أنتاركتيكا، وجميع الثقافات لديها طريقتها الخاصة في تناول الأرز.


مواضيع متعلقة