من الجنون إلى الوحدة.. مصائر طاقم إسقاط "قنبلة هيروشيما"

من الجنون إلى الوحدة.. مصائر طاقم إسقاط "قنبلة هيروشيما"
- هيروشيما
- القنبلة الذرية
- الحرب العالمية الثانية
- الذكرى 74 لقنبلة هيروشيما
- اليابان
- الولايات المتحدة
- هيروشيما
- القنبلة الذرية
- الحرب العالمية الثانية
- الذكرى 74 لقنبلة هيروشيما
- اليابان
- الولايات المتحدة
في مثل هذا اليوم، السادس من أغسطس في العام 1945، استيقظ العالم على حادث مروع، لا يزال الصفحة الأكثر سودًا في تاريخ البشرية، راح ضحيته آلاف الأبرياء والمدنيين في مدينة هيروشيما، عندما أسقطت طائرة أمريكية أول قنبلة ذرية، تسببت في دمار هائل، وحدوث أكبر مذبحة جماعية في التاريخ.
وعلى الرغم من أن الطائرة التي أسقطت القنبلة الأشد فتكا في التاريخ نجت، فإن طاقمها عانى مشكلات نفسية وجسدية متعددة، نتيجة "الشعور بالذنب"، فهل تعرف ما هو مصيرهم؟
أكبر مذبحة جماعية في التاريخ
على الرغم من أن الفعل الإجرامي الذي قام به طاقم هذه الطائرة، كان بأمر من رؤسائهم، فإنه كان يتجاوز حدود المنطق والعقل، وقد عانوا من مشاكل كثيرة، ما بين الموت والجنون والوحدة والانهيار العصبي.
ووفقا لموقع mentalfloss فإن القنبلة تم إلقاؤها في الصباح، خلال توجه المدنيين إلى أعمالهم، ما تسبب في وفاة عدد كبير من البشر، يقدر بنحو 140 ألف شخص، نصفهم تقريبًا مات في نفس اللحظة التي ألقيت بها القنبلة.
وكانت بشاعة الحادث تتلخص في أن من كان في مركز القنبلة انسحق تماما وتبخرت أجسادهم بفعل ارتفاع الحرارة، ومن كان خارج مركز الانفجار فكان مصيره أسوأ، حيث عانى من حروق شديدة، جعلت من الصعب التعرف على شخصياتهم، فضلا عن أن الآثار السلبية استمرت لسنوات.
وقد أدى الأمر إلى انفجار وتدمير 80% من المباني أي نحو أكثر من 68 ألف مبني، ودرست إحدى الجامعات اليابانية الآثار الاشعاعية الناتجة عن ذلك الحادث فوجدت أن 25% من مواليد الجيل الأول من ضحايا هذه الكارثة كانوا يعانون من عيوب خِلقية.
مصير طاقم الطائرة
تعقب الكاتب الإنجليزي دافيد أنجلش طاقم الطائرة التي قذفت القنبلة الذرية، والتقى بهم، وتعرف على مصائرهم، فقد لحقتهم جميعا مصائر مأساوية.
لم يتم تكريمهم
كان طاقم الطائرة مكون من 12 طيارا من أسوأ الجنود الأمريكيين، حتى أن بعضهم كتب في تقارير أدائهم أنهم لا يصلحون للترقية أو أي منصب قيادي، وكان من بينهم مقامر محترف، وصبي لم يبلغ 19 عاما، أرسلوا جميعا بعد تلك الجريمة إلى العيادات النفسية.
ولم يتلقوا أى تكريم عسكري، ولما أبدوا تذمرهم منحوا نيشان النجمة الفضية وهو نيشان عادي، وقد سرحوا من الخدمة عسكرية، ما عدا شخصين ظلا يعملان في سلاح الطيران، ويقولان إن من أصدر أمر إلقاء القنبلة الذرية هو هاري ترومان رئيس الولايات المتحدة وقتها، فإذا كان هناك لوم فهو يقع عليه.
قائدهم كان كولونيل يدعى "بول تيبس"، هو الطيار الذي ألقى القنبلة الذرية، قامت زوجته الأولى بتطليقه، فلم تستطع تحمل العيش معه، تزوج للمرة الثانية، ثم دخل مصحة عقلية بعد أن أصيب بانهيار عصبي، ولم يكن يشعر بالأسف على ما قام به، وقد توفي عام 2007 ، وأوصى بألا يتم عمل جنازة، أو أن يوضع شاهد على قبره.
"إيثرلى" ضابط الأرصاد الجوية الذي أفتى قبل الكارثة بأن الجو صالح لضرب هيروشيما بالذات، فقد عقله بعد الحادث مباشرة بسبب هول المشهد، وقد أودع مستشفى للأمراض العقلية.
روبرت لويس مساعد قائد الطائرة أصيب بحالة هستيرية، أصبحت تلاحقه في كل تصرفات حياته، وكان يصرخ بعد إلقاء القنبلة: المدينة تختفي يا إلهي ماذا فعلنا؟ وقد توفي عام 1983 بسكتة قلبية.
أما بيتر بيرنز المهندس الإلكتروني حاول أن يبحث عن دين يغفر له ما فعله، فحاول أن يعتنق المسيحية المذهب الكاثوليكي ثم البروتستانتي لكنه لم يجد ما يريد، فأصبح ملحدا.
روبرت شومارد، ظل 3 سنوات يعاني من مشاكل خلال النوم، ويستيقظ يوميا وهو يصرخ "السحابة .. السحابة"، وصرح أنه لا يشعر بالفخر لما قام به، لكنه فخورا باختياره ضمن الطاقم.
المقامر تيودور كيرك ملاح الطائرة، عانى من الانهيار العصبي لسنوات، وبعد أن تماثل للشفاء، شاهد تقريرا عن ضحايا القنبلة الذرية، فعاوده الانهيار مرة أخرى، ولم يشف منه.
ريتشارد نيلسون، أصغر الملاحين، توفي في 2003 بالسرطان، وعانى خلال حياته من خطابات الكراهية والسب والقذف بسبب اشتراكه ضمن طاقم الطائرة.
بارسونز، العالم الذري ركب الجزء الفعال في القنبلة الذرية، صرعه التفكير في نتيجة أفعاله، فمات عام 1952 بأزمة قلبية، أما مساعده "موريس جيبسون" فقد تركته زوجته هو الآخر، قالت إنها لا تريد أن تعيش مع قاتل، فعاش وحيدًا في نيوجيرسي، ورفض أن يتكلم عن الذرة أو ما يتعلق بها مرة أخرى.
الرقيب وايت دوزنبري كان يعمل مهندسا جويا، ويرى أن مهمة اسقاط القنبلة النووية على هيروشيما هي شرف بالنسبة له، وأنه كان عليه تنفيذ أوامر القادة، وفعل أي شيء لصالح بلاده.
وقد استمر بالقوات الجوية، وقال "أشعر أننا إن لم نسقط هذه القنبلة لكلفنا الأمر آلاف أروح الجنود الأمريكان"، وقد توفي عام 1992 بأزمة قلبية.