خدمات الصحة النفسية بالمجان.. مشروع لعلاج "القلق والاكتئاب والمشكلات الأسرية"

09:06 م | الاثنين 19 أغسطس 2019

بدأت وزارة الصحة والسكان فى التجهيز لتنفيذ مشروع طموح يقضى بنشر خدمات مواجهة الاضطرابات النفسية المختلفة مثل «القلق، والاكتئاب، والتوتر، والأرق»، بالإضافة للضغوط الاجتماعية مثل «المشكلات الأسرية» فى كل حى من أحياء الجمهورية، عبر الوحدة الصحية الموجودة فيه، حيث أُطلق المشروع بشكل تجريبى فى نطاق محدود من الأحياء، على أن يُعمم فى مختلف محافظات الجمهورية تزامناً مع تطبيق مشروع التأمين الصحى الشامل الجديد فى كل محافظة.

"منن": يتضمن صرف الأدوية بالمجان لـ"غير القادرين" و10% لمستفيدى "التأمين الشامل"

وستُقدم الخدمة للمواطنين بشكل مجانى تماماً، مع صرف أى علاج قد يحتاجه المواطن بالمجان حال كونه «غير قادر»، أو بدفعه 10% فقط من قيمة العلاج، بحسب الدكتورة منن عبدالمقصود، رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بالوزارة، التى أكدت أن الخدمة ستطبق عليها نفس قواعد مشروع «التأمين الشامل»، بعد إدراجها فى حزمة الخدمات المُقدمة فى «المشروع».

كانت الحكومات المتعاقبة منذ عام 2008 قد عملت على «المشروع»، تزامناً مع إطلاق منظمة الصحة العالمية لتوصياتها بدمج خدمات الصحة النفسية فى مراكز الرعاية الصحية الأولية أو ما يُعرف باسم «الوحدات الصحية»، إلا أن المشروع لم يُنفذ على أرض الواقع، لتُحيى منظومة «التأمين الشامل» إمكانية تنفيذه، بعد موافقة وزيرة الصحة والسكان على بدء تنفيذه فى المرحلة المقبلة.

وتوضح «عبدالمقصود»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن نخبة من الخبراء المتخصصين بدأوا الإعداد لتنفيذ «المشروع»، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وهو ما لاقى ترحيباً من وزيرة الصحة والسكان، لتوافق على تنفيذ المشروع، مع اعداد دليل إرشادى مُصمم ضمن تقرير سيصدر قريباً من وزارة الصحة، لتوحيد مستوى الخدمة العلاجية المقدمة للمواطنين فى مراكز الرعاية الصحية الأولية فى مختلف محافظات الجمهورية، بما يضمن تلقِّى المواطن الخدمة فى محافظات الصعيد أو المحافظات الحدودية مثل الخدمة التى يتلقاها فى «القاهرة»، بحسب تصريحات رئيس «الصحة النفسية».

ومن المنتظر الإعلان عن المشروع بشكل رسمى خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب الدكتورة سالى النوبى، مديرة وحدة الأبحاث فى «الصحة النفسية» ومديرة «المشروع»، موضحة أنه يستهدف دمج خدمات الصحة النفسية فى وحدات الرعاية الصحية الأولية.

وأوضحت «سالى»، لـ«الوطن»، أن المشروع سيعمل على تخفيض التكلفة التى يتحملها المواطن جراء تلقيه خدمات «الصحة النفسية»، حيث يتم تقليل تكلفة الانتقال والمواصلات، ودخول المستشفيات، لكون الخدمة قريبة منه، أو كما يُقال «جنب بيته»، ليكون من السهل الحصول على الخدمة، فى أقل توقيت قد يستغرقه لذلك.

ولفتت إلى أن المشروع سيبدأ مع كل محافظة يدخلها التأمين الصحى الشامل الجديد، مضيفة أنه تم التنسيق مع جميع الجهات المعنية فى تنفيذ المشروع لبدء تطبيقه بالفعل، بعد الحصول على موافقة وزيرة الصحة والسكان فى هذا الصدد.

ودربت «الأمانة» نحو 20 طبيباً نفسياً على يد خبراء متخصصين فى الفترة الماضية، بهدف أن يدربوا نظراءهم من أطباء «طب الأسرة»، والإخصائيين الاجتماعيين، والتمريض، على خدمات الصحة النفسية، كما توضح مديرة المشروع، لافتة إلى الانتهاء من تدريب المستهدفين فى بورسعيد، والإسماعيلية، ودمياط، كما سيتم تدريب المستهدفين فى الأقصر والسويس فى المرحلة المقبلة، باعتبار تلك المحافظات هى المستهدفة فى المراحل الأولى لتطبيق «التأمين الشامل».

وأشارت «النوبى» إلى أن أكثر من 28 وحدة فى المحافظات الثلاث الأولى بدأت «التشغيل التجريبى» لتلك المنظومة، موضحة أن التشغيل الرسمى سيكون فى الفترة المقبلة، بعد انتهاء التقييم لـ«التشغيل التجريبى»، لتصبح الخدمة مقدمة للمواطنين بشكل جيد.