خريطة ما بعد حرب الخليج 4.. الفرقاء يتحدون ضد إيران

كتب: محمد الليثي

خريطة ما بعد حرب الخليج 4.. الفرقاء يتحدون ضد إيران

خريطة ما بعد حرب الخليج 4.. الفرقاء يتحدون ضد إيران

كثيرًا ما غيرت الحروب من الخرائط السياسية على الساحة الدولية خصوصًا عندما تكون الأطراف قوى مؤثرة عالميا كالولايات المتحدة وإيران، التي تتشابكان الآن في مؤشرات قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية إذا ساءت الأمور على الرغم من أن الطرفين يكرران تأكيداتهما على عدم الرغبة في الدخول إلى مواجهة عسكرية.

الباحث في الشان الدولي مصطفى صلاح قال إنه لا شك أن الخريطة السياسية والتحالفات الإقليمية والدولية فيما يتعلق برؤية الدول لبرنامج إيران النووي ستتغير حال إقدام الولايات المتحدة الأمريكية أو أي طرف آخر توجيه ضربة عسكرية إلى طهران، خصوصًا في ظل العديد من المؤشرات التصعيدية التي تتبناها إيران في احتجاز العديد من ناقلات النفط والتي كان آخرها الناقلة البريطانية وأخرى جزائرية في مضيق هرمز وإرغامها على عدم الدخول في المياه الإقليمية الإيرانية.

وأضاف، "بالتالي هذه الأمور وحدت العديد من الفرقاء خصوصا أن الموقف الأوروبي كان مناوئا للسياسيات الأمريكية بالانسحاب بصورة منفردة من الاتفاق النووي الإيراني".

مصطفى صلاح: مساران حال التصعيد الأمريكي ضد إيران

وتابع مصطفى، لـ "الوطن"، أن الأمر بات الآن أكثر وضوحًا في ما يتعلق بتقوية التحالف أو إضفاء شرعية دولية أكثر على قرارات الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد ذلك خصوصًا في ظل انتهاج بريطانيا أو العديد من الدول الأوروبية سياسات تصعيدية على خلفية التصعيد الإيراني في ما يتعلق باحتجاز ناقلات النفط.

وقال صلاح إن خريطة التحالفات حال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لإيران ستشهد حالة من التعاون بين الجانبين الأمريكي والأوروبي، خصوصا في ظل ارتباط مصالح الطرفين الاقتصادية بهذا الاتفاق أو بالسياسات الإيرانية القائمة على التصعيد الموجه للولايات المتحدة الأمريكية أو مصالح دول المنطقة، بالتالي ستعمل دول مثل ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا بجانب الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن كانوا في السابق مختلفين حول الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، لافتا إلى أن هناك بعض الوقائع القانونية التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية لإضفاء شرعية قانونية من خلال مجلس الأمن أو تكوين تحالفات أممية في منطقة الخليج العربية، الأمر الذي ينعكس على فكرة تضييق الخناق بصورة كبيرة على طهران ما يدفعها إلى مسار من مسارين فقط.

صلاح أوضح أن المسار الأول هو الرضوخ الإيراني للعقوبات والرجوع لطاولة المفاوضات وفقًا للشروط الدولية، أما الثاني يتعلق يتعلق بانتهاج سياسة تصعيدية أكثر من التي كانت تنتهجها من قبل، وتابع: "الأمور الآن باتت مرهونة بمستوى التفاهمات أو حقيقة الأمور على الأرض في ما يتعلق بالتنازلات المتبادلة بين الفرقاء وخصوصا الطرفين الأساسيين وهما الولايات المتحدة الأمريكية وإيران"، مضيفا: "ولكن هناك العديد من المؤشرات التي تعد يمثابة دلالات على عدم حدوث ضربات عسكرية على طهران وخصوصًا الإعلان المتبادل عن عدم الرغبة في خوض حرب في المنطقة، بالتالي فإن الخريطة السياسية الآن ستختلف في المجمل عن الخريطة السياسية في حال توجيه ضربة عسكرية على طهران، ولكن المتغير الإيراني هو الذي سيحدد مدى تغير هذه الخريطة وخصوصًا أن إيران هي المتحكمة في ذلك، فكانت من قبل تستخوذ على الاهتمام الأوروبي في ما يتعلق بمواجهة واشنطن، ولكن هذا الأمر اختلف كثيرًا بعدما تم استهداف ناقالات النفط التابعة لبعض الدول الأوروبية والتي كانت أحد الموقعين على الاتفاق النووي عام 2015، بالتالي إيران هي من ستحدد من سيكون معها ومن سيكون ضدها".

سوران بالاني: طهران لن تستطيع الصمود أمام أمريكا

من جانبه، قال المحلل السياسي الإيراني سوران بالاني، إنه حال اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، لن تتحمل إيران القوة والهيمنة العسكرية الأمريكية الضخمة، حيث إن لها قدرات عالية تستطيع كسر القوات العسكرية الإيرانية، ومن ثم ستتغير الأوضاع الإقليمية والدولية لأن إيران لديها أجنحة عسكرية وعملاء في دول أخرى مثل العراق والبحرين وسوريا وفلسطين واليمن، مشيرًا إلى أن لديها في اليمن تواجد عسكري وأمني واستخباراتي.

وأضاف لـ"الوطن" أنه طالما هناك وجود للقوات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط وبعض الدول العربية لن يكون هناك استقرارا أمنيًا لأن إيران تريد تشكيل إمبراطورية فارسية شيعية، وفي هذا الطريق أنفقت إيران مليارات من أموال الشعوب الإيرانية التي تعيش في جوع وفي أوضاع سيئة، وذلك من أجل بناء استراتيجية لمواجهة القوات الأمريكية.

وتابع: "إذا وقعت تلك الحرب لدي ثقة كاملة أن إيران ستخسر فيها، وإذا لم تسقط الدولة الإيرانية ستتراجع إلى الداخل وستسقط في الدول الأخرى حيث نفوذها، ولن تستطيع آنذاك دعم وتمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في الدول الأخرى، وسقوط إيران سيؤدي إلى ترسيم جديد للمنطقة لأن إيران بها العديد من القوميات والشعوب المختلفة، فمن المرجح أن تقوم إحدى الجماعات منهم بالاستقلال وينفصلون عن الإدارة التاريخية والجغرافية لإيران، مثل الأهواز والأكراد والبلوش"، لافتًا إلى أنه في هذا التوقيت سيكون لتلك الأقوام دورًا في العلاقات الإقليمية مع الدول، سيكون مستقبل إيران بدون مشاكل مع دول الخليج ودول الجوار، مؤكدًا أنه بسقوط إيران سيشهد الشرق الأوسط من الناحية الأمنية استقرارا.

أما على الصعيد الدولي، فقال المحلل السياسي الخبير في الشأن الإيراني، بأن إيران دولة لديها مخاطرات عالمية بسبب محاولاتها لتخصيب اليورانيوم، وإذا امتلكت القنبلة النووية سيكون هناك مخاطر كبيرة على الأمن العالمي.


مواضيع متعلقة