"قاهرو الإعاقة والسُمر ولادنا".. منصة مؤتمرات الشباب تقصف جبهة التنمر

كتب: عبدالرحمن قناوي

"قاهرو الإعاقة والسُمر ولادنا".. منصة مؤتمرات الشباب تقصف جبهة التنمر

"قاهرو الإعاقة والسُمر ولادنا".. منصة مؤتمرات الشباب تقصف جبهة التنمر

منذ انطلاق فكرة مؤتمرات ومنتديات الشباب في مصر، تحولت منصة تلك المنتديات إلى ساحة كبرى للشباب للتعبير عن آرائهم وطموحاتهم ورؤاهم وأفكارهم ومشاركتها مع الآخرين، مع إمكانية تحولها إلى واقع ملموس، كما أصبحت تلك المنصة كذلك مكانًا لتكريم المجتهدين والمميزين في كل المجالات، وتقدير جهود كل من ساهم في خدمة المجتمع أو حقق إنجازًا ملموسًا أو قاوم الظروف وتخطى المعوقات للوصول لما يطمح له.

مع مرور الوقت وتوالي المؤتمرات الشبابية من مؤتمرات الشباب لمنتديات شباب العالم وحتى الملتقى العربي الأفريقي، تطور دور وأهمية وأهداف منصة المؤتمرات الشبابية، حيث أصبحت تطمح إلى أهداف أعمق من مجرد طرح الأفكار والرؤى، كمحاربة ومقاومة التنمر من خلال الرسائل التي تحرص تلك المؤتمرات، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإيصالها باستقبال وتكريم هؤلاء الذين تعرضوا للتنمر كثيرًا.

ياسين الزغبي يجاور الرئيس في مؤتمر الشباب الرابع

مواقف عديدة شهدتها مؤتمرات الشباب، كانت رسالة "لا للتنمر" عنوانها الرئيسي، حتى لو لم يكن معلنًا، حيث ظهر أحد الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يدعى ياسين الزغبي، بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الرابع للشباب في الإسكندرية، كما عرض عن قصته فيلم تسجيلي في نفس الجلسة، وكرّمه الرئيس فوق منصة المؤتمر.

ياسين الزغبي طالب بالمرحلة الثانوية، يهوي ركوب الدراجات، فقد ساقه في حادث سير منذ سنوات، ليقرر التحدي واستكمال طريقه بطرف صناعي ليتحول إلى قصة كفاح مفعمة بالأمل واستكمل مسيرته وممارسته لهوايته المفضلة في ركوب الدرجات، والخروج في جولات أسبوعية لركوب الدراجات بصحبة فريق "GBI".

أحمد رأفت يستوقف الرئيس في  مؤتمر الشباب ويجاوره في منتدى العالم

الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة كذلك تواصل خلال منتديات الشباب من خلال المهندس أحمد رأفت، الذي استوقف، من فوق كرسيه المتحرك، الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليستجيب لطلبه واستمع إلى حديثه دون مقاطعة، ليربت على يديه ويعطيه الميكروفون ليستمع جميع حضور المؤتمر الوطني للشباب المنعقد بالإسماعيلية في أبريل عام 2017.

أحمد الذي يعمل حاليا مديرا لقسم السوشيال ميديا بالشركة الوطنية للمعارض والمؤتمرات الدولية، ظهر مرة أخرى كمتحدث خلال جلسات منتدى شباب العالم 2018 بشرم الشيخ، حيث كان موقعه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى في الصفوف الأمامية بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل أن يتحدث من على منصة المنتدى خلال الجلسات التالية.

أم كلثوم "مؤتمر الشباب" تغني والرئيس يستمع لها

وخلال مؤتمر الشباب السابع، المنعقد حاليًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، ظهرت الفتاة هديل ماجد، المصابة بمتلازمة داون، خلال الجلسة الافتتاحية، وتحدثت عن نفسها خلال الحفل من فوق المنصة، معرفةً نفسها بأنها "أم كلثوم مؤتمر الشباب"، وطلبت من الرئيس الغناء أمامه وأن يّسمع صوتها على الهواء، ليستجيب لطلبها قائلًا: "ده أنا نفسي أسمع صوتك".

وقالت "ماجد"، إنها خريجة كلية الآداب قسم فلسفة، وتتمتع بصوت جذاب، وكانت تتمنى الالتحاق في كلية تربية موسيقية ولكنها لم تتمكن من ذلك، مؤكدة أنها فور انتهائها من دارستها في كلية الآداب التحقت بأكاديمية الفنون، وأدت أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم، وسط تصفيق حاد من الجميع، وفور الانتهاء من غنائها، صعد الرئيس عبد الفتاح السيسي على منصة المؤتمر، وسّلم عليها واتكأت عليه حتى نزولها من على المنصة.

