أشهر أساليب غش الأضاحي : الماء المالح وبرد الأسنان والقرون

أشهر أساليب غش الأضاحي : الماء المالح وبرد الأسنان والقرون
- أشعة الشمس
- البيع والشراء
- الحمد لله
- العام الماضى
- انخفاض الأسعار
- بشبرا الخيمة
- تحقيق ربح
- درجة الحرارة العالية
- الأضاحي
- أشعة الشمس
- البيع والشراء
- الحمد لله
- العام الماضى
- انخفاض الأسعار
- بشبرا الخيمة
- تحقيق ربح
- درجة الحرارة العالية
- الأضاحي
بعباءة تدل على جذوره الريفية، وملامح يكسوها الشيب، جلس رمضان عبدالستار، 62 عاماً، على كرسى حديدى، داخل شادر أقامه بجوار محل الجزارة الخاص به، بمنطقة المنشية بشبرا الخيمة، وضع فيه عدداً من الأغنام، وعلى الجانب الآخر مجموعة من العجول، وأقام فوقها مظلة من القماش لتحجب عنها أشعة الشمس، وأمامها حاجز خشبى ليمنعها من الخروج، خوفاً عليها من درجة الحرارة العالية، على حد قوله: «مش باخرَّجهم من الشادر غير لما الجو يهدى من الحر، عشان ما يجرالهمش حاجة».
"عبدالستار": "اللى بيعملوا كده جزارين معدومى الضمير.. والغنم لو أكل من الزبالة بيتعامل معاملة الخنازير.. والرزق الحلال أحسن مليون مرة"
«الغنام» اسم شهرته الذى أُطلق عليه منذ أن ورث مهنة الجزارة وتجارة الأغنام أباً عن جد، وهو فى سن الـ10 أعوام، فهو يقوم بشراء الأغنام من عدة محافظات: «باجيب خرفان من المنوفية ومرسى مطروح والفيوم والجيزة، عشان يكون عندى عدد كبير ومتنوع».
يشرح «عبدالستار» أساليب غش الأضاحى التى يلجأ إليها من وصفهم بـ«الجزارين معدومى الضمير» لتحقيق ربح أعلى، فيقول: «فيه أكتر من طريقة للغش، أشهرها وضع الماء المالح للخروف عشان يشربه، لأنه بيخلى الخروف بطنه منتفخة، وبالتالى يعطى وزن كبير غير وزنه الحقيقى، وكمان بيخليه شبعان وقت طويل، وبالتالى يوفر فى العلف»، مضيفاً أن هناك من يقوم ببرد أسنان الأغنام، لأن أعمارها تتحدد عن طريق فحص الأسنان، وكلما زادت الأسنان زاد عمر الخروف، وقلّ سعره: «الخروف إللى بيكون أسنانه لبنة، الطلب عليه بيكون كبير لأن طعمه أحسن من الخروف إللى عمره كبير، ولحمته بتكون سهلة فى الأكل، وسعره أعلى».
وأضاف «عبدالستار» أن هناك أفراداً يذهبون إلى تجار الأضحية والجزارين، ليشتروا منهم الأضاحى التى يكون بها مشكلة صحية، ثم يذهبون بها إلى الطرقات لعرضها كفرصة على المواطنين، بأسعار قليلة مقارنة بأسعارها بالسوق: «بيبيعوها للناس على إنها فرصة، وبيكون فيها مشاكل وتعبانة، ولما المشترى يروح يبيعها لجزار أو تاجر، بيرفض إنه يشتريها، لأنها ممكن تعبها يموّتها».
أما عن أخطر أساليب الغش من وجهة نظر «عبدالستار» فهو رعى الأغنام بالشوارع، وتركها تأكل من القمامة، وذلك على حد تعبيره: «الغنم لو أكل من الزبالة، بيتعامل معاملة الخنازير وبيكون حرام أكله، لأنه مش واكل أكل كويس»، ينتقل «الغنّام» للحديث عن محاولاته لمواجهة تلك الأساليب، إذ يرى أن الاهتمام بغذاء الأغنام يجعلها تسمن ويزيد وزنها، وبالتالى يزيد سعرها، وهى استخدام نوع جيد من العلف، ووضعه أكثر من مرة خلال اليوم الواحد، ومنع الماء عنه لفترة طويلة: «كتر المية بيخلى الخروف شبعان وبتملى معدته على الفاضى، لكن لما بيكون فيه مواعيد معينة لشرب المية، هيكون فيه توازن بين الأكل والشرب، يعنى أصرف عليه شوية عشان يسمن، ويجيب لى إللى صرفته عليه، وهيكون حلال». ينهى «عبدالستار» حديثه، قائلاً: «الرزق الحلال أحسن مليون مرة من الرزق الحرام، ولو بعت أضحية واحدة بالحلال، أحسن من إنى أبيع شادر كامل بالحرام».
