مبروكة الحشائش.. حكاية سمكة دخلت مصر من نصف قرن وتنتظر "الطبخة الصح"

كتب: نهال سليمان

مبروكة الحشائش.. حكاية سمكة دخلت مصر من نصف قرن وتنتظر "الطبخة الصح"

مبروكة الحشائش.. حكاية سمكة دخلت مصر من نصف قرن وتنتظر "الطبخة الصح"

سمكة طويلة أسطوانية الشكل، يصل طولها إلى 120 سم ووزنها إلى 50 كجم على أقصى تقدير، قصيرة الزعانف وكبيرة القشور، يعلوها بريق فضي أو ذهبي، ليس لها معدة ولكن أسنانها بلعمية بحركة متضادة أو باتجاهات عكسية، تتغذى على النباتات والحشائش ومن هنا اكتسبت اسم "مبروكة الحشائش"، وقد ظهرت السمكة بكثافة في السوق المصرية في الآونة الأخيرة، ما أثار الجدل بين المستهلكين ووسائل الإعلام.

مبروكة الحشائش وصلت مصر من الصين سنة 1969 لمقاومة الحشائش

دخلت إلى مصر في عام 1969 بعد أن استوردتها وزارة الري من الصين بهدف مقاومة الحشائش بالترع والمصارف، حيث تستهلك السمكة أكثر من نصف وزنها يوميا حشائش وأعشاب وطحالب، وذلك بحسب موقع الهيئة العامة للثروة السمكية.

مصطفى عزوز السويركي، يملك مزرعة مبروكة حشائش في المطرية بالدقهلية، كان قد بدأ استزراعها منذ 25 عامًا ولكن بكميات قليلة، حيث يقوم بتحضين الذكور والإناث بهدف التفريخ ثم بيع إنتاجها للتجار والمزارع وغالبا ما كان يتم تصديرها، إلا أن الأمر تغير منذ 5 أعوام فزاد إقبال الجمهور على شرائها، فزاد إنتاج مزرعة عزوز منها حيث أصبحت المزرعة أكثر تخصصا في سمكة مبروكة الحشائش.

عزوز: الحجم الكبير طعمه حلو ولما عرفنا ننضف الشوك منه بقينا نحبه 

"عدم معرفة طرق تنظيفها من الأشواك والسل الناعم" سبب ساقه عزوز في حديثه لـ"الوطن"، وأرجع إليه عدم ظهور السمكة في الأسواق سوى في السنوات الأخيرة، و"زيادة البرامج التليفزيونية المتخصصة في الطهي وإعداد الطعام" يراه، صاحب مزرعة سمكة الحشائش، سببا في زيادة الإقبال عليها وظهور مزارع متخصصة فيها، بالإضافة إلى انخفاض سعرها مقارنة بالبوري والطوبار، حيث يصل سعرها إلى 30 جنيها، رافضا وصف البعض طعمها بأنه غير مستساغ، "الفكرة في الطبخة الصح.. أنا كنت برفض أكلها لكن دلوقتي عرفنا تتنضف إزاي وبنشفيها زي البقر وتنطبخ إزاي لكن بشرط تكون كبيرة.. السمكة اللي وزنها 5 كيلو طعمها حلو وأحسن من اللي هي كيلو".

يزداد الطلب على "المبروكة" في المصايف وأحيانا تطلبها الفنادق السياحية وذلك بحسب عزوز، لذلك فيقوم على رعايتها ويقوم بزرعة الحشائش والغابات خصيصا كي يجنيه لها، بعد أن كانت قد دخلت إلى مصر كي تتربى على ورد النيل والحشائش التي تعوق المياه العذبة وتمهد الطريق لسير الأسماك الأخرى.

بينما قال نسيم بدر الدين، نقيب الصيادين بالمطرية، إن مبروكة الحشائش يتم تربيتها في المزارع حيث المياة العذبة، لتقوم بتنظيفها من النباتات التي تعوق أسماك البوري، حيث إن زيادة الحشائش والنباتات قد يزيد جدا لدرجة غلق المزرعة، لكنها غير مخصصة للبيع حيث إن طعمها ليس بالجيد، غير أن هناك بعض من المستهلكين يستسيغ طعمها فلذلك هي موجودة بالسوق، وأضاف أن السبب الآخر لاقبال البعض عليها هو لانخفاض سعرها، "أهميتها تطهير المزرعة لكن بيعها في السوق يرجع لتفضيل بعد الناس ليها.. زي ما فيه ناس بتاكل سمك القراميط وناس لأ".

كان الدكتور يوسف العبد، رئيس لجنة تنمية الثروة السمكية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، قد صرح في مداخلة تليفونية لبرنامج "كل يوم" على قناة "ON E"، بأن سمكة "مبروكة الحشائش" ليس لها أضرار وهي سمكة فقيرة غذائيا وتختلف عن السمك "البوري" الغني بالكالسيوم والفوسفور واليود والأملاح الدهنية والفيتامينات، وتنتج مصر منها 30 ألف طن سنويا وهو رقم كبير يقترب من إنتاج البوري الذي يصل إلى 80 ألف طن، وتابع أنه لأن سعرها منخفض فإنه يقبل عليها عدد كبير من المواطنين من أجل شرائها وأكلها لقرب شكلها من "السمك البوري".


مواضيع متعلقة