السيسي يستقبل مريم فتح الباب بنفسه في المؤتمر الرابع للشباب

وخلال المؤتمر الرابع للشباب، الذي احتضنته الإسكندرية، في يوليو 2017، حرص السيسي على أن تجاوره في الجلسة الافتتاحية، الطالبة مريم فتح الباب، من بين أوائل الثانوية العامة، والتي لم تخجل من الإفصاح عن مهنة والدها بكونه كان يعمل "بواب"، حيث جرى دعوتها من مؤسسة الرئاسة لحضور المؤتمر، ووقف الرئيس السيسي واستقبلها على المنصة بجواره.

منار قاهرة الشيخوخة تجاور الرئيس في مؤتمر الشباب السابع

منار السعيد "قاهرة الشيخوخة"، تلك الفتاة  صاحبة الـ22 عامًا، التي أصيبت بمرض نادر منذ صغرها تسبب في ظهور وسيطرة التجاعيد على وجهها وأظهرها وكأنها بنت المائة عام، ولم يتوقف المرض عند هذا الحد بل تفاقم ليؤثر على أحبالها الصوتية وشكل جسدها العام، ظهرت جالسةً بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع للشباب بالعاصمة الإدارية الجديدة.

مؤتمرات ومنتديات الشباب شهدت اهتمام خاص بالأفارقة

الأفارقة وأصحاب البشرة السمراء، كان لهم نصيب الأسد من الاهتمام خلال المؤتمرات الشبابية المختلفة، حيث ظهر المشاركون الأفارقة من الدول المختلفة في منتدى شبابا العالم بنسختيه، كما استقبلت محافظة أسوان خلال شهر مارس الماضي  الملتقى العربي الأفريقي، ومنذ ساعات قليلة شهد الرئيس السيسي تخرج الدفعة الأولى من برنامج تأهيل الشباب الأفريقي، خلال اليوم الثاني لمؤتمر الشباب السابع.

الاهتمام بالفئات الأكثر تعرضًا للتنمر خلال مؤتمرات الشباب أمر جيد، وله أثر في طريقة تعامل المجتمع مع هذه الفئات، وفقًا للدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، حيث تمثل التغطية الإعلامية المميزة لتلك المؤتمرات عاملًا مهمًا يجعل تأثيرها أكبر على طريقة تفكير المجتمع، نتيجة وصولها لأكبر شريحة ممكنة من الجماهير.

صادق أضاف لـ"الوطن" أن اهتمام رئيس الجمهورية كذلك بتلك الفئات خلال مؤتمرات الشباب، والحرص على استقبالهم بنفسه ومجاورتهم، يعد رسالة من القيادة السياسية أن الدولة تقف بقوتها ضد التنمر، كما أن ذلك الاهتمام يعتبر نقطة انطلاق قوية لحملات مضادة ومقاومة للتنمر، تكون قاعدتها قوية ومبنية على اهتمام رئيس الدولة.

أساتذة علم اجتماع: مؤتمرات الشباب قاعدة انطلاق للقضاء على التنمر

وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن مقاومة التنمر من خلال منصة مؤتمرات الشباب، يمكن أن يكون بداية لطرق أبواب القضايا الشائكة في المجتمع والمسكوت عنها، وخطوة جيدة على طريق التخلي عن إنكار المشكلات التي تواجه المجتمع ومواجهتها والقضاء عليها والتخلص منها، عن طريق تبني خطاب معاكس للخطاب المعادي للغير.

من جانبه، قال الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع، إن منصة مؤتمرات الشباب تحولت إلى قاعدة لمواجهة التنمر من خلال استقبال وتكريم الشباب والنماذج المشرفة والناجحة من الفئات الأكثر تعرضًا للتنمر في المجتمع، حيث تعتبر تلك المؤتمرات فرصة جيدة لتحقيق تلك الأهداف بسبب الاهتمام الإعلامي والسياسي بها.

وأضاف أبو حسين في تصريحات لـ"الوطن" أنه على الرغم من تأثير تلك المؤتمرات، إلا أن مشكلة  التنمر بتلك الفئات تحتاج لعلاج من أساس المجتمع عن طريق وضع آلية ثابتة ومحددة، تحفظ لهذه الفئات حقوقها وتضمن لها تعاملًا آدميًا، وسن القوانين الحازمة وتفعيلها لمواجهة تلك الظاهرة.

 


مواضيع متعلقة