مقار "الإخوان": شقق سكنية مستأجرة تحوّلت إلى عيادات ومخازن ومكاتب محاماة

كتب: مراسلو «الوطن»

مقار "الإخوان": شقق سكنية مستأجرة تحوّلت إلى عيادات ومخازن ومكاتب محاماة

مقار "الإخوان": شقق سكنية مستأجرة تحوّلت إلى عيادات ومخازن ومكاتب محاماة

مثل «أشباح» اختفت مقار جماعة الإخوان الإرهابية من جميع محافظات مصر فجأة، مثلما ظهرت فجأة بعد ثورة «25 يناير»، فانطمست ذكرى هذه المقار فى الشوارع والميادين، كانت تلك المقار مستأجرة فى أماكن حيوية بعقود مؤقتة، وعادت لأصحابها مع انتهاء حكم الجماعة بعد ثورة 30 يونيو، لتصبح مخازن وعيادات وشققاً مصيفية.

المحتجون على حكم الجماعة الإرهابية حرقوا شُققها.. والملاك استعادوها بعد هروب القيادات

فى الدقهلية، عادت جميع مقار حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للجماعة الإرهابية، إلى مالكيها، بعدما تعرضت للحرق أو الإغلاق، وبعد توقف التنظيم عن دفع الإيجار المستحق لأصحابها، وأشهرها مقار شوارع «الدراسات والجلاء وقناة السويس» فى مدينة المنصورة، بالإضافة لمقار أخرى فى أجا وميت غمر، تعرضت جميعها للحرق على يد محتجين ضد حكم الجماعة.

وتحوَّلت مقار «الإخوان» فى دمياط لعيادات أطباء ومكاتب محامين بعد سقوط حكم الجماعة، فقد كان معظمها مستأجراً، قبل أن تعود للمُلاك، مع تعرض أغلبها للحرق رداً على الأعمال الإرهابية لأعضاء الإخوان، بينما ما زالت بعض مكاتب «الحرية والعدالة» فى المحافظة مغلقة، نظراً لأن مالكيها من أعضاء الجماعة، مثل مقر المستشارين القانونيين للحزب، المملوك للقيادى الإخوانى كامل أبوالعينين، حيث تنازل عنه للقيادى ياسر داوود، قبل أن يتحول لاحقاً إلى «خرابة».

أما مقر «الحرية والعدالة» فى منطقة السنانية، الذى عثر داخله على مخططات للتحريض على قتل عدد كبير من معارضى الجماعة، فاستأجره أحد الأطباء ليحوله إلى عيادة أمراض نساء وولادة، وتحول مقر الحزب فى كفر البطيخ لمكتب محاماة، ونفس الأمر بالنسبة للمقر الرئيسى للحزب فى منطقة الأعصر.

بالنسبة لسكان ميدان الساعة فى مدينة دمنهور بالبحيرة كان وجود المقر الإدارى للجماعة فى المنطقة كابوساً، خاصة مع تزايد الاحتجاجات الشعبية ضد حكمها، وتعرض المقر الواقع فى «عمارة الإخوان»، حسبما يطلق عليها الأهالى، للاقتحام أكثر من مرة، ما أدى إلى إغلاق المقر تماماً حتى الآن، وإزالة أى لافتة أو أثر يشير إليها.

ويقع المقر، المملوك لأحد قيادات الجماعة، فى عمارة مكونة من 4 طوابق، وأسفلها عدد من المحال التجارية، بينها فرع شركة بيع المصنوعات المصرية، بينما يوجد فى الطابق الأول عيادات طبية، وفى الثانى مكتب للمحاماة وشقة سكنية وعيادة، أما الثالث فيجاور فيه مقر الإخوان شقة خاصة بأحد الأقباط، وفى الثالث كانت تعقد الاجتماعات التنظيمية للجماعة داخل شقق سكنية، أما الاجتماعات السرية، فكانت تُعقد فى منزل القيادى الهارب، جمال حشمت.

وعقب «30 يونيو»، تحولت المقار الرئيسية للجماعة الإرهابية فى الغربية، والبالغ عددها 10 مقار، إلى شقق سكنية ومكاتب إدارية، بعدما عادت لمالكيها، ففى مركزَى طنطا والمحلة، أصبحت مقار حزب الحرية والعدالة، ومكتب عضو مكتب الإرشاد سعد الحسينى، والقيادى السيد عسكر، إلى محال لبيع المستلزمات الطبية، نظراً لمواقعها المميزة فى ميدان دوران محب، والسبع بنات، وشارع سعيد.

على مدار عامين بعد «25 يناير»، نجحت جماعة الإخوان الإرهابية فى نشر المقار التابعة لها فى جميع المدن بمحافظة بنى سويف، قبل أن تختفى تماماً من الوجود بعد «30 يونيو»، فأمام ترعة الإبراهيمية فى مدينة بنى سويف، استأجر أعضاء الجماعة شقة سكنية لتصبح مقراً للحزب، بالإضافة لشقة سكنية فى أحد الأبراج المجاورة لتكون مقراً إدارياً للجماعة، قبل أن تعود هذه المقار إلى أصحابها.

