أميمة وزوجها الحسيني في ليلة "معهد الأورام".. حين اشترك السرطان والإخوان في القتل

كتب:  سارة صلاح

أميمة وزوجها الحسيني في ليلة "معهد الأورام".. حين اشترك السرطان والإخوان في القتل

أميمة وزوجها الحسيني في ليلة "معهد الأورام".. حين اشترك السرطان والإخوان في القتل

على أحد الأرصفة المقابلة لمشرحة زينهم، جلست "أميمة" متشحة بالسواد تبكي بحرقة على زوجها الذي توفي أمس الأول في حادث معهد الأورام أثناء تلقيه جلسة الكيماوي، ومن حولها بعض أقاربها في محاولة لتهدئتها من نوبة البكاء الهستيري التي بدت واضحة على ملامح وجهها، تقول بصوت مبحوح: "حبيبي راح يا ناس، سايبنا لمين في الدنيا دي، مين هيربي عيالنا من بعدك، ربنا ينتقم من اللي عمل فينا كده".

تروي أميمة ما حدث لهم في تلك الليلة، قائلة بحسرة شديدة إنها جاءت وزوجها "الحسيني علي"، 41 سنة، للمعهد قبل 3 أيام من الحادث للحصول على جلسة الكيماوي التي اعتاد عليها منذ 10 أشهر، وبعد وضعه على الأجهزة بدقائق قليلة فوجئت بسماع صوت عال داخل المبنى وسقوط بعض حوائط المبنى فوقها، فانتفضت من مكانها مسرعة نحو زوجها لتجد كافة الأجهزة تعطلت، وفقا لكلامها: "لما بدأ الجلسة سبته ورحت أجيب تلج ليه، فجأة كل الدنيا اتقلبت، و فيه دخان شديد في المكان، وفجأة النور قطع، بقيت ماشيه بالكشاف وسامعه صوت صراخ عيال وأسر ومش فاهمه فيه إيه، رحت لقيت جوزي بينهج جامد وجاتله تشنجات بسبب نقص الأكسجين"، خرجت "أميمة" من غرفة زوجها الذي كان يعمل مدرسا متجهه بسرعة نحو قسم التمريض، أملا في إنقاذه، ليخبرها أحد الممرضين بأن عليها بالخروج من المعهد بعدما اشتعلت النيران بأجزاء منه.

وأضافت بصوت منخفض: "قال اجري يا بنتى بسرعة النار هتمسك فيكي، قولتله مش هسيب جوزي، ورجعتله بسرعة أعمله تنفس صناعي بس مالحقتش ومات على إيدي".

لم يكن "الحسيني" وحده داخل الغرفة، إنما كانت معه طفلة أخرى تبلغ من العمر 14 عاما، حسب كلام "أميمة"، حاولت إنقاذها بوضعها على كرسي متحرك: "لفيتها بملاية السرير وحطتها على الكرسي وبعدتها عن النار، مالهاش ذنب مش كفاية اللي بيشوفوه في تعبهم".


مواضيع متعلقة