تفاصيل "المنطقة الآمنة" في سوريا بعد إعلان أمريكا وتركيا بدء تنفيذها

كتب: دينا عبدالخالق

تفاصيل "المنطقة الآمنة" في سوريا بعد إعلان أمريكا وتركيا بدء تنفيذها

تفاصيل "المنطقة الآمنة" في سوريا بعد إعلان أمريكا وتركيا بدء تنفيذها

منذ بداية العام الجاري وتحاول تركيا إيجاد موطئ قدم لها في سوريا بجهود مضنية، لتدشين المنطقة الآمنة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأعلن عن بدأ تنفيذها اليوم.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم، أن مركز العمليات المشتركة مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة في إدلب شمال غربي سوريا، بدأ عملياته بشكل كامل، وبدء تنفيذ خطوات المرحلة الأولى ميدانيا".

وأضاف أكار، في تصريحاته الصحفية، أن "أولى الطلعات المشتركة للمروحيات مع أمريكا تجري اليوم، كما جرى البدء بتدمير مواقع وتحصينات الإرهابيين"، مشيرا إلى أنه "سنستخدم حقنا في الدفاع المشروع حتى النهاية، في حال أي هجوم ضد نقاط مراقبتنا أو وجودنا في إدلب".

المنطقة الآمنة في سوريا.. بدأت بمقترح لترامب يناير الماضي

ترجع فكرة المنطقة الآمنة، إلى مطلع يناير الماضي، حيث اقترحها الرئيس الأمريكي، بإنشاء منطقة آمنة بين تركيا والقوات الكردية شمالي سوريا، بعرض 20 ميلا، بالتزامن مع قراره حينها بسحب قوات بلاده من سوريا، ليرد عليه نظيره التركي بأنها يجب أن تكون تحت سيطرة تركيا.

ومنذ ذلك الحين تجرى عدة مشاورات بين سوريا وأمريكا وتركيا والأكراد، حيث توصلوا إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والحدود التركية، على أن يجرى تنفيذه بشكل تدريجي.

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في كلمة خلال المؤتمر السنوي لقواته في مدينة الحسكة، مطلع الشهر،: "نعلن أننا سنبذل كل جهودنا من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية والجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية"، من أجل إنشاء المنطقة الآمنة، مضيفا: "اليوم هناك نوع من التفاهم واتفاق مبدئي حول ترسيخ الأمن والاستقرار على حدودنا. ومن جهتنا كقوات سوريا الديمقراطية سنكون طرفا إيجابيا لنجاح هذه العملية".

وحددت البنتاجون تفاصيلها، بأن تجرى على مراحل، وأن الولايات المتحدة مستعدة للبدء في تنفيذ بعض الأنشطة سريعا، فيما المناقشات تتواصل مع تركيا، فضلا عن إنشاء مركز عمليات مشترك لمواصلة التخطيط والتنفيذ.

وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية التركية، حينها، أن أنقرة اتفقت مع واشنطن على إقامة مركز عمليات مشترك في شمال سوريا، سيكون هدفه إدارة التوترات بين المقاتلين الأكراد والقوات التركية في شمال سوريا.

تزامن ذلك مع تجديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تهديده بإطلاق عملية للقضاء على ما يعتبره التهديد الذي تمثله وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، في الشمال السوري، بنيما حذرت أمريكا من تلك الخطوة، مؤكدة أنها تسعى إلى تهدئة مخاوف أنقرة الأمنية في سوريا، لكنها أيضا ترى أن أي تدخل عسكري تركي أحادي الجانب في شمالي سوريا يمكن أن يعرقل استمرار هزيمة تنظيم "داعش".

ووفقا لبنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 7 أغسطس الجاري، أعلنت أنقرة أنه ستتم إقامة مركز عمليات مشترك في تركيا، بهدف "تنسيق وإدارة تطبيق منطقة آمنة" بالتعاون مع واشنطن.

ويعد المقاتلون الأكراد في صفوف قوات سوريا الديمقراطية شريكا رئيسيا للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم "داعش"، وتمكنوا من دحره من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، إلا أن أنقرة تعدهم "إرهابيين" وتعتبرهم إمتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها على أراضيها منذ عقود.

وكانت تركيا شنت عمليتين عسكريتين في سوريا، الأولى عام 2016 وسيطرت بموجبها على مدن حدودية عدة بينها جرابلس، أما الثانية عام 2018 وانتهت بسيطرتها مع فصائل سورية موالية لها على منطقة عفرين في محافظة حلب.

 خبير بالشئون العربية: المنطقة الآمنة لتركيا خطر على الأمن السوري

ومع بداية تنفيذها، يرى الدكتور هشام البقلي، الخبير بالشؤون العربية، أن المنطقة الآمنة في سوريا، تعتبر مفيدة في المقام الأول لتركيا، أكثر من أي طرفا آخر سواء الأكراد أو دمشق نفسها، كونها تأتي في خضم العديد من الانتهاكات التي تنفذها الإدارة التركية حاليا.   

وأضاف البقلي، لـ"الوطن"، أن السلطات التركية تدعم الإرهاب في سوريا وتتخذ موقفا سلبيا تجاه الأكراد، خاصة المتواجدين في الشمال، ومن ثم سيحول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المنطقة الآمنة لمنصة يمارس فيها النظام اعتداءاته على الأكراد السوريين، فضلا عن تحويلها لمنطقة موطئ قدم لأنقرة أيضا، ما يجعلها تشكل خطر على الأمن السوري والعربي.

وأشار إلى أن سوريا تعرض لأزمات وويلات الحرب والمعاناة من آلام الإرهاب، كما أن الشباب السوري يعاني من عمليات تجنيس وتجنيد الإدارة التركية.


مواضيع متعلقة