المكسيك.. حرب اغتيالات ضد الصحفيين

المكسيك.. حرب اغتيالات ضد الصحفيين
- الشرطة المكسيكية
- حكومة المكسيك
- الصحافة
- "مراسلون بلا حدود"
- الرئيس المكسيكي
- أندريس مانويل لوبيس أوبرادور
- الشرطة المكسيكية
- حكومة المكسيك
- الصحافة
- "مراسلون بلا حدود"
- الرئيس المكسيكي
- أندريس مانويل لوبيس أوبرادور
لا تزال المكسيك الدولة الواقعة في قارة أمريكا الشمالية، غارقًة في مستنقع العنف، إذ تعتبر إحدى أكبر موردي الهيروين لجارتها من الشمال الولايات المتحدة، وكذلك أكبر مصدر أجنبي للماريجوانا.
وتعد المكسيك، كذلك من أكثر دول العالم خطورة على وسائل الإعلام والعاملين فيها، إذ قتل أكثر من مئة صحفي منذ عام 2000 نتيجة أعمال عنف مرتبطة بتجارة المخدرات والفساد السياسي، وتبقى غالبية الجرائم بلا عقاب.
وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود"، إن المكسيك هو البلد الذي قتل فيه أكبر عدد من الصحفيين منذ بداية 2019 بواقع تسع صحافيين.
ويبلغ عدد المفقودين في البلاد، أكثر من 40 ألف شخص التي تشهد أعمال عنف مرتبطة بتهريب المخدرات وخصوصا منذ أن أرسل الرئيس المكسيكي الأسبق فيليبي كالديرون في عام 2006 القوات المسلحة ضد العصابات، ومنذ ذلك الحين قتل حوالى 250 ألف شخص في البلاد.
وتشهد المكسيك حوادث قتل عشرات الناس من مسلحين، وتلقي شرطتها في معظم جرائم العاصمة على دوائر تجارة المخدرات والبلطجة، التي تديرها عصابات قوية، وتخوض حكومتها منذ ديسمبر 2006 حرب على مهربي المخدرات.
بينما تخوض كارتلات المخدرات في البلاد حربا على بعضها البعض من أجل السيطرة على مناطق النفوذ، ومن أجل تجارتها في المخدرات تنشر جماعات العنف بين الناس، من قتل وغيره.
وكان الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيس أوبرادور المعروف باسم "آملو"، تولى مقاليد السلطة في بلاده وسط تنام قياسي لأعمال العنف في البلاد، وقتل 25 ألف شخص في المكسيك جراء أعمال العنف التي تمارسها عصابات إجرامية وعصابات المخدرات.
وكان"آملو"، أنتخب رئيسًا للبلاد بانتصار ساحق في يوليو 2018، وبدأ فترة ولايته في 1 ديسمبر 2018 والتي ستستمر 6 سنوات، تعهد بإحداث "تغيير جذري" في بلاده -تعاني من عنف العصابات والفقر والفساد- لا سيما في ما يتعلق بمظاهر البذخ في الطبقة السياسية.
وكان أوبرادور، المناهض للمؤسسات السياسية التقليدية والرافض لمغريات السلطة، أكد في 1 ديسمبر 2018 في خطابه بعد أداءه اليمين الدستورية بمقر كونجرس بلاده، أن إدارته ستتخلص مما وصفه بالتراث الكارثي للعقود من السنين التي حكمت البلاد خلالها حكومات "نيوليبرالية".
وقال "أملو"، إنه "ابتداء من الآن التغيير قادم، وهو منظم وسلمي ولكنه جذري في الوقت ذاته، لأننا سنقضي على الفساد وإفلات المسؤولين من العقاب، الأمر الذي يعيق نهضة المكسيك"، مؤكدا أنه سيضمن الحماية للاستثمارات واستقلالية البنك المركزي.
وأمس السبت، تعرض مدير موقع إخباري، مذيعا في محطة إذاعة في المكسيك للطعن حتى الموت يدعى نيفيث كونديس خاراميو في مدينة "تيخوبيلكو" وسط البلاد، ما رفع عدد العاملين في الصحافة الذين جرى اغتيالهم في عام إلى 10.
وقال المدعي العام في بيان مساء أمس السبت، إن جثة خاراميو، 42 عاما، عثر عليها صباح أمس السبت وتحمل آثار إصابات بآلة حادة، مشيرا إلى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.
من جانبها، أوضحت منظمة "مراسلون بلا حدود"، نقلا عن ذوي خاراميو قولهم: إنّه تلقى تهديدات بالقتل العام الماضي، وإنّه طلب حماية فدرالية على الإثر.
بينما أوضح أقارب مدير الموقع الإخباريي، أن خاراميو رفض المضي قدما في عملية الحماية بسبب الإجراءات الفدرالية، فيما ندّدت "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان"، بالجريمة ودعت لفتح تحقيق لمعاقبة المسؤولين عنها.
