بينها العطور والطعام.. منتجات مصنوعة من الجسم البشري

كتب: مصطفى الصبري

بينها العطور والطعام.. منتجات مصنوعة من الجسم البشري

بينها العطور والطعام.. منتجات مصنوعة من الجسم البشري

يفحص البعض الملصقات الموجودة على معظم المنتجات التي نستخدمها بعناية، ولكن البعض الآخر لا يهتم سوى باستخدام هذه المنتجات على أي حال، ولكن كيف سيكون شعورك إذا اكتشفت أن طعامك أو عطرك يحتوي على أجزاء من جسم الإنسان؟

يوجد كثير من المنتجات التي نستخدمها تحتوي مكوناتها على رفات بشرية، وهناك أيضا منتجات ظل الإنسان يستخدمها على مدى القرون الماضية دون أن يعرف أنها من جسم الإنسان، ونستعرض في السطور التالية أبرز المنتجات التي يدخل جسم الإنسان في صناعتها، بحسب موقع "list verse".

الماس

خلال السنوات القليلة الماضية، انتشرت العديد من الشركات التي تعرض تحويل البقايا المحترقة للإنسان والحيوانات الميتة إلى ألماس، أو كما يفضلون تسميته "الماس التذكاري".

وتنجح هذه العملية لتحويل بقايا جسم الإنسان إلى ألماس لأن الماس مصنوع من الكربون، وهو ثاني أكثر العنصر وفرة في أجسامنا.

تبدأ العملية مع حرق الجثث، إذ ينتج جسم الإنسان عدة أرطال من الرماد بعد حرقه، وبعد تنقيته يحصل العلماء على كربون نقي بنسبة 99 %، و1 % من البورون، الذي يتم تركه لأنه يحتوي على خصائص متطابقة تقريبًا للكربون، مما يجعل من الصعب فصله. وهذا البورون يجعل الماس الأزرق.

ومن المثير للاهتمام أن الماس المصنوع من الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الكيميائي بينما كانوا على قيد الحياة غالباً ما يكون أخف من الماس المصنوع من أشخاص لم يفعلوا ذلك، وهذا لأن العلاج الكيميائي غالباً ما يقلل من محتوى البورون في الجسم.

الدواء

قبل بضعة قرون، تحول العديد من الأوروبيين إلى أكلة لحوم البشر عن غير قصد بعد تناول الأدوية المصنوعة من العظام والدم والدهون من الأحياء والأموات.

يعتقد الناس اليوم أن هذه الأدوية كانت علاج مجموعة واسعة من الأمراض، إذ كانت الجماجم تطحن إلى مسحوق ينتج منه دواء لكل مشكلة تقريبًا في الرأس، كما تم استخدام Usnea، وهو طحلب غالبًا ما يظهر على جماجم بشرية مدفونة، لوقف نزيف الأنف وعلاج الصرع.

وظن الناس وقتها أن استخدام الدواء المصنع من الموتى بأن صحة الموتى يمكن أن تنتقل إليهم، وأحد هؤلاء الناس كان الملك الإنجليزي تشارلز الثاني، الذي شرب خليطًا من جمجمة بشرية وكحولًا للحفاظ على صحته في شراب سمي "قطرات الملك".

وكانت تضاف دماء شخص حي إلى الطعام المطبوخ للبقاء بصحة جيدة، ومن أجل ذلك، اعتاد كثير من الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل نفقات شراء دم إنسان حي، على حضور عمليات الإعدام العلنية معهم كؤوس لسحب دماء من الشخص الذي أُعدم.

وصل فعل استخدام أجزاء جسم الإنسان كدواء إلى ذروته بين القرنين16 و17، وبدأ في التراجع في القرن 18، واختفى بحلول القرن الـ20.

الطعام

يعمل العلماء في جامعة ولاية بنسلفانيا بالفعل على تحويل براز وبول الإنسان إلى طعام، ولكن هذا النظام الغذائي ليس مخصصًا للأشخاص العاديين، بل لرواد الفضاء، وخاصة أولئك الذين سيسافرون في رحلات فضائية طويلة المدى إلى المريخ على سبيل المثال.

صنع العلماء الطعام عن طريق الهضم اللاهوائي، وهي عملية تقوم فيها الميكروبات بتفكيك الفضلات دون استخدام الأكسجين، وفي هذه الحالة، يتم إضافة مجموعة من الميكروبات إلى البراز والبول لإنتاج الميثان، ثم يتم تغذية هذا الميثان بمجموعة ثانية من الميكروبات.

والنتيجة هي مادة قابلة للاستهلاك تحتوي على 52 % من البروتين و63% من الدهون، وهذه المادة خالية من الأمراض لأن الميكروبات تعمل بسرعة كبيرة بحيث لا تتواجد أي مسببات لأمراض خطرة.

العطور

قبل بضع سنوات، فقدت والدة كاتيا أبلاتيجوي زوجها، وكانت تحبه بشدة، حتى أنها كانت تشتم رائحة الوسادة التي كان يستخدمها قبل وفاته حتى تتذكره، ومن هنا جاءت لها فكرة صنع رائحة تشبه رائحة الشخص الميت.

تعاونت مع الكيميائي جيرالدين سافاري من جامعة لوهافر في فرنسا لإنشاء طريقة لاستعادة الرائحة من ممتلكات شخص ميت واستخدامه لصنع عطر، وهناك منتجات في السوق بالفعل، وكل زجاجة منها تصنع خصيصًا وتتكلف 600 دولار.


مواضيع متعلقة