انفجار ميكروباص في حادث معهد الأورام.. ووفاة وإصابة ركابه: "الفرح اتقلب مأتم"

انفجار ميكروباص في حادث معهد الأورام.. ووفاة وإصابة ركابه: "الفرح اتقلب مأتم"
- الأب المكلوم
- الرعاية المركزة
- تصاريح الدفن
- تفاصيل الحادث
- حفلات الزفاف
- سامح مباشر
- سيارات الإسعاف
- صباح اليوم
- طارق شوقى
- معهد الأورام
- الأب المكلوم
- الرعاية المركزة
- تصاريح الدفن
- تفاصيل الحادث
- حفلات الزفاف
- سامح مباشر
- سيارات الإسعاف
- صباح اليوم
- طارق شوقى
- معهد الأورام
بكاء ونحيب وعويل، انطلق من عنبر ثلاجات الموتى، ووصل صداه إلى بوابات الطوارئ داخل مستشفى قصر العينى التعليمى، كعنوان لليلة مرعبة وحزينة، فقد فيها هيثم طلخان أبورحمة، نجله محمد، 14 عاماً، وآخرين من عائلته، فى الحادث الإرهابي الضخم، الذى وقع مساء أمس، أمام بوابة معهد الأورام.
تضم قائمة ضحايا عائلة هيثم، أحد أقاربه محمد فرج، 45 عاماً، والذى يعمل مدرساً وابنته هناء محمد فرج، 10 أعوام، بينما كانت ترقد زوجته فى حالة خطرة على أجهزة التنفس داخل إحدى غرف الرعاية المركزة بقصر العينى، لمدة ساعات قبل أن تفارق الحياة، وأبناء أعمامه سامح أبورحمة، 35 عاماً وزوجته، بالإضافة إلى فرج أبورحمة، الشاب العشرينى وزوجته وطفليه.
"هيثم": كنا راجعين من فرح والميكروباص عطلته عربية ملاكى وفجأة اتشال من على الأرض وانفجر.. وهناك 4 أفراد لم يتم العثور عليهم
يروى «هيثم» تفاصيل الحادث قائلاً «كنا راجعين من فرح وجايبين مكروباصين، الميكروباص اللى كان فيه ابنى وكل اللى ماتوا كان سابقنا بشوية وإحنا كنا وراهم والميكروباص عطلته عربية ملاكى وفجأة لقينا الميكروباص بيتشال من على الأرض وانفجر وشُفت جثث ولاد أخويا وهى بتطير وبتُقع فى النيل».
نقل أطفال معهد السرطان لـ"قصر العينى"
دقائق قليلة وصلت بعدها سيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار وبدأت فى نقل الجثث إلى مستشفيات قصر العينى والمنيرة ومعهد ناصر، يتابع الرجل الأربعينى، الذى لم تتوقف دموعه منذ ليلة أمس، وتلطخت ملابسه بدماء نجله وأبناء إخوته، قائلاً إنه بعد الانفجار مباشرة وقبل أن تخمد النيران توجه دون وعى إلى الميكروباص وحمل نجله الذى انفجر رأسه وتدلى مخه خارجه وتهشمت أضلاع قفصه الصدرى ليتوفى فى أحضانه، قبل أن يصل إلى المستشفى، بينما تفحمت جثة شقيقه محمد فرج بالكامل.
وأمام ثلاجة الموتى وعلى الأرض جلست زوجة هيثم وهى تتشح بالسواد وقد فقدت النطق من هول صدمة فقدان نجلها، وأخذت دموعها تنهمر فوق خديها، بينما جلست شقيقاتها إلى جوارها يحاولن التخفيف عنها وطالبن بسرعة استخراج تصاريح الدفن ليتمكنّ من دفن ذويهن الذين يرقدون منذ اليوم فى ثلاجة الموتى، وتقول إحدى شقيقاتها إنهم لم يتعرفوا على أحد المتوفين لشدة التشوهات التى لحقت به، وتتابع: «فيه اتنين من اللى ماتوا كانوا حتت لحم متفحمة وماتعرّفناش عليهم غير من الساعة وحتة من بواقى الهدوم اللى كانوا لابسينها».
ويتابع الأب المكلوم أن هناك 4 أفراد من عائلته لم يتم العثور عليهم حتى اللحظة، هم طارق شوقى 45 عاماً وفرج سيد 26 عاماً وطفلان هما يوسف محمد فرج 8 سنوات وفرج محمد فرج 13 عاماً، يقول «هيثم» إنه بعد الحادث بساعات وتحديداً فى وقت مبكر من صباح اليوم عثر أقاربه أثناء بحثهم عن المفقودين على أحذية للأطفال المفقودة فى مياه النيل المقابلة للمعهد، فى الوقت الذى يشير فيه هيثم إلى أن عمليات البحث التى تمت من خلال الجهات المختصة أكدت عدم وجود آثار للجثث فى النيل.
المعاناة ذاتها عايشها سامح سيد 30 عاماً الذى فقد 3 من أفراد عائلته أثناء عودتهم من إحدى حفلات الزفاف فى منطقة الزمالك حيث يقول: «كنا فى فرح واضطريت أمشى بدرى وعلى الساعة 11 كده لقيت تليفونى بيرن وحد بيقول لى الحقنا عربيتنا ولعت وخالاتك بيولعوا وبيموتوا»، توجه بعدها سامح مباشرة إلى مكان الانفجار حيث يصف المشهد بالمهول ويتابع: «لقيت جثث ناس متفحمة وقرايبى على الأرض بينزفوا، وتنوعت الإصابات بين شرخ فى الجمجمة ونزيف فى المخ والكبد واستئصال للكلى نتيجة تهتكها».
لم تتوقف المعاناة عند المصابين الذين لقوا مصرعهم بشكل مباشر وسريع جراء الانفجار ولكن امتدت لتصل إلى محتجزى غرف الرعاية المركزة داخل معهد الأورام الذى تهشمت واجهته الخارجية بالإضافة إلى الدور الأرضى بحسب أحمد إسماعيل والد دنيا الشابة ذات الـ22 عاماً، والتى تعانى من ورم سرطانى على المبيض وتدهورت حالتها بشكل كبير مساء الجمعة الماضى واضطر الأطباء إلى إدخالها غرفة الرعاية، إلاّ أنه بسبب الانفجار تم إخلاء المعهد بما فى ذلك الرعاية، وتحويل جميع الحالات إلى مستشفى قصر العينى ومستشفى هرمل.
وتقول خالة دنيا إنّ ابنة أختها كانت من ضمن الحالات التى تمّ إيداعها الرعاية فى قصر العينى: «قالوا لنا هنوديها الرعاية فى القصر لحد ما ييجى دكاترة الرعاية بتوع معهد الأورام عشان الرعاية بتاعة القصر لحالات الأورام البسيطة لكن حالة دنيا متقدمة وخطيرة وده خلاها ماعندهاش مناعة خالص وجاتلها سخونية ومنعونا ندخل نشوفها، ولما اتسحبت وقدرت أدخل لقيت الممرضات بيعملوا لها كمادات بالميه مكان مريض تانى»، واصفة الوضع داخل الرعاية بالمزرى والفوضوى.
بينما تساءل إسماعيل قائلاً «إزاى يجيبوا مرضى أورام للقصر من غير الدكاترة بتوعهم اللى متابعين حالتهم؟»، مطالباً بضرورة نقل ابنته إلى مستشفى هرمل الذى يوفر رعاية مناسبة لمن هم فى مثل حالة ابنته.