خبير: 3 أسباب لانتشار "الطريشة" في "التجمع" ليس من بينها قتل الكلاب

02:56 م | الثلاثاء 30 يوليو 2019

منذ ظهور أفعى "الطريشة" في القاهرة الجديدة، وهي أحد أنواع الثعابين القاتلة، سادت حالة من الرعب بين السكان، سرعان ما انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تحذيرات من الأفعى القاتلة، بينما أرجع خبراء سبب ظهور "الطريشة" لحملات القضاء على الكلاب، وهو ما نفاه الخبير البيئي الدكتور مجدي علام.

علام أكد أنّ الكلاب غير الضالة تنافس في أعدادها الكلاب الضالة في القاهرة الجديدة والتجمع الخامس، حيث لا يكاد يخلو منزلا من كلب يقتنيه صاحبه، موضحا أنّ "الطريشة" من الزواحف المعروفة في الصعيد ولدى البدو وفي المناطق الصحراوية، وتسمى لديهم "أبوجلابية"، إذ تتفادى الكائنات الحية، وحال رؤيتها أي شخص تسير على جنبها وتظهر كمن يرتدي جلبابا كنوع من التمويه، ولا تهاجم إلا من يهاجمها، بما في ذلك الكلاب، بينما تتفادى الكلاب الهجوم عليها كذلك خوفا من "عضتها" القاتلة.

غابت الكلاب فانتشرت "الطريشة".. وسكان التجمع يصرخون: أولادنا في خطر

يقول الخبير البيئي إنّ هناك 3 أسباب رئيسية ليس بينها قلة عدد الكلاب أو إبادتها لانتشار الطريشة، الأول أنّ المنطقة محاطة بمحميتين هما الأضخم والأكبر "الغابة المتحجرة الممتدة عبر 7 كيلو مترات، ووادي دجلة وهي البيئة الطبيعية التي تنتشر بها عشرات بل مئات الأنواع من الزواحف، ونحن مطالبون بحمايتها داخل بيئتها، وللأسف تم استقطاع مساحات من الغابة المحجرة للبناء عليها وأصبحت المباني السكنية متاخمة لأسوار الغابة، ومؤخرا بدأ مشروع لإزالة بعض الهضاب التي كانت موجودة داخل نطاق المحمية لبناء المزيد من العمارات السكنية، ما كان سببا في هروب عشرات الزواحف لأقرب أماكن للنجاة من معدات البناء التي تسببت في تدمير أعشاشها".

ثاني الأسباب كما يقول علام، يرجع لارتفاع درجات الحرارة بطريقة غير مسبوقة، وهي درجة الحرارة الأعلى منذ العام 1880، ما تسبب في ارتفاع درجة حرارة رمال أعشاش الزواحف، وهروبها لأقرب منطقة رطبة، وفي تلك الحالة تكون المنطقة المنشودة الحدائق.

"الزراعة" عن ظهور أفعى "الطريشة" في التجمع: نكافح آفات الزراعات فقط

يتابع علام متحدّثا عن آخر الأسباب، قائلا: "أهمها في رأيي ما نسيناه جميعا، إذ إنّ التجمع الخامس تعرض في العام الماضي لسيول شديدة، ومن شدتها جرفت مساحات شاسعة من الغابة المتحجرة، كما تسببت في سقوط السور الخارجي، ومن الطبيعي أن تكون جرفت معها أعشاش من الزواحف ببيضها، لتستقر في النطاق السكني، وتظهر هذا العام".

وعن كيفية الوقاية منها، يقول علام إنّ هناك عشرات من المبيدات التي تقضي على مثل تلك الأنواع في الحال، أما استخدام الشيح فهو غير مجد بالمرة، ناصحا من تظهر لديه "الطريشة"، بالتواصل مباشرة مع أقرب مديرية صحة، إذ توجد إدارة متخصصة للمكافحة، ولا يحاول التعامل معها مباشرة، لأنّها تهاجم من يهاجمها.

من جانبها، قالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزير البيئة، إنّ انتشار الثعابين في بعض القرى والمحافظات ليس سببه قتل الكلاب الضالة، إنّما الزحف العمراني الذي انتشر مؤخرا، متابعا: "الكلاب الضالة لها شقين، الأول مضر عندما يدخل على محمية طبيعية على سبيل المثال ويقتل السلاحف والحيوانات، أمّا الثاني فلا بد من وجوده لإحداث توازن بيئي"، مشيرة إلى أنّ الوزارة تدرس الآن أبحاثا وتجارب استخدمتها دول أخرى للتخلص من الكلاب الضالة دون الإضرار بالتنوع البيولوجي.