يا أهل مصر.. الصحة مسئولية مشتركة بين المواطن والدولة

حمدى السيد

حمدى السيد

كاتب صحفي

الأطفال زينة الحياة الدنيا فى حاجة إلى رعاية خاصة للحفاظ عليهم من المرض والوفاة المبكرة.

أولاً: التطعيمات ضد الأمراض الوبائية والحمد لله وزارة الصحة توفرها عن طريق مكاتب الصحة، وللأهل التأكد من الحصول عليها عن طريق التطعيمات، وقد أمكن التخلص من بعض الأمراض الخطيرة وتفادى المضاعفات من أمراض أخرى، فالجدرى انتهى من العالم تماماً وشلل الأطفال أمكن لمصر أن تنضم إلى قائمة البلاد التى تخلصت منه عن طريق التطعيم الشامل للأطفال، والحصبة تمت السيطرة عليها وتقليل المضاعفات عن طريق التطعيم، ودرن الأطفال تقريباً انتهى عن طريق التطعيم، أما النزلات المعوية قلت المضاعفات وأسباب الوفاة بتعويض السوائل واتباع أساليب النظافة -النظافة من الإيمان- النظافة التى تنقصنا، التخلص من القمامة داء يصيب المجتمع وعجز الأهل والحكومة عن التخلص والاستفادة من القمامة التى أصبحت ثروة تستغل فى بلاد كثيرة، وهناك تقرير شامل عن وسائل التخلص من القمامة وواجبات المواطن والدولة أنجزته لجنة الصناعة بمجلس الشعب الأسبق برئاسة الأستاذ محمد أبوالعينين، ومجلس الصحة برئاسة الدكتور حمدى السيد، أتمنى أن تستفيد منه وزارات البيئة والحكم المحلى والصحة وكل المواطنين.

لقد نقصت نسبة وفيات الأطفال التى كانت سبة فى جبين المجتمع من 150 طفلاً أقل من 5 سنوات فى كل ألف مولود إلى نحو 15 إلى 17 طفلاً، ولا تزال النسبة فى حاجة إلى الانخفاض للوصول إلى المعدل العالمى وهو خمسة أطفال لكل ألف ووصل إليه عدد من دول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج.

النظافة.. النظافة.. النظافة.. النظافة من الإيمان، النظافة ثقافة يجب أن يتحلى بها كل مواطن وأن تكون درساً دائماً من دروس التعليم للشباب والأطفال.

ثانياً: الكشف المبكر عن الأمراض وعلاجها واستمرار العلاج وعلى رأس هذه الأمراض السكر والضغط كلاهما لا يعطى أعراضاً فى البداية وعندما تظهر الأعراض تظهر معها المضاعفات ويكون التدخل الطبى قد تأخر كثيراً، السكر يصيب 16% من السكان وتزداد النسبة مع مظاهر الحضارة الكاذبة كالإفراط فى الأكل، وعدم ممارسة النشاط الرياضى أو الجسمانى، والزيادة فى الوزن، والتاريخ المرضى فى العائلة، ولا يكاد أى عضو فى الجسم يسلم من مضاعفات السكر مثل ضيق الشرايين فى القلب والمخ والأطراف والتهاب مزمن بشبكية العين وفقدان البصر والفشل الكلوى، فتلك مضاعفات قاتلة ومعجزة وتنتهى معها الحياة فى عمر مبكر.

الضغط يصيب 26% من الكبار فوق عمر العشرين ولا يعطى أى أعراض حتى تظهر المضاعفات وأخطرها نزيف المخ ونوبات القلب وضعف عضلة القلب والوفاة المبكرة.

اكتشاف السكر والضغط مبكراً واستمرار العلاج بكفاءة يمنع المضاعفات، وهذا واجب مشترك من الأهل ومن الحكومة، ويا ليت برنامج فحص واكتشاف فيروس c فى الكبد، يشمل أيضاً تحليل السكر وقياس الضغط ووضع برنامج قومى للعلاج توفيراً للمضاعفات وتوفيراً للإنفاق الصحى الكبير فى علاج هذه الأمراض التى تتسبب عن هذين المرضين الخطيرين، ولقد أسعدنى قرار السيد رئيس الجمهورية بأن يشمل المسح الطبى الكشف عن فيروس الكبد وقياس الضغط وتحليل السكر.

ثالثاً: مصر تعتبر من الدول صاحبة النسب العالمية المرتفعة فى قتلى الحوادث على الطرق فى حدود ثلاثين ألف قتيل، بالإضافة إلى آلاف أخرى من المصابين والعجزة نتيجة هذه الحوادث التى يصل بعضها إلى عشرات المصابين فى الحادث الواحد، وحوادث الطرق مسئولية مشتركة من الناس ومن الحكومة سببها الطريق والسائق والسيارة وعدم احترام قانون المرور وتقاعس السلطات عن تطبيق القانون.