وفى المنيا، اتخذت الجماعة مقراً رئيسياً لها فى شارع متفرع من شارع الجمهورية الرئيسى فى قلب المدينة، ليكون مقراً إدارياً لها، وهو شقة كبيرة فى الطابق الثانى أعلى بنك مصر للمعاملات الإسلامية، كما استأجرت مقراً آخر لحزب الحرية والعدالة، عبارة عن شقة فى الطابق الثالث بشارع عدلى يكن، لكن تم إخلاء المقرين وإعادتهما للمالك، بعدما شهدت المحافظة أعمال عنف من جانب أنصار الجماعة الإرهابية، فور فض اعتصامَى رابعة العدوية والنهضة.

هدم مبنى "الحرية والعدالة" فى أسيوط ليصبح فيلا سكنية واستغلال مقر بنها "مأمورية ضرائب"

وتعرض المقر الرئيسى لحزب الحرية والعدالة فى شارع النميس، وسط مدينة أسيوط، إلى فيلا سكنية، بعد بيع المالك للمبنى إلى عبدالقادر أبوالعلا، الذى استصدر رخصة هدم للمقر، نظراً لتعرضه للحرق من جانب محتجين على حكم الجماعة، وإعلان الحكومة لـ«الإخوان» جماعة إرهابية، ومصادرة وإغلاق جميع المقار التابعة لها.

بعد أيام قليلة من «30 يونيو» عاد مقرا «الإخوان» و«الحرية والعدالة» فى وسط مدينة السويس إلى المالكين، ليتحول مقر الحزب إلى مخزن حديد، أما فى الإسماعيلية، حيث افتتحت الجماعة العديد من المقار فيها، نظراً لأن المؤسس حسن البنا بدأ نشاطه فيها، فلم يعد لأى من هذه المقار وجود حالياً، مع عودتها إلى المالكين، الذين سارعوا إلى نزع لافتات الإخوان والحزب.

فى أسوان، استأجرت «الإخوان» شقة سكنية كبيرة فى الشارع الخلفى لكورنيش النيل، لكن مع هروب قيادات الجماعة من المحافظة بعد «30 يونيو»، استعاد المالك المقر، ليتم تغيير النشاط إلى تجارى، ما حدث أيضاً فى مقار الجماعة الإرهابية بقنا، حيث استعاد الأهالى الشقق المستأجرة لها، وتحول المقر الرئيسى فى منطقة الشئون إلى شقة سكنية.

وعادت مقار «الإخوان» إلى المُلاك فى كفر الشيخ، بعد «30 يونيو»، ويبلغ عدد المقار الرئيسية 12 فرعاً، جميعها تحولت إلى وحدات سكنية، وأخلت الجماعة المقر الرئيسى لها فى مدينة مرسى مطروح، وهو مقام فى منزل خاص بأحد قياداتها، ولم يستغل فى أى نشاط آخر منذ إغلاقه فى عام 2013، أما مقار «الحرية والعدالة» المستأجرة فى أماكن أخرى، فعادت لأصحابها، الذين بدأوا فى تأجيرها كشقق مصيفية.

وتحفظت الأجهزة الأمنية فى القليوبية على المقر الرئيسى للإخوان فى مدينة بنها، والمملوك للقيادى الإخوانى المحبوس محسن راضى، حيث عثرت داخله على أوراق تنظيمية شديدة الخطورة، قبل تحويل أحد طوابق المقر إلى مأمورية للضرائب العقارية، وطابق آخر لحضانة أطفال، أما مقر «الحرية والعدالة» الواقع فى عمارة مملوكة للقيادى الإخوانى مجدى خروب، فما زال مغلقاً، بينما تسكن أسرة خروب فى باقى المبنى.

إغلاق المقرات المملوكة للقيادات الهاربة فى دمياط والقليوبية والشرقية وتأجيرها "مصيف" فى مطروح

وفقدت جماعة الإخوان جميع المقار التابعة لها فى الشرقية، بعد خروجها من الحكم، خاصة أن معظمها كان مستأجراً فى عمارات سكنية، وتعرض معظمها للاقتحام على يد محتجين، وبينها مقر «الحرية والعدالة» فى مدينة الزقازيق، الذى استعاده المالك فور سقوط حكم الجماعة، أما المقر الرئيسى لـ«الإخوان» فى الزقازيق، فهو شقة سكنية مملوكة لأحد أعضائها، ومغلقة منذ تعرضها للاقتحام فى عام 2013، بينما كتب المحتجون على أبوابها «عبدالناصر قالها زمان، الإخوان ملهُمش أمان».

واسترد ملاك الشقق السكنية المؤجرة كمقار لـ«الإخوان» فى الفيوم جميع الوحدات، وتحول المقر الرئيسى لـ«الحرية والعدالة» فى منطقة المسلة إلى شقة سكنية لأحد المواطنين، كما عاد مقر الحزب فى مركز سنورس إلى المالك، وتحول مقر الحزب فى أحد المولات التجارية بمركز طامية إلى شقة سكنية.

فى الغردقة، اختارت الجماعة الإرهابية شقة فى الطابق الثالث من عمارة فى شارع النصر الرئيسى بوسط المدينة، لتكون مقراً للحزب فى البحر الأحمر، لكن بعد «30 يونيو» وهروب قيادات الإخوان، اختفت لافتة «الحرية والعدالة»، وتم تأجير المقر لمؤسسة قانونية يديرها أحد المحامين.


مواضيع متعلقة