روسيا وتركيا وقطر عن "حرب الخليج".. الدب يتخوف و"الأخوان" يدعمان ترامب

كتب: محمد الليثي

روسيا وتركيا وقطر عن "حرب الخليج".. الدب يتخوف و"الأخوان" يدعمان ترامب

روسيا وتركيا وقطر عن "حرب الخليج".. الدب يتخوف و"الأخوان" يدعمان ترامب

كـ«قطع الشطرنج».. أصبحت المواقف الدولية على الساحة تختلف بين لحظة والأخرى سعيًا لدولة ما وراء مصالحها التي بيد دولة أو تحالف ما، وفي أزمة الخليج الحالية بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفاءها من جهة أخرى التي تشتعل يومًا تلو الآخر، مؤشرات قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية ولو بنسبة قليلة، فذلك الحين يحمل بالطبع العديد من المفاجآت بشأن تأييد الدول للأطراف المختلفة، مثل تركيا صاحبة التوتر في العلاقات الفترة الأخيرة مع الولايات المتحدة بسبب شراء منظومة «إس 400» الصاروخية الدفاعية من روسيا في خطوة أغضبت واشنطن كثيرًا، ومثل الدب الروسي المنافس للولايات المتحدة دائمًا، فضلًا عن «قطر» الدولة الخليجية التي تستضيف على أراضيها قاعدة العديد الأمريكية التي قامت بتجديدها على حساب أموال القطريين في الفترة الأخيرة، ويبقى التساءل: «أي طرف ستؤيده تلك الدول حال نشوب الحرب؟».

يوري زنين: موسكو تعلم جيدا العواقب الخطيرة للحرب لذلك تدعو إلى التهدئة والحوار.. وليس لنا اتفاقية صداقة مع إيران

المحلل السياسي الروسي، يوري زنين، قال إن روسيا تنظر إلى سيناريو الحرب بالحظر والتخوف وأنها ضد تحويل هذا الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران إلى حرب، لافتًا أن روسيا كانت دائمًا تدعو للبحث عن إمكانية التقارب والتفاوض بين الجانبين من أجل تفادي سيناريو اشتعال الحرب.

زنين أضاف لـ«الوطن» من العاصمة الروسية موسكو، أن روسيا لديها علاقات جيدة مع إيران ودائمًا ما تجدد موقفها بشأن الأزمة الحالية وهو الحوار، مشيرًا إلى أن روسيا ضد تحويل الأمر لحرب لأنها تعلم العواقب الخطيرة التي تنتج عن تلك الحرب على المنطقة العربية، وعلى منطقة آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، لهذا ليس في صالح روسيا أن يشتعل هذا الخلاف.

وأوضح أنه «ليس بيننا وإيران أي اتفاق صداقة أو دعم، ولهذا روسيا غير مرتبطة بأي موقف مع إيران في الحرب المرتقبة إذا وقعت»، مستطردًا: «روسيا ضد إشعال أي حرب وتحاول بأي طريقة من الطرق خفض ذلك التوتر الذي وقع بين الدولتين، كما أشار إلى أن روسيا أحد المشتركين في الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدًا أن موقفها لا يزال كما هو وتتمسك في ضرورة تنفيذ الاتفاق النووي ولذلك فهي تدعي الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير موقفها لأنها السبب في هذا التوتر بعد الانسحاب من هذا الاتفاق «الجيد جدًا»، كما أنه يعد مخرج جيد للولايات المتحدة، فالخطر يأتي من الرفض الأمريكي، فإذا عادت سيكون أفضل.

نضال السبع: قطر وتركيا ستدعمان الأمريكان.. وخلاف «أنقرة-واشنطن» حول «إس 400» لن يرقى إلى كسر العلاقة

من جانبه، يرى المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع، أن اشتعال حرب في الفترة المقبلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران أمر مُستبعد لعدد من الأسباب والمؤشرات من ضمنها الانسحاب الأمريكي من سوريا، فضلًا عن انسحابها من دعم المعارضة السورية، فالنظام الأمريكي يترك ملفات المنطقة ومشاكلها، بالإضافة إلى أن ترامب مقبل على عملية انتخابية في الولايات المتحدة الأمريكي، فهو لا يتحمل سقوط 10 جنود فقط في الخليج لان هذا الأمر من الممكن أن يؤثر على انتخاباته المقبلة ويؤدي إلى سقوطه.

وأضاف السبع لـ«الوطن»: «حسب تقديراتي الشخصية لن تكون هناك حربًا»، أما عن الموقف التركي إذا نشبت حربًا بين الولايات المتحدة وإيران، فرأى أن تركيا ستكون في الصف الأمريكي على الرغم من التوتر في العلاقات الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن تركيا بها قاعدة «إنجرليك» الأمريكية.

وتابع: «أعتقد أن تركيا منذ سقوط الدولة لعثمانية، وعمليا هي تتمتع بعلاقات جيدة ومميزة مع الأمريكان، علينا أن نتذكر جيدًا أن ما يُسمى بالربيع العربي لم يُطبخ إلا بتعاون أمريكي تركي، عمليًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية عرابين هذا المشروع الأمريكي المعروف باسم الربيع العربي، بالإضافة إلى أن غرفة عمليات كانت في تركيا لتمويل كل الأعمال العسكرية الأمنية داخل سوريا، وتمويل المعارضة في الداخل السوري، وكل ذلك كان يتم بتنسيق مشترك بين الأتراك والأمريكان».

وأكد أن هناك تناقضا بين الطرفين الأمريكي والتركي إلا أنه لن يرقى إلى كسر العلاقة، فعلى سبيل المثال في قضية القس الأمريكي أندرو برونسون كرمه الأتراك وحلوا مشكلته وأدخلوه إلى المحاكمة ولكن جرت تبرئته، إلا أنه في حالة الفلسطيني "زكي مبارك" قتله الأتراك، مشيرًا إلى أنه بالفعل هناك تباين في المواقف إلا أنهم يدركون جيدًا أن هذه خطوط حمراء لا يتجاوزونها ويغضبون الولايات المتحدة الأمريكية.

وأردف: «بالفعل شراء تركيا لمنظومة الدفاع إس 400 وترت الأجواء إلى حد معين إلا أن ذلك لن يصل إلى القطيعة أو الاشتباك السياسي والأمني والعسكري بين الطرفين إذا اندلعت المعركة، وأعتقد أن الأتراك سيلتزمون بالتوجهات الأمريكية وهذا ما صرح به الأتراك»، مشيرا إلى التباين في وجهات النظر بين الإيرانيين والأتراك حول الأكراد.

أما عن قطر فقال السبع، إن الدولة الخليجية على أراضيها قاعدة «العديد» الأمريكية التي قام أمير قطر في الفترة الأخيرة بتوسيعها مقدمًا للأمريكان مقابل مبالغ كبيرة، بالتالي قطر ستكون إلى جوار تركيا بجانب الولايات المتحدة حال اندلاع الحرب، مضيفًا أن الجانب القطري سيحاول في هذه الأثناء أن يقوم بوساطات بين طهران وواشنطن باعتباره متضررًا من هذه الحرب.


مواضيع متعلقة