أسامة برهان لـ«الوطن»: جبهة داخل العسكرى وقفت ضد استمرار عمر سليمان فى انتخابات الرئاسة

كتب: خالد عبدالرسول

أسامة برهان لـ«الوطن»: جبهة داخل العسكرى وقفت ضد استمرار عمر سليمان فى انتخابات الرئاسة

أسامة برهان لـ«الوطن»: جبهة داخل العسكرى وقفت ضد استمرار عمر سليمان فى انتخابات الرئاسة

«الدنيا اتقلبت للأسوأ.. والموضوع مليان كواليس»، بهذه الكلمات بدأ أسامة برهان، نقيب الاجتماعيين والأمين العام للمجلس الاستشارى الذى أنشأه المجلس العسكرى حواره مع «الوطن» حول واحدة من أخطر الفترات التى مرت بها مصر، وكواليس العلاقة بين «المجلس العسكرى»، الحاكم وقتها، والمجلس الاستشارى، وجماعة الإخوان والطرف الثالث والقوى السياسية والحزبية.[Image_2] * كيف تم اختيارك لعضوية المجلس؟ - لا أعرف، كنت فى بيتى، صحيت من النوم وجدت رقم تليفون أرضى طلبنى أكثر من مرة، وعندما طلبته رد علىَّ شخص قال لى أنا العميد فلان من مكتب وزير الدفاع وحضرتك عندك اجتماع بكره مع سيادة المشير، بخصوص المجلس الاستشارى وكنت ضيف برنامج فى نفس اليوم مع عمرو أديب وسألنى: كيف دخلت الاستشارى؟ وكان الدكتور نور فرحات معى، فقال له أنا هأقول، وقال فى البداية اجتمع عشرة من الشخصيات العامة منهم الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية الآن، بحضور أعضاء من المجلس العسكرى وعبد العزيز حجازