مأساة "تشانس".. مسمار جديد في نعش "السجائر الإلكترونية

كتب: شريف محمد فريد

مأساة "تشانس".. مسمار جديد في نعش "السجائر الإلكترونية

مأساة "تشانس".. مسمار جديد في نعش "السجائر الإلكترونية

أصيب شاب أمريكي إصابة خطيرة أثرت على رئتيه سلبا بسبب تدخين السجائر الإلكترونية، بحسب ما أعلنته وسائل إعلام أمريكية.

وفي حواره مع جريدة الـ "ديلي ميل"، قال الشاب الأمريكي "تشانس أميراتا"، البالغ من العمر 18 عاما، إن رئته انهارت، أي أصابها ما يُسمى بالـ "همود الرئوي"، وذلك بهد تدخينه للسيجارة الإلكترونية التي تنتجها شركة "جوول".

 "تشانس" أصيب بثقب في رئته اليسرى، الأسبوع الماضي، أدى إلى دخوله في حالة "همود رئوي"، وهي حالة تحدث عندما يتم ثقب الرئة وتصبح غير قادرة على الاحتفاظ بالهواء بداخلها، ما يجعلها تنكمش في الحجم بشكل كبير، وهي حالة قد تؤدي على الوفاة إذا لم يتم إسعاف المصاب في أسرع وقت.

 القصة بدأت قبل نحو عام ونصف، عندما اشترى "تشانس" أول سيجارة إلكترونية من "جوول"، كان "تشانس" يعتبر شابا رياضيا، ولم يدخن أي نوع من السجائر أو مركبات الدخان طوال حياته، إلا أنه قرر تجربة منتجات شركة "جوول" لأنها اشتهرت بأنها آمنة تماماً، وأنها تقلل من المخاطر الصحية للتدخين بشكل كبير جداً.

يوم الإثنين الماضي، استيقظ "تشانس" متأخراً، بسبب عدم نيله كفايته من النوم، واضطر أن ينام على جانبه الأيمن طوال الليلة، فالنوم على جانبه الأيسر سبب له آلاما شديدة، إلا أنه لم يأبه لهذه الآلام، متوقعا أن يكون الألم وحالة الإرهاق التي يشعر بها مؤشر لإصابته بوعكة صحية عادية.

 بعد أن أقنعته صديقة له بالذهاب للعب البولينج، قرر "تشانس" عدم الذهاب على العمل ذلك اليوم، حيث كان يعمل في توصيل الطلبات للمنازل لصالح أحد المطاعم، وكان قد أنهى لتوه الفصل الأول من سنته الدراسية في جامعة فلوريدا بمدينة ميامي الأمريكية. لكن "تشانس" لم يشعر بأي تحسن، بل إن مجرد الجلوس لمشاهدة صديقته وهي تلعب البولينج كان أمرا شديد الألم، وعندما ضحك "تشانس" بسبب مزحة قالتها صديقته، شعر كأنه صدره ينسحق وأنه يكاد يصاب بأزمة قلبية. عندها قال "تشانس" لصديقته إنه لا بد أن يذهب إلى المستشفى بأسرع وقت.

 في البداية، ظن "تشانس" أن ما تعرض له هو مجرد قطع أو تمزق في عضلة أو نسيج في صدره، إلا أن الألم المتزايد جعل "تشانس" يشعر بأن المشكلة ستكون أكبر من ذلك، وسرعان ما ازدادت حالة "تشانس" سوءًا، حتى وصل عدد من الأطباء والجراحين الذين يقومون بالكشف عليه إلى سبعة أطباء، يقول "تشانس": عندما وجدت نفسي محاطا بسبعة من الأطباء، تملكني شعور بأنهم على وشك أن يقولوا لي بأن أمامي أيام قليلة قبل أن أموت.

الأطباء أخبروا "تشانس" أن رئته اليسرى مثقوبة، وأنه يجب أن يدخل غرفة العمليات فوراً، ليتم نفخ رئته واعادتها لحجمها الطبيعي مرة أخرى. تمكن الأطباء من علاج الثقب الموجود برئة "تشانس"، إلا أنهم قالوا إن رئته تحتوي أيضاً على نقاط سوداء صغيرة، وأن هذه النقاط السوداء، التي يسببها التدخين غالباً، لن تختفي قبل سنوات، وقد لا تختفي بشكل كامل في النهاية. يقول "تشانس": أنا لم أتعاط أي نوع من منتجات التدخين في حياتي، إلا سيجارة "جوول" الإلكترونية، حيث كنت أستهلك كبسولة من السائل الخاص بالسيجارة الإلكترونية كل يومين تقريباً، أي ما يعادل كمية النيكوتين الموجودة في عشرة سجائر لكل يوم واحد.

"تشانس" لن يتمكن من ممارسة رياضة الجري لمسافات طويلة، وهي إحدى رياضاته المفضلة، إلا أنه سيكون قادراً على الجري لمسافات قصيرة، بعد شهرين من التعافي، كما أنه لن يمكنه ممارسة رياضة الغوص طوال حياته. "تشانس" يخطط لنشر قصته على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، لتوعية الناس بالمخاطر الصحية "الخفية" الكامنة في السجائر الإلكترونية.

يقول "تشانس": المشكلة أن غالبية الناس يعتقدون أن السجائر الإلكترونية هي البديل الآمن للسجائر، وأن أصبحت متأكداً الآن أن هذا رأي خطأ، بل إنني أعتبر نفسي دليلا حيا على خطأ هذه النظرية.

"تشانس" لم يكن الضحية الوحيدة لمنتجات السجائر الإلكترونية في الفترة الأخيرة، ففي شهر يوليو، تم نقل ثمانية من المراهقين على المستشفى، وقد كان هناك بينهم شيء واحد مشترك: كلهم أكدوا أنهم يستخدمون منتجات التدخين الإلكترونية.

الظهور المتزايد لهذه الحالات قلل من شعبية شركة "جوول" ومنتجاتها، واعتبره كثير من الخبراء دليل على أن منتجات الشركة ليست آمنة بالقدر الذي يتم تسويقها به.

في دراسة بجامعة “Yale” الأمريكية، وجد الباحثون أن بعض المواد الموجودة داخل السائل الخاص بمنتجات "جوول" تتفاعل مع بعضها بسبب الحرارة لتنتج مواد أخرى سامة غير مذكورة في البيانات التي تطرحها شركة "جوول" عن منتجاتها.

كل هذا دفع إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA لبحث فكرة وضع حد أقصى لكمية النيكوتين التي يمكن للشركات وضعها داخل منتجاتها، إضافة لإعلانها عن نيتها طرح قائمة بمواد كيميائية ستكون الشركات المنتجة للسجائر والمنتجات المشابهة ملزمة بأن تعلن عن وجودها داخل هذه المنتجات، وعن كميتها بالتحديد.


مواضيع متعلقة