منفذا إطلاق النار في الولايات المتحدة.. "تجمعهما الكراهية"

منفذا إطلاق النار في الولايات المتحدة.. "تجمعهما الكراهية"
وجهت شرطة مدينة "إل باسو" الأمريكية، تهمة القتل إلى المشتبه بارتكابه هجوم في المدينة السبت راح ضحيته 20 شخصا، مشيرة إلى أن المتهم البالغ من العمر 21 عاما يواجه عقوبة الإعدام. وقال المتحدث باسم الشرطة السرجنت روبرت غوميز، خلال تصريحات في مؤتمر صحفي نقلتها "فرانس برس" إن "المشتبه به وجهت إليه تهم ارتكاب جرائم قتل" بإطلاقه النار على متسوقين داخل مركز تجاري.
ورجحت الشرطة أن تكون دوافع الهجوم "عنصرية"، وقد أشارت العديد من التقارير والحوادث اللاحقة إلى ترجيح هذه الفرضية.
دوافع معروفة
وباتت دوافع مطلق النار في مدينة إل باسو باتريك كروزيوس (21 عاما) معروفة، فقد نشر على الإنترنت بيانا مناهضا للمهاجرين قبل أن يفتح النار بشكل عشوائي داخل مركز تجاري في هذه المدينة، الواقعة على الحدود مع المكسيك.
أما دوافع كونور بريتس (24 عاما) الذي قتل تسعة أشخاص بينهم شقيقته في دايتون (شمال شرق) قبل أن ترديه الشرطة، فهي أكثر غموضا. لكن عددا من رفاقه في المدرسة ردا على أسئلة وسائل الإعلام شددوا على نزعته العدوانية خصوصا تجاه النساء، وقد ألقي القبض على الأول وقد تصل عقوبته الى الإعدام.
وقال قائد شرطة إل باسو غريغ ألن إن الجاني "في حال صدمة"، لكن لم تبد عليه أي مظاهر ندم. وقبل أن يرتكب مجزرته نشر على الإنترنت وثيقة يستعيد فيها أدبيات تفوق العرق الأبيض، ويندد بـ"الاجتياح اللاتيني لتكساس"، ويمجد مرتكب المجزرة في عدد من مساجد مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا والتي أوقعت 51 قتيلا في الخامس عشر من مارس الماضي.
وبحسب العناصر الاولى للتحقيق فإن الشاب قاد سيارته نحو عشر ساعات من إحدى ضواحي دالاس حيث يعيش، ليزرع الموت والرعب في إل باسو التي يشكل المتحدرون من دول أميركا اللاتينية نحو 83% من سكانها.
- خبرة معلوماتية
قام جداه أمام الحاح وسائل الاعلام بنشر بيان شرحا فيه أنه أقام عندهما خلال دراسته الجامعية، لكنه كان انتقل الى مكان آخر قبل ستة أسابيع من ارتكابه المجزرة.
وتفيد التحقيقات بشأنه أنه كان عاطلا عن العمل منذ خمسة أشهر. وقال على صفحته على موقع لينكدإين "ليست لدي رغبة بالقيام بأشياء كثيرة ما لم تكن هناك ضرورة قصوى".
وتابع "بشكل عام أعتقد أنني قد أعمل في مجال المعلوماتية" مضيفا "أمضي نحو ثماني ساعات يوميا وراء الشاشة وأعتقد أن هذا قد يمنحني خبرة" في المجال. ونقلت شبكة "سي إن إن" أن الجاني كتب على حساب له على الارجح على تويتر عدة رسائل تتعلق بالرئيس دونالد ترامب بينها صورة أسلحة توزعت بشكل يكتب حروف اسمه.
-"طاقة غامضة"
بالنسبة إلى حادثة دايتون قال قائد الشرطة المحلية ريتشارد بيال إنه لا يوجد حتى الان أي عنصر يشير الى "دافع عنصري". وأفادت شبكة "سي إن إن" ان لمطلق النار حسابا على تويتر يقدم فيه نفسه على أنه قريب من اليسار المتطرف ومن الحركات المناهضة للفاشية. لكن يبدو أن كونور بريتس على غرار قاتل إل باسو تحركه مشاعر كراهية هائلة، فقد نقل عدد من رفاقه في المدرسة تفاصيل عنه تثير القلق الشديد. فقد أوضحوا أنه تم طرده من مدرسته قبل نحو عشر سنوات بعدما وضع لائحة ضمت "الصبيان الواجب قتلهم والبنات الواجب اغتصابهن".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ميكا كاربنتر (24 عاما) زميلته في الدراسة التي عرفته منذ كان في الـ 13 من العمر قولها "إنه كان حاقدا بشدة على النساء لأنهن كن يرفضن مواعدته".
وبحسب موقع "بازفيد" فإن بريتس كان عضوا في مجموعة للموسيقى الصاخبة من نوع يعرف باسم "بورنوغرايند" تستخدم تعابير عنف جنسي.
وروى عنه أحد أصدقائه ديموي هاويل لصحيفة "دايتون دايلي نيوز" أنه "كان فعلا غريب الأطوار وله طاقة سلبية ظلامية"، كما كان "يهوى النكات البشعة عن أشخاص في حال نزاع". ويضيف هاويل أن الدافع وراء مجزرة دايتون لم يكن الكراهية ضد مجموعة معينة مثل النساء او السود "بل كان جريمة دافعها من يحمل شعار (أنا أكره الجميع)".