متخصص عن حوادث إطلاق النار في واشنطن: تهدد السلام العالمي

كتب: إيمان هلب

متخصص عن حوادث إطلاق النار في واشنطن: تهدد السلام العالمي

متخصص عن حوادث إطلاق النار في واشنطن: تهدد السلام العالمي

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، حوادث إطلاق نار دامية نفذها أفراد من أصحاب الفكر اليمني المتطرف، ولقي نحو 9 أشخاص مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 27 شخصا أمس، في إطلاق نار وسط مدينة دايتون بولاية أوهايو الأمريكية، بعد أقل من يوم من حاث إطلاق نار كثيف في أحد الفروع المكتظة من متاجر "وول مارت" في مدينة إل باسو بولاية تكساس، وأسفر عن مقتل 20 شخصا وإصابة أكثر من 24 أخرين، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وذكرت تقارير مختلفة أنّ أعمار المصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات تتراوح من عامين إلى 82 عاما، ما يمثل رسالة ذات خطورة لقادة أوروبا.

ورجح البعض أنّ سبب انتشار حزب اليمين المتطرف في أمريكا وأوروبا بشكل عام يعود إلى استغلال أعضاء هذا الحزب لأنشطة الجماعات الارهابية الموجودة في الغرب لخدمة مصالحه وبسط سيطرته في العالم.

ونشرت الشرطة الأمريكية، اليوم، مقطع فيديو أظهر لحظة قيام الشرطة، بإطلاق النار على الشاب المسلح مرتكب حادثة ولاية أوهايو، وقالت الشرطة: "الشاب الذي يبلغ 24 عاما، كان يرتدي سترة واقية، وأطلق النار على حشد من الناس، وكانت شقيقته من بين الضحايا"، موضحة أنّ الشاب "كونور بيتس، هاجم برشاش هجومي مزود بخزان يستطيع أن يسع ما يقارب 100 رصاصة، وأنّ شقيقته، ميجان بيتس، 22 عاما، كانت أول من قتل في الحادث"، وأشارت إلى أنّ القريبين وصلا على متن السيارة نفسها إلى جانب صديق ثالث، لكنهم تفرقوا قبل إطلاق النار.

وفي الوقت ذاته، كشفت الشرطة الأمريكية هوية الشخص الموقوف على خلفية إطلاق النار في متجر لــ"وول مارت" بمدينة إل باسو في ولاية تكساس، وقال روبيرت جوميز، الضابط في شرطة إل باسو في مؤتمر صحفي: "الشرطة تحقق مع موقوف واحد، وهو رجل عمره 21 عاما، صاحب بشرة بيضاء ويدعى باتريك كروزياس".

وأضاف: "المشتبه به ينحدر من مدينة آلين بولاية تكساس، ومسكنه يبعد عن مكان الحادث بنحو 10 ساعات"، كما قال قائد الشرطة جريج آلن: "لدينا بيانٌ من هذا الشخص يُشير الى حدٍّ ما، إلى وجود ارتباط محتمل بجريمة كراهية"، وهو بيان كتبه "كروزيوس" ونشره على الانترنت، يتضمن فقرات تندد بـ"غزو ذوي الأصول الإسبانية" لتكساس، ويشير بوضوح إلى أنّه يتوقع أن يُقتل خلال هجومه.

وأدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب "العمل الجبان" الذي تتعامل معه الشرطة كجريمة كراهية محتملة، فيما تعالت الأصوات المطالبة بإنهاء "آفة" أعمال العنف المرتبطة بحمل السلاح، وندد "ترامب" على تويتر، واصفا تلك الحادثة بـ"عمل شنيع"، قائلا إنّه يتوجه بـ"أفكاره وصلواته" إلى سكان تكساس.

ويعد هذا ثاني حادث إطلاق نار دام في أقل من اسبوع في متاجر "وول مارت" في الولايات المتحدة، ويأتي بعد إطلاق نار في كاليفورنيا في نهاية الأسبوع الماضي، وقال شهود عيان إنّ المسلح أطلق على ما يبدو النار عشوائيا نحو الساعة 10.30 صباحا، وقالت فانيسا أحد شهود العيان للحادث: "اتجهت إلى المخرج، ورأيت رجلاً يرتدي قميصا أسود وسروالا مرقّطا ويحمل ما بدا لي أنّها بندقية كان يصوّبها على الناس ويطلق النار مباشرة عليه، رأيت 3 أو 4 أشخاص يسقطون أرضا".

"استخدام الأسلحة في العمليات المتطرفة انتشر كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أنّ اليمين المتطرف يهتم دائما بحيازة الأسلحة كثيرة وفقا لتحريات أجهزة الشرطة".. هكذا بدأ رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب الباحث جاسم محمد حديثه لـ"الوطن"، موضحا أنّ أسباب انتشار فكر اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة يرجع إلى وصول ترامب الذي يدعم ويتبنى هذا الفكر إلى رئاسة البيت الأبيض.

ولفت جاسم إلى أنّ اليمين المتطرف لم يتنشر في أمريكا وحسب، وإنّما انتشر في جميع أوروبا، مستشهدا بحادث نيوزلندا الذي راح ضحيته الكثير من الأبرياء، ويضيف: "ظاهرة اليمين المتطرف بدأت تجتاح أوروبا، وداعمو هذا الفكر أرسلوا العديد من الرسائل لقادة أوروبا من خلال الجرائم العديدة التي ارتكبوها".

وأكد جاسم أنّ حزب اليمين المتطرف أصبح يجتاح أوروبا وكان له الأغلبية في انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي العام الماضي بسبب استغلاله لما تقوم به الجماعات الإرهابية المتطرفة من عمليات تخريبية في الغرب لخدمة مصالحه، ويتابع: "كانت هناك استطلاعات رأي في أوروبا تفيد بأنّ 50% من الأوروبيين بدأوا يرفضون موضوع اللجوء والهجرة، الذي استغله اليمين المتطرف لنشر الفوضى في أوروبا"، موضحا أنّ الحوادث تهدد السلام العالمي.


مواضيع متعلقة