عشرات الآلاف في مسيرات مؤيدة للديموقراطية في هونج كونج

عشرات الآلاف في مسيرات مؤيدة للديموقراطية في هونج كونج
شارك عشرات الآلاف المطالبين بالديموقراطية في هونج كونج، اليوم، في مسيرات كبيرة هدفها تأكيد أن الحركة الاحتجاجية لا تزال تحظى بدعم شعبي واسع رغم تصاعد العنف والتحذيرات المتزايدة من بكين.
وتسببت 10 أسابيع من الاحتجاجات في إغراق المدينة التي تعد مركزا تجاريا دوليا في أزمة مع مشاهد متكررة لمتظاهرين مقنعين يدخلون في مواجهات مع قوات مكافحة الشغب وسط سحب الغاز المسيّل للدموع.
ووصل العديد من المتظاهرين، اليوم التجمع حاملين حقائب ظهر تحتوي أدوات الاحتجاج، "أقلام الليزر وأقنعة الغاز والنظارات الليلية والخوذ".
وقال شاب رفض الكشف عن اسمه إنّ الإجماع على المنتديات الإلكترونية هو أنّ اليوم يجب ان يكون تجمعا (سلميا وعقلانيا)، مضيفا: "نحمل أدواتنا معنا لكنّنا نأمل ألا نستخدمها".
بدورها، قالت المتحدثة باسم "الجبهة المدنية لحقوق الإنسان"-الداعية لمظاهرات اليوم- بوني لوينج، "إذا كانت خطة بكين و(حكومة) هونج كونج هو الانتظار حتى تموت حركتنا فهم مخطئون فنحن سنتابع بإصرار".
وفي الوقت نفسه، اتخذت الصين، مواقف متشددة متزايدة تجاه المحتجين، معتبرة أن المظاهرات الأكثر عنفا أعمالا "شبه إرهابية".
ورغم الاشتباكات التي تدور عادة ليلا، لم تحظ الحركة الاحتجاجية سوى بتنازلات قليلة من قبل الصين او مسؤولي المدينة غير المنتخبين.
ومنع متظاهرون، الثلاثاء الماضي، مسافرين من إتمام إجراءات السفر في مطار المدينة، ولاحقا اعتدوا على رجلين اتهما بأنهما جاسوسان للصين، وأساء انتشار الصور والمشاهد إلى الحركة التي لم تستهدف حتى ذلك الوقت سوى الشرطة أو مؤسسات حكومية، ودفعت بالمتظاهرين للتفكير مليا بأهدافهم، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
ومسيرات اليوم بدأت بتجمع في "منتزه فكتوريا" محاولة لإعادة الحركة الاحتجاجية الى مسارها السلميّ.
وسمحت الشرطة بتنظيم مظاهرة، اليوم، لكنها منعت المتظاهرين من السير في شوارع المدينة، لكنّهم تجاهلوا ذلك وساروا بالآلاف رغم الأمطار الغزيرة.
من جانبه، أشاد متحدث باسم حكومة هونج كونج بالشرطة التي تتعامل مع "أعمال غير قانونية بتسامح"، داعيا المحتجين "للتعبير عن ارائهم بشكل سلميّ وعقلاني".
لكنّ الشرطة في هونج كونج منتشرة في شكل واسع للتصدي لمظاهرات مترامية وعرضة لانتقادات لاذعة بسبب تعاملها القاسي بما فيه استخدام الغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاطي وضرب المتظاهرين، وهذه أحداث هزّت مواقع التواصل الاجتماعي في ارجاء العالم.
وتباينت آراء المتظاهرين حيال العنف المتصاعد، الذي تخلله استخدام المتظاهرين المتشددين الحجارة والزجاجات الحارقة، وقال البعض إنّ العنف دفع الحركة المطالبة بالديمقراطية في اتجاه غير مناسب، فيما أوضح راي شينج (30 عاما) اثناء مشاركته في التجمع ان "البعض يعبر عن اراء متشددة"، مضيفا: "لكننا حاولنا عدة مرات بأساليب سلميّة أمل أن تصغي الحكومة إلينا".
وكانت المظاهرات في هونج كونج، بدأت باحتجاجات على مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القارية، لكنها توسعت للمطالبة بحقوق ديموقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. وتتمتع هونج كونج بحريات غير معروفة في البر الصيني بموجب اتفاقية بدأ تطبيقها عندما أعادت بريطانيا مستعمرتها السابقة إلى الصين في 1997.
وطلبت بكين من شركات هونج كونج والاثرياء البقاء موالين لها وإدانة الاحتجاجات، وأمس، سارعت شركات المحاسبة "الأربع الكبرى" في المدينة إلى التنصل من إعلان نشره أرباب أعمال في صحف محلية يؤيدون فيه الاحتجاجات.