الدولة بدأت فى تحسين الطرق العامة والمحورية والطويلة، بقيت طرق المدن والقرى ومعظمها متهالك وفى حاجة إلى الرعاية، فالطرق ليس بها تحذيرات كافية عن أماكن عبور المشاة ولا تطبق العقوبات على المخالفين، بالأمس قمت بتعداد المارين على الأرصفة مقارنة بالمارين فى نهر الشارع النسبة من 1 إلى 4 والذين يتسكعون فى وسط الشارع بين سيارات المارة لا يبالون ولا يلتفتون للمخاطر، وعندما نسافر للخارج ونرى كم يحرص المواطن على اتباع التحذيرات الخاصة للمرور فى الشارع وبدون جيش من الضباط والجنود لتنظيم المرور، نتحسر على الحال عندنا، وكنت فى زمن بعيد ألاحظ حرص رجال المرور على جهودهم فى تعليم طلاب المدارس الابتدائية كيف يتعاملون مع الطريق، ولكن لسبب لا أعلمه توقف ذلك. السرعة الطائشة المخالفة للتعليمات المرورية يقوم بها الشباب والطائشون من السائقين خصوصاً على الطرق العامة، وكنت أشعر بالأسى عندما ينقلب أوتوبيس من السياح مع وجود قتلى وحوادث بسبب رعونة السائق أو تعبه، ونصحنا وزارتى النقل والسياحة أن تصرا على وجود سائقَين فى الأوتوبيس الذى يحتاج أكثر من 4 ساعات حيث يتبادل السائقان مقعد القيادة، وكذالك يوضع كابح على السرعة لا تزيد على 80 كيلومتراً فى الساعة فى أى موقع، مع ذلك لا يتم التقيد بهذه التعليمات ونحصل فى المقابل على سمعة سيئة فى عدم حماية ضيوفنا الأعزاء من السائحين.

آخر قضية فى هذا الموضوع هى السيارة التى يجب التأكد من سلامة الإطارات وكفاءة الفرامل وعدم استخدام النور المبهر أثناء الليل حتى لا يصيب العشى السيارة المقابلة، أما المقطورات فهى مصيبة كبرى عندما يسارع قائد السيارة الأم وتهتز المقطورة من خلفه وقد تنفصل وتصدم وتدمر عدداً من السيارات وآخر هذه الحوادث انفصال المقطورة ودخولها أحد المقاهى على الطريق وتوفى نحو 26 فرداً، وقد حاولنا وضع مهلة للتخلص من المقطورات فى لجنة الصحة بالمجلس، ولكن التجار والصناع أثاروا مشكلة كبيرة أن المقطورات ضرورة فى نقل البضائع ولا يوجد لها بديل حالياً، وكنا قد اقترحنا تنشيط النقل بواسطة القطارات واستخدام النيل للتجارة ونقل البضائع ولم يحدث تقدم يذكر.

أخيراً اقترحنا إنشاء المجلس القومى للسلامة على الطرق يكون مسئولاً عن سلامة الطرق وحسن رصفها وإعدادها وتنويرها ووجود إرشادات كافية للمواطنين ويطبق القانون بصفة عاجلة على السائقين المخالفين على الطريق، كذلك الإشراف على وسائل الرعاية للمصابين فى الحوادث من عربة الإسعاف وعربات إزالة الحطام والهليوكوبتر فى نقل المصابين من أماكن بعيدة عن الخدمة الصحية المتخصصة، وكذلك الإنفاق على صيانة الطرق، ويمثل فى هذا المجلس وزارة الداخلية للمرور، ووزارة الصحة للإسعاف والطوارئ، ووزارة الحكم المحلى للحوادث داخل المدن والقرى، ووزارة البيئة لمنع إلقاء القمامة على الطرق والتصدى للسحابة السوداء، وتمت محاولات المجلس ثم توقفت مثل كثير من الأفكار الجيدة التى تجد الحماس لفترة ثم تموت.

يا أهل مصر يا أهل الحكم:

- توفير الصحة للمواطن المصرى أحد الحقوق الأساسية وإحدى الأولويات التى نادى بها رئيس الدولة، وهى مسئولية مشتركة بين المواطن والدولة.

- الدولة تقوم بواجب قومى كبير وهو التخلص من الفيروسات الكبدية، ويشرف على ذلك الرئيس شخصياً.

- العناية بالغذاء للأطفال ولربات البيوت.

- الرعاية الكاملة للأطفال من ناحية التطعيمات والنظافة.

- تخلص البيئة من القمامة وتوفير المياه النظيفة والصرف الصحى وحماية مياه النيل من التلوث.

- الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية للمخ والأطراف، وذلك بمنع التدخين والعلاج المبكر والمستمر للسكر والضغط.

- الكشف الدورى لاكتشاف الأمراض الخطيرة فى بدايتها مثل سرطان الثدى والجهاز الهضمى.

- الإقلال من الحوادث على الطرق وإنشاء المجلس الأعلى للسلامة على الطرق.. والله المستعان.