مصر تبدأ استخدام "تكنولوجيا النانو" لزيادة إنتاجية اللحوم

مصر تبدأ استخدام "تكنولوجيا النانو" لزيادة إنتاجية اللحوم
- تكنولوجيا النانو
- البحوث الزراعية
- زيادة إنتاجية اللحوم
- الإنتاج الحيوانى
- النانو
- تكنولوجيا النانو
- البحوث الزراعية
- زيادة إنتاجية اللحوم
- الإنتاج الحيوانى
- النانو
نجح كل من «معهد بحوث الإنتاج الحيوانى»، التابع لمركز البحوث الزراعية، بالتعاون مع جامعة عين شمس، فى استخدام تكنولوجيا «النانو» على نطاق بحثى لزيادة إنتاجية اللحوم فى الطيور الداجنة، ومن بينها الدجاج والبط والإوز، وسط توقعات بقرب استخدامها على نطاق تجارى.
وقال الدكتور إيهاب عبدالله، أستاذ الفسيولوجى بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، الذى أشرف على رسالتَى دكتوراه مؤخراً فى هذا الصدد، ضمن إشراف مشترك بين المعهد، وأ.د. إبراهيم الوردانى، بجامعة عين شمس، إن إحدى الرسالتين تناقش حقن الأجنة أو البيض المخصب بـ«النانوسيلينيوم»، والأخرى تتناول حقن الأجنة بـ«النانو حديد».
وتتلخص فكرة استخدام تكنولوجيا النانو فى إعادة ترتيب الذرات التى تتكون منها المادة الأم، حيث يتم تقسيم المادة وتصغيرها إلى أجزاء أصغر تقدر حجم الجسيمات النانوية فيها بـ «1 - 100» نانومتر، بينما يكون النانومتر واحداً من المليار من المتر، حيث تبدأ الحبيبات النانومترية فى إظهار خصائص غير متوقعة لم تكن معروفة من قبل وغير موجودة فى خصائص المادة الأم. وأشار «عبدالله» إلى أنه تم تطبيق التجربتين فى مزرعة معهد الإنتاج الحيوانى وجامعة عين شمس، حيث استمرا لما يتراوح بين 4 و6 شهور، بهدف رفع أداء الجهاز المناعى وتحسين الأداء الفسيولوجى للطيور، وهو ما يعنى زيادة الإنتاجية من اللحوم، والحصول على أوزان أكبر. وأشار أستاذ الفسيولوجى بمعهد الإنتاج الحيوانى إلى أن هناك طريقتين لإيصال عناصر النانو المخلوطة بالحديد والسيلينيوم للطيور، إحداهما بإضافتها للعلف، والأخرى بحقنها فى الأجنة أو البيض المخصب، وتم الاعتماد على الطريقة الأخيرة باعتبارها الأفضل، حيث يكون امتصاص هذه المواد فيها أعلى ويعطى نتائج جيدة فى النواحى الفسيولوجية، لافتاً إلى أن نفس التقنيات تستخدم فى الخارج فيما يتعلق باللحوم الحمراء.
وأوضح أن علف الدواجن لا بد أن يحتوى على عناصر معدنية مثل «السيلينيوم» و«الحديد»، ولتحقيق الاستفادة من هذه العناصر بأقصى قدر، جرى تحويلهما فى الدراستين لصورة «نانو»، أى لأصغر وحدة ممكنة، أو نحو واحد من المليار من المتر، بحيث تحقق الهدف منها مباشرة وهو تحفيز نمو وتطور الأجنة، وزيادة معدل النمو فى الكتاكيت الناتجة بعد الفقس، وتحسين الكفاءة الإنتاجية والفسيولوجية والمناعية لـ«بدارى التسمين»، بشكل أعلى وأدق، وهو ما حدث بالفعل. وأشار إلى أن استخدام تكنولوجيا النانو لزيادة إنتاجية الطيور من اللحوم، هو اتجاه مستخدم فى الغرب والعالم منذ فترة، ولكنه جديد فى مصر، ومن المتوقع، بعد إجراء مزيد من الدراسات البحثية عليه، أن يتم تطبيقه والاستفادة منه على نطاق تجارى.
وشدد «عبدالله» على أنه بالرغم من أنه ثبت نجاح التجربتين اللتين تم إجراؤهما، فإن تطبيق الفكرة على نطاق تجارى يحتاج لأكثر من دراسة، وأن يثبت نجاحها فى كل التجارب، للتأكد تماماً من أنه تم امتصاص هذه العناصر ولم يعد لها أثر باقى فى اللحوم والبيض، مثلما حدث فى الدراستين اللتين تم إجراؤهما، وذلك لتجنب أى آثار جانبية. وفى السياق نفسه، أكد الدكتور مجدى حسن، أستاذ رعاية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى، أن هذه التقنية تم استخدامها للمرة الأولى فى مصر، فى هاتين الدراستين على السلالات المحلية من الدواجن، والطيور المائية، مثل البط والإوز. وأوضح «حسن» أن هذه التقنية هى امتداد لنفس تقنية «النانو» التى اكتشفها العالم المصرى الراحل، الحائز على «نوبل» أحمد زويل، وهى عبارة عن مواد حاملة للمواد المضادة للأكسدة وتُشترى من معامل النانو فى مركز البحوث الزراعية أو المركز القومى للبحوث، وتُخلط على عناصر الحديد والنحاس والزنك، بنسب بسيطة جداً.
وأكد «حسن» أن «النانو» يُعطى خواص أفضل للمادة، منها لو كانت منفصلة، حيث يجعلها أصغر فى الحجم، وبالتالى معدل امتصاصها سريعاً، بما يحسن وظائف الأعضاء، ويُزيل المواد الضارة التى تؤدى لتكوّن سموم أو تكسير الخلايا، ويمكن أن تؤدى لخلل فى وظائف الكلى أو الكبد لدى الطيور، بما يصب فى النهاية فى جعل الطيور تتناول كميات أقل من الطعام وفى نفس الوقت تُنتج أوزان لحوم أكبر.