نوويون لـ"الوطن": انفجار روسيا "كيماوي".. وإشعاعه يختلف عن "تشرنوبيل"

كتب: محمد مجدي

نوويون لـ"الوطن": انفجار روسيا "كيماوي".. وإشعاعه يختلف عن "تشرنوبيل"

نوويون لـ"الوطن": انفجار روسيا "كيماوي".. وإشعاعه يختلف عن "تشرنوبيل"

شرح خبراء متخصصون في الشؤون النووية، لـ"الوطن"، آلية عمل الصواريخ مثل صاروخ الاختبار الذي انفجر خلال تجربة صاروخية له في الأراضي الروسية منذ قرابة 5 أيام، موضحين أن "الصاروخ" لا يوجد به "مفاعل نووي"، كما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً من أجل "اعتلاء التريند" الخاص بـ"الانفجار الروسي" على حد وصفهم، ولكن التوقع الأقرب أنه "مفاعل كيميائي" به مواد سائلة، منها مواد نووية مُشعة، بهدف مد "الصاروخ" باحتياجاته للانطلاق، وتحقيق أهدافه.

"المفاعلات النووية تنصهر ولا تنفجر"

وقال الدكتور علي عبدالنبي، الخبير في الشؤون النووية، النائب الأسبق لرئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، إن "التفاعلات النووية" تتم داخل مفاعل نووي، و"التفاعلات الكيماوية" تتم داخل "مفاعل كيميائي"، وفي كلا الحالتين يطلق عليهما "مفاعل"، لكن النوع الأول من المفاعلات وهو النووي "لا ينفجر"، ولكن ينصهر، ولو حدث انفجار يكون للعنصر الهيدروجيني في المفاعل وليس المادة النووية؛ فهو ليس "قنبلة نووية"، أما "المفاعل الكيميائي" من الممكن أن ينفجر.

"المادة المشعة في الصاروخ كانت محدودة"

وأضاف "عبدالنبي"، في تصريح لـ"الوطن": "المرجح أن المفاعل الروسي الذي انفجر، هو مفاعل كيميائي يعمل بمواد كيميائية سائلة، وبها مواد نووية مُشعة، ونتيجة لـ(الانفجار الكيميائي)، زاد الإشعاع عن المعدل الطبيعي لفترة مؤقتة، وذلك في منطقة الانفجار، نتيجة محدودية المادة المشعة الموجودة، واستمر لمدة قصيرة جداً، ثم عاد لمعدله الطبيعي.

"وقود الصواريخ"

حديث النائب الأسبق لرئيس "المحطات النووية"، توافق مع ما ذكره الدكتور يسرى أبو شادي، خبير الشؤون النووية وكبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي أكد أن الانفجار الصاروخي من المرجح أن يكون "كيماويا" و"ليس نوويا"، وذلك شأنه مثل باقي نوعية مثل تلك الصواريخ.

مادة مشعة لتوليد كهرباء "دوائر الصاروخ"

وأضاف "أبو شادي"، في تصريحات له، أنه من المتوقع أن يكون هناك في الصاروخ "مادة مشعة" إشعاع طبيعي، بغرض توليد حرارة محدودة تستخدم من خلال دائرة كهروحرارية لتوليد كهرباء مثل "البطاريات الصغيرة"، وذلك بغرض تشغيل بعض الدوائر الخاصة بـ"أجهزة الصاروخ".

وأوضح كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، أن الإشعاع الذي يخرج من تلك المادة في مثل تلك الحالات يكون "محدود التأثير"، بل وأقل أحياناً من المصادر المشعة المستخدمة في الطب والصناعة.

إشعاع "أشعة X" أكثر من "الإشعاع الروسي"

وأشار إلى أن معدلات الإشعاع التي تم الحديث عنها في وسائل الإعلام، حسبما أعلنت السلطات الروسية كان 2 ميكروسيفير في الساعة، وهو أعلى من المعدل الطبيعي البالغ 0.6 ميكروسيفير، ولكن لو أجريت أشعة "X"؛ فإنك ستتعرض لإشعاع يُعادل 3.3 ميكروسيفير، وهو ما يوضح أن الإشعاع الذي حدث في المنطقة القريبة من منطقة الاختبار "محدود"، ولفترة صغيرة لم تتجاوز دقائق، قبل أن تعود الحياة لطبيعتها في تلك المنطقة.

وشدد "أبو شادي"، على أن تلك الواقعة تختلف تماماً عن حادث انفجار مفاعل "تشرنوبيل" في أوكرانيا سابقاً، حيث كانت كميات الإشعاع ملايين الأضعاف من الإشعاع المحدود الصادر عن هذا الصاروخ.

"انفجار تقليدي محدود الخطورة"

وواصل: "ومن هنا نوضح أن الحادثة لا علاقة بها لا بالمفاعلات النووية، ولا بأي انفجار نووي، وأنها تفجير كيماوي تقليدي محدود الخطورة".


مواضيع متعلقة