أبوعبيدة بن الجراح.. الفرص الضائعة
- أبى عبيدة
- الأكثر مبيعاً
- الدولة الأموية
- النبى صلى الله عليه وسلم
- حسن الخلق
- خمس سنوات
- رسول الله صلى الله عليه
- آثار
- أبوبكر الصديق
- أبى عبيدة
- الأكثر مبيعاً
- الدولة الأموية
- النبى صلى الله عليه وسلم
- حسن الخلق
- خمس سنوات
- رسول الله صلى الله عليه
- آثار
- أبوبكر الصديق
«ماذا لو.. إجابات علمية جدية على أسئلة افتراضية غير معقولة» هذا هو عنوان كتاب كان الأكثر مبيعاً لعامين متتالين، وضم فيه الفيزيائى الساخر راندال مونروى مجموعة من الأسئلة الافتراضية التى كان ينشرها مصحوبة برسوماته الساخرة على موقعه الشهير «إكس كى سى دى».
وكلاهما، أى الكتاب والموقع، ممتعان فى كثير من المواضع، وإن كان سؤال «ماذا لو» هو سؤال افتراضى لا يقبله التاريخ ولا تعترف به السياسة، فإنه فى كثير من الأحيان يكون مفيداً لقراءة حدث انقضى وفهم أبعاد قضية أسدل الستار على وقائعها.
وسيراً على هذا الدرب أستأذنكم فى طرح سؤال: ماذا لو لم يمت أبوعبيدة بن الجراح عام 18 هجرية بعد إصابته فى طاعون عمواس فى غور الأردن؟
وأبوعبيدة بن الجراح هو أحد السابقين الأولين فى الإسلام وقيل إنه كان من الثمانية الأوائل الذين أسلموا قبل دخول النبى صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهو الذى قال عنه النبى الأكرم: «إن لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة هو أبوعبيدة بن الجراح».
وروى عن أم المؤمنين عائشة حين سئلت: أى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ فقالت: أبوبكر ثم عمر ثم أبوعبيدة بن الجراح.
كان «أبوعبيدة» فارساً شجاعاً وبلغ من منزلته عند الرسول أن جعله رئيساً على مدد حربى فيه أبوبكر وعمر، ويقول عنه صاحب كتاب «أعلام النبلاء»: «كان أبوعبيدة موصوفاً بحسن الخلق وبالحلم الزائد والتواضع».
وبعد وفاة النبى وفى حادثة السقيفة الشهيرة قال أبوبكر الصديق للمجتمعين المختلفين فى أمر خلافة النبى: «قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة»، وذلك قبل أن يتفق الحاضرون بدعم عمر بن الخطاب على اختيار أبى بكر لخلافة النبى صلى الله عليه وسلم.
وأبوعبيدة بن الجراح هو من قال عنه عمر بن الخطاب: إن أدركنى أجلى وأبوعبيدة حى استخلفته، فإن سألنى الله عز وجل لمَ استخلفته على أمة محمد؟ قلت: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة هو أبوعبيدة بن الجراح.
لكن الموت كان أسبق لأبى عبيدة ورحل فى ولاية عمر ودفن فى غور الأردن بعد حياة مليئة بالجهاد والعمل الصالح والزهد الذى كان من أجل صفاته.
رحل «أبوعبيدة» وبعده بنحو خمس سنوات قتل بن الخطاب فاختار ستة من الصحابة مات النبى وهو عنهم راضٍ ليكون أحدهم خليفته، ولو كان أبوعبيدة حياً لاختاره «عمر» ولقبله المسلمون، ولما كانت الشورى وما تلاها من أحداث.
ولكن ما الآثار التى كان من الممكن أن تترتب عليها تولية أبى عبيدة إمارة المؤمنين بعد عمر؟
أترك المجال هنا لرأس الدولة الأموية معاوية بن أبى سفيان، فربما نجد فيما روى عنه ما يقدم إجابة لهذا السؤال.
روى عن معاوية بن أبى سفيان أنه قال لابن الحصنى حين وفد عليه: «ما الذى شتت أمر المسلمين وخالف بينهم؟» فقال ابن الحصنى وكأنه أراد أن يوافق هواه: قتل الناس عثمان!
قال معاوية: ما صنعت شيئاً «أى إن هذه إجابة غير صحيحة، فعاد ابن الحصنى يقول: فمسرى طلحة والزبير وعائشة وقتال علىٍّ إياهم «يقصد موقعة الجمل».
قال معاوية مرة أخرى: ما صنعت شيئاً، فقال الرجل: ما عندى يا أمير المؤمنين، فقال معاوية: فأنا أخبرك أنه لم يُشتت المسلمين ولا فرق أهواءهم إلا الشورى التى جعلها عمر إلى ستة نفر؛ وذلك أن الله بعث محمداً بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فعمل بما أمره الله به ثم قبضه الله إليه، وقدم أبا بكر للصلاة فرضوه لأمر دنياهم؛ إذ رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر دينهم، فعمل بسنة الرسول وسار بسيرته حتى قبضه الله، واستخلف عمر فعمل بمثل سيرته ثم جعلها شورى بين ستة نفر، فلم يكن منهم رجل إلا رجاها لنفسه ورجاها له قومه، ولو أن «عمر» استخلف عليهم كما استخلف «أبوبكر»، ما كان فى ذلك اختلاف.