من الإحباط للتكريم في مؤتمر الشباب.. حكاية هيثم مؤسس "عربية الحواديت"

كتب: رضوى هاشم

من الإحباط للتكريم في مؤتمر الشباب.. حكاية هيثم مؤسس "عربية الحواديت"

من الإحباط للتكريم في مؤتمر الشباب.. حكاية هيثم مؤسس "عربية الحواديت"

لم يكن هيثم السيد، مؤسس "عربية الحواديت"، يعلم وهو يخطو خطواته الأولى نحو مبادرته أنه سيصل يوما إلى التكريم بمؤتمر الشباب، وأن يصافح الرئيس يدا بيد.

يعمل هيثم مدرساً في قرية "دوامة" بالشرقية، حيث لن تجد مركزاً ثقافياً أو نادي شباب أو حتى مكتبة عامة بدأ رحلته مع عربة الحواديت بطفل أستوقفه ليطلب منه أحد الكتب التي كان يحملها، والتي كانت بالنسبة للطفل هدية لا تقدر بثمن وبالنسبة لهيثم سعاده عارمة وطريق نحو مبادرة جاب بها مصر من النوبة وحتى الدلتا من الأسكندرية وحتى الصعيد ليقضي هو و10 آخرون، 3 سنوات يتنقلون بين قرى ونجوع مصر لتوزيع 53 ألف كتاب مجاناً، وعقدوا 92 ورشة حكى و75 ورشة رسم و80 جلسة قراءة وأيضاً 62 ورشة تعليم كتابة.

رحلة ابن الشرقية لم تكن مروشة بالورود بل واجه الأشواك بنفاد الكتب حينا، ورفض أحد وزراء الثقافة السابقين دعمه بكتب الوزارة المخزنة بالمئات بحجة أن دعم مبادرة ستجبره أن يدعم مبادرات أخرى. 

بدأ "هيثم" رحلة توزيع الكتب والمجلات والقصص على أطفال قريته ممن لن يستطيعوا السفر إلى المراكز الثقافية في المدينة، فأخذ يتجول في "دوامة" ويطرق أبواب الجيران ليعطي أطفال المنزل قصصاً ومجلات، وينظم ندوات لحكي "الحواديت"، ليتناقل الناس أخبار تجولاته وندواته المجانية، فما كان من القرى والكفور المجاورة إلا أن طلبوا أن يكون لأطفالهم نصيب، وسعى إليه تلاميذه الكبار يطلبون مساعدته وأن يكونوا جزءاً من "عربية الحواديت" التي أصبح الأطفال والأهالي ينتظرون وصولها إليهم في جميع المحافظات، بعد أن دشن الشباب صفحة للنشاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تحديات مادية وأخرى تتعلق بالأمية تواجه حكائي الحواديت، لكنهم في كل مرة ينتصرون لإرادتهم كي يخطوا خطوات جديدة نحو حلم "كتاب في إيد كل طفل ومليون كتاب مجاني في 10 سنين"، حتى يصبح الكتاب كائناً حياً يكبر كلما كبر قارئه، وبهذا العزم تمكّن فريق الحواديت في 4 أشهر من العمل المكثف من عمل جلسات تعليم القراءة وجلسات القراءة بالفصحى، وكيفية اختيار الكتاب لـ25 طفلاً لم يسبق أن مسكت أيديهم كتاباً من قبل، حتى تمكن اثنان منهم من المشاركة في تصفيات تحدى القراءة العربي على مستوى مصر بـ60 كتاباً بدلاً من 50 كما حددت شروط المسابقة.

رحلات عربية الحواديت تقدم في 3 ساعات ورش رسم يحول فيها الأطفال ما قرأوه إلى صور مرسومة، وورش قراءة تحليلية يتخيل فيها الطفل ما يريد تغييره في القصة لو كان هو المؤلف، وورش حكى جماعية، كل ذلك يمكنه أن يتوقف دون دعم المؤسسات الثقافية ورجال الأعمال ونجوم المجتمع مثل دعمهم لكرة القدم وغيرها، حتى لو كان هذا الدعم بالكتابة عن المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، كما أن مؤسسات المجتمع المدنى جميعها تهتم بتنمية الإنسان بإمداد المنازل بالمياه والملابس دون النظر إلى أن بناء الإنسان يبدأ من بناء طفل مثقف وواع، وفقاً لمؤسس عربية الحواديت.

 


مواضيع متعلقة