دير أبو مقار.. مسرح جريمة "إبيفانيوس" تحت سيطرة البابا

كتب: مصطفى رحومة:

دير أبو مقار.. مسرح جريمة "إبيفانيوس" تحت سيطرة البابا

دير أبو مقار.. مسرح جريمة "إبيفانيوس" تحت سيطرة البابا

بعد 40 يوماً من حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس، وقف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، يستند على عصا الرعاية، ويعلن أنه سيتولى رئاسة دير أبومقار بنفسه لحين استقرار الأمور، فقد كان الانقسام والتنازع هو السمة الأبرز فى الدير، منذ وفاة الأب الروحى له الراهب «متى المسكين»، وحتى جريمة الغدر بـ«إبيفانيوس».

يقع الدير فى وادى النطرون، ويُنسب للأنبا «مقار»، تلميذ الأنبا «أنطونيوس الكبير»، مؤسس الرهبنة القبطية، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادى، ويُعد الأب «متى المسكين» الأب الروحى للدير فى العصر الحديث، حيث اشتهر رهبانه بخلافاتهم الفكرية مع الكنيسة فى بعض الأمور اللاهوتية، ووقع صدام بين الدير والكنيسة فى عهد البابا الراحل شنودة الثالث، إلا أن البابا تواضروس اهتم به، وسيّم عليه الأنبا «إبيفانيوس» فى 2013، وطالبه بـ«لمّ شمل الدير» الذى تبلغ مساحته الإجمالية نحو 11.34 كيلومتر مربع، شاملة المزارع والمبانى التابعة، ويحتوى على 7 كنائس، وملحق به متحف صغير، ومشفى، ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، ومساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.

تولى «تواضروس» رئاسته بعد مقتل «إبيفانيوس».. وزاره 5 مرات خلال عام واحد.. وشكّل لجنة تحقيق فى انفلات بعض رهبانه

جدّد البابا تواضروس تكليف الراهب «بترونيوس المقارى» بمنصب أمين الدير، وأرسل لجان تحقيق كنسية من لجنة الرهبنة، يتولى الإشراف عليها «الأنبا دانيال»، أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس، حيث اكتشفت مساوئ وسلبيات عدة، وأصدرت قراراتها بنقل عدد من الرهبان من الدير.

لم تقف محاولات البابا تواضروس للسيطرة على الدير عند هذا الحد، فزار الدير عدة مرات خلال الفترة الماضية لمباشرة مهامه ومتابعة الرهبان عن قرب والاستماع إليهم، فى محاولة لإعادة الهدوء للمكان، واستعادة الانضباط الرهبانى به.

زار البابا تواضروس الدير 5 مرات، الأولى لترؤس الجنازة، والثانية لحضور ذكرى الأربعين، والثالثة فى أكتوبر 2018، والرابعة فى أبريل 2019، والخامسة في الذكرى السنوية لمقتله، والتقى خلالها بمجمع رهبان الدير، وألقى عليهم كلمة روحية، كما عقد بعض اللقاءات الفردية مع بعض الرهبان.

وكان الأب «متى المسكين» تولى إعادة تعمير الدير «رهبانياً» بقرار من البابا كيرلس السادس، البطريرك 116 فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عام 1969، تحت رئاسة «الأنبا ميخائيل»، مطران أسيوط الراحل فى ذلك الوقت، فتوسع الدير وزاد عدد رهبانه من 5 رهبان فى عام 1969 إلى 145 راهباً فى 2018، واتسعت مساحته 6 أضعاف المساحة الأصلية.

بسبب الخلافات الفكرية والعقائدية بين البابا شنودة والأب «متى المسكين»، زادت الانقسامات داخل الدير الذى هجره العديد من الرهبان، وحذر البابا شنودة الأقباط من الالتحاق به، حتى وفاة «متى المسكين»، فتولى البابا شنودة الثالث رئاسة الدير، وسيّم رهباناً جدداً، فظهر الانشقاق بين رهبان «المسكين»، ورهبان «شنودة»، وتطورت الأمور لحالة فوضى بعد وفاة «شنودة»، فاشترى رهبان بالدير أراضى وأسسوا أديرة أخرى دون علم الكنيسة، وجمعوا التبرعات، ومنهم الراهب «يعقوب المقارى» الذى أسس دير «الأنبا كاراس» بوادى النطرون، غير المعترف به كنسياً، وجُرِّد من ألقابه نتيجة عناده مع الكنيسة، إلى جانب الراهب «أشعياء المقارى» الذى اشترى قطعة أرض لإنشاء دير خارج سيطرة الكنيسة، قبل اكتشاف أمره، وبسبب مخالفاته المالية والإدارية والأخلاقية، أقدم على جريمة قتل رئيس الدير «الأنبا إبيفانيوس» خشية اكتشاف أمره.

ويرى البابا تواضروس أنه لن يتم رسامة أسقف جديد لهذا «الدير الأثرى» إلا بعد عودة الهدوء إليه، وحتى ذلك الحين سيتولى بنفسه رئاسة الدير، ومن غير المنظور فى الأفق القريب اختيار خليفة لـ«إبيفانيوس» فى «أبومقار»، بحسب ما أكدته مصادر كنسية.


مواضيع متعلقة