"الجركن البدوية": السيناوية يعزفون على آلات الحرب لنشر الحب والسلام

"الجركن البدوية": السيناوية يعزفون على آلات الحرب لنشر الحب والسلام
- أغانى التراث
- إحياء حفلات
- التراث السيناوى
- الجمهور المصرى
- الحب والسلام
- الفن والجمال
- الفنون الشعبية
- المجتمع المصرى
- المهرجانات الدولية
- حرب أكتوب
- أغانى التراث
- إحياء حفلات
- التراث السيناوى
- الجمهور المصرى
- الحب والسلام
- الفن والجمال
- الفنون الشعبية
- المجتمع المصرى
- المهرجانات الدولية
- حرب أكتوب
«ويش علامك يالاسمرانية.. لا إله إلا الله تسمح النية.. ولو يا من عطيته من الصغر قلبى.. ويش علامك يا الاسمرانية».. تلك كلمات إحدى أشهر أغانى التراث السيناوى، التى لا يتوقف «يحيى الشوربجى» عن غنائها، حتى لو لم يكن هناك حفلة أو تدريب خاص بفرقة «الجركن البدوية»، من شدة عشقه لها.
«بأغانينا لا نحافظ فقط على تراثنا السيناوى، لكننا حافظنا على تواصلنا مع بقية المجتمع المصرى، وذكرناهم أننا جزء أصيل فى البلد، فكوننا ننتمى إلى مدينة العريش، التى تقع على الحدود فى أقصى الشمال الشرقى لمصر، يجعلنا دوماً الطرف الأقرب للنسيان، وهو ما تخطيناه بأغانى فرقتنا»، هكذا قال عازف الناى يحيى الشوربجى، رئيس الفرقة.
فى 2003، تشكلت فرقة «الجركن» البدوية، لتروى أغانيها بنغمات بدوية عذبة، حكايات وقصص سكان البدو وتفاصيل الطبيعة من حولهم، فى شبه جزيرة سيناء، ويقول الشوربجى «أغانى البدو من سكان سيناء بطبعها تعرض القيم، التى تربينا عليها مثل الشجاعة والإقدام، وكذلك التلاحم مع تفاصيل البيئة، حتى لو كانت بسيطة مثل الصحراء».
"الشوربجى": حققنا العالمية وحظينا باهتمام الغرب.. لكن المجتمع المصرى يتجاهلنا
تتكون الفرقة من 8 أفراد، ما بين عازفين ومغنين وراقصين، عملوا منذ إنشائها على البحث عن أهم حفظة الأغانى التراثية البدوية، ليدونوها ويغنوها فى حفلاتهم، ويضيف الشوربجى «الأغانى البدوية مثل الذهب والمجوهرات يتوارثها السكان أباً عن جد، خوف عليها من طبيعة الصحراء القاسية التى تمحو كل شىء تدريجياً، ونجحنا فى الفرقة على مدار 16 عاماً، فى التواصل مع كبار السن فى القبائل المختلفة بسيناء، لتسجيل ما توارثوه، ومن أشهر تلك الأغان: عم يا جمال، أحبابنا، بس أنا والعود، يا ليدانا». إلى جانب الأغانى لا يغفل الشوربجى الحديث عن الرقص، الذى يعد مكملاً للعزف والغناء، قائلاً «أهم ما نقدمه هو رقصة الدبكة، وهى ليست مكوناً ترفيهياً فقط، بل عنصر تراثى هام، لأن الرقصة وما بها من أداء حركى يشارك فيه جميع أعضاء الفرقة تعبر عن جوهر الثقافة البدوية، ومن أشهر راقصى الفرقة على سلامة، وهو عضو فى فرقة الفنون الشعبية أيضاً».
يبتسم عندما يأتى الحديث عن سبب تسمية الفرقة بـ«الجركن»، فهو يعود إلى استخدام صناديق تخزين البنزين «jerrycan»، ضمن أدوات العزف، موضحاً «بعد حرب أكتوبر عام 1973، وجد البدويون الجركن الصفيح، ضمن المخلفات الموجودة فى الصحراء، وبالدق عليه وجد أنه يمنحه بعض الإيقاع الذى يؤنس وسط صمت الصحراء، نفس الحال عندما وجدوا صناديق تخزين الذخيرة، ومن هنا بدأ استخدام الجركن، وصناديق الذخيرة، وسط القبائل كآلات للعزف، وهو ما قررنا اللجوء إليه، لتكون شكلاً مميزاً لنا». يعتبر قائد الفرقة أن كلمة «الجركن»، ليست مجرد اسم مميز فقط، بل هى رمز إلى أن السلام يمكن أن يظهر من وسط الحرب، وأن الجمال قد يٌرى وسط القمامة والمخلفات، موضحاً «الجركن الصفيح المستخدم فى تخزين البنزين، أو صناديق الذخائر التى تستخدم فى إزهاق أرواح الناس، تبين أنه يمكن استخدامها فى تقديم الفن والجمال والسعادة للجماهير».
تعتمد الفرقة إلى جانب «الجركن» على آلات العزف المستمدة من البيئة البدوية، مثل «المجرونة» وهى آلة خشبية ذات مخرجين، و«الدف والطبل والناى والسمسية».
الانتقال من سيناء إلى العالمية، بإحياء حفلات فى لندن وأستراليا وإسبانيا، أمر لم يكن يحلم به «يحيى الشوربجى» مع بقية أعضاء الفرقة، لكنهم نجحوا فيه بمساعدة إبراهيم زكريا، رئيس مركز «المصطبة» للموسيقى الشعبية، فبعد إنتاج أول ألبوم للفرقة بعنوان «وقت القهوة»، انهالت عليهم دعوات المشاركة فى المهرجانات الدولية.
يقول الشوربجى، إن الجمهور الغربى كان يبدو أكثر اهتماماً بالفرقة وما تقدمه من الجمهور المصرى، وأوضح «المفترض أن المصريين هم الأولى بتلك الموسيقى والأغانى، لأنها جزء من تكوينهم الثقافى والحضارى، لكن للأسف على المستوى المحلى لا يتم طلبنا كثيراً».