"سعد": "الحمد لله ليّا زبونى اللى معايا كل سنة.. وانتشار شوادر بيع الأضاحى ضيّق حلقات الغش.. وأهم حاجة ماحدش يحجز خروف ويسيبه عند التاجر"
وفى ميدان العباسية يستقر شادر كبير مستطيل الشكل، محاط من جميع الجوانب بشبكة، تحتجز خلفها عدداً من «الخراف»، ظهر بعضها واقفاً أمام المكان المخصص للعلف، والبعض الآخر كان نائماً على الأرض.. أشرف سعد، 50 عاماً، جزار وصاحب الشادر، يقول: «عمرى كله قضيته فى مهنة الجزارة وتجارة الأغنام والمواشى، وماعرفش أشتغل شغلانة غيرها»، مكانه معروف لزبائنه، الذين اعتادوا شراء اللحوم منه سواء الطازجة أو المجمدة طوال العام، بجانب شرائهم الأضحية منه قبل موسم عيد الأضحى: «الحمد لله ليا زبونى إللى معايا كل سنة، لأنه بيكون جاى يشترى وواثق إن الحاجة كويسة، وإنى مش هغشه فيها، لو هكسب منه طول السنة، مش هكسب منه فى العيد، عشان أضمن استمراره معايا».
اختلفت حركة البيع والشراء من وجهة نظر «سعد» هذا العام مقارنة بالعام الماضى، بالإضافة إلى انخفاض الأسعار هذا العام عن قبل، إذ سجل كيلو لحم الضأن 67 جنيهاً للكيلو، فى حين سجل سعر اللحم البلدى ما بين 52 و54 جنيهاً للكيلو الواحد، بدلاً من 75 جنيهاً بالعام الماضى، وذلك بسبب توفير الدولة أكثر من مكان لبيع الأضاحى، فأصبح المواطن أمامه الفرصة فى اختيار المكان الذى يناسبه، والسعر الذى يناسبه، وأصبح هناك أكثر من سعر بالسوق، بعدما كانت محتكرة من قبل عدد من التجار والجزارين، الذين كانوا يستغلون الفرصة ويرفعون الأسعار، وذلك على حد قوله: «زمان الناس كانت بتشترى الأضحية قبل العيد بشهر، عشان تلحق قبل ما الكمية تخلص، لكن دلوقتى فيه ناس لسه ماجابتش، لأنها عارفة إن الكمية كبيرة، لو خلصت فى مكان، هتكون موجودة فى مكان تانى، والتاجر ما بقاش يقدر يزود عن سعر السوق، لكن بالعكس بيقل عن بره عشان ييجى له زباين».
ولفت «سعد» إلى أن هناك العديد من الأساليب يتبعها عدد قليل من التجار والجزارين، لغش الزبون أثناء البيع، ومن أشهر تلك الأساليب، هى برد القرون، إذ أنه يتم تحديد عمر الخروف من عدد حلقات قرونه، وبذلك يتم بيع الأعمار الكبيرة بدلاً من الأعمار الصغيرة: «الخروف إللى سنه كبير مش بيكون عليه طلب رغم إن سعره بيكون أقل من الخروف الصغير، لكن اللحمة إللى بتفرق فى التسوية والطعم».
بجانب ذلك هناك تجار يتركون فرو الخروف طويلاً، ولا يقصونه، ليظهر بشكل أكبر أمام الزبون، ويزن أكثر من وزنه الطبيعى: «دايماً باقصّ فروة الخروف، عشان يبان حجمه، ومايكونش منفوخ على الفاضى».
أما عن الشروط التى يجب توافرها للتأكد من صحة الأضحية وجودتها، ذكر «سعد» عدداً من الشروط، منها أن تكون العين سليمة، وظهور القرون بشكل طبيعى غير مبرودة، بجانب التأكد من حركتها لعدم وجود عرج بها، بالإضافة إلى ذلك عدم وجود لعاب أو إفرازات أنفية بالأضحية، حتى لا تكون مصابة بفيروس أو ميكروب معين، يتسبب بعد ذلك فى مشاكل صحية للمشترى: «أهم حاجة ماحدش يحجز خروف ويسيبه للتاجر، لأن التاجر ممكن يبدله بخروف تانى يكون عنده مشاكل، أو يهمل فيه فوزنه يقل، الأحسن إن الواحد يشترى الحاجة ويراعيها بنفسه، لأنه أولى بيها».
وأنهى «سعد» كلامه، بقوله: «التجار إللى بيغشوا بقوا قليلين، لأن إللى بيتغش مرة مش بيكرر الشراء، وبيشوف مكان تانى مضمون».
عبدالستار