وقالت في بيان: "يمثل العنف ضد الصحفيين، بكل أشكاله، إحدى العقبات الرئيسية لتصبح بلدنا أقوى كديمقراطية"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، أشارت في عام 2018، إلى أن المكسيك تعتبر من أكثر البلدان خطورة بالنسبة للصحفيين، فقد اغتيل 12 صحفيا في 2017.
وكانت "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان " في المكسيك، قالت في فبراير الماضي، إن مذيعا مكسيكيا قتل وأصيب مراسل رياضي سابق في شبكة فضائية بجروح خطيرة، في عملية إطلاق نار في ولاية "سونورا" شمال المكسيك، استمرارا لعمليات العنف والقتل الموجه إلى الصحفيين في المكسيك على يد العناصر الإجرامية.
المذيع رينالدو لوبيز والمراسل كارلوس كوتا، تم إطلاق النار عليهم في كمين في مدينة "هيرموسيلو" في الولاية المكسيكية، وأشارت اللجنة إلى أن لوبيز يعد الصحفي رقم 144 الذي قتل في المكسيك منذ عام 2000، فيما أشارت قناة "تيلسور"، إلى أنه بمقتل ريناردوا فإن 3 صحفيين قتلوا في المكسيك وذلك في عام 2019.
وكانت منظمة "مراسلون بلا حدود"، والتي تتخذ من العاصمة الفرنسية "باريس"، مقرا لها، أشارت في أحدث تقرير لها، إلى أن المكسيك تحتل المرتبة 144 في مؤشر التصنيف العالمي لحرية الصحافة من أصل 180 دولة.
وأوضحت أنه رغم أن البلاد لا تشهد أي صراع مسلح، فإن المكسيك تعد من أكثر دول العالم خطورة على وسائل الإعلام والعاملين فيها، علمًا بأن التواطؤ القائم بين دوائر الجريمة المنظمة والسلطات السياسية والإدارية الفاسدة، المركزية منها والمحلية، يهدد بشكل خطير سلامة الفاعلين الإعلاميين، كما يعيق سير العدالة على جميع المستويات في هذا البلد الذي ما زال غارقًا في مستنقع العنف والإفلات من العقاب.
وأوضحت "مراسلون بلا حدود"، أنه ليس من الغريب أن تكون المكسيك أخطر بلد في القارة الأمريكية على الفاعلين الإعلاميين، مضيفة أنه عندما يغطي الصحفيون مواضيع حساسة أو يحققون في الجريمة المنظمة، عادة ما يتعرضون للترهيب أو التهديد أو حتى الاغتيال بدم بارد، علمًا بأن مصير العديد منهم يكون إما الاختفاء أو الاضطرار إلى العيش في المنفى حفاظًا على سلامتهم.
وأشارت المنظمة، إلى أن تسجيل، مستويات قياسية لظاهرة الإفلات من العقاب، ذلك أن فترة حكم الرئيسين كالديرون "2006-2012" وأنريكي بينيا نييتو "2012-2018"، اتسمت بعدد قياسي من عمليات القتل والاختفاء في صفوف الصحفيين "112 حالة"، وسط إفلات تام من العقاب.
وناشدت "مراسلون بلا حدود"، "المحكمة الجنائية الدولية" للتدخل، وقالت المنزظمة في تقريرها، إن الأمل في الخروج من دوامة العنف هذه تعزز بوصول أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى سدة الرئاسة في ديسمبر 2018، الذي جعل من مكافحة الفساد على رأس أولوياته.
وفي 18 إبريل الجاري، أصدرت محكمة فيدرالية في المكسيك،مذكرة توقيف بحق 4 رجال، بمن فيهم حاكم سابق لولاية "بويبلا"، بتهمة خطف وتعذيب صحفية تدعى ليديا كاشو بعد أن كشفت شبكة لتهريب البشر في جميع أنحاء البلاد، وفقا لما ذكرته قناة "تيلسور".
وذكرت قناة "تيلسور"، في وقت سابق ، أنه في الأشهر الستة الأولى من إدارة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور المعروف باسم "آملو"، بلغ معدل جرائم القتل في البلاد 14 ألف و133حالة، موضحة أن شهر مايو الماضي هو الشهر الأكثر عنفًا حيث قتل ألفين و903 مكسيكيًا.
وأشارت "تيلسور"، إلى أن جرائم القتل في الأشهر الخمسة الأولى من 2019 تمثل زيادة بنسبة 6.3% مقارنة بـ13 ألفًا و298 حالة في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأوضحت القناة، أن مكتب أمين النظام الوطني للسلامة العامة في المكسيك، كشف عن هذه الأرقام، الخميس الماضي، وتابعت تيلسور قائلة، أنه جرى الإبلاغ عن 94 جريمة قتل يوميًا في النصف الأول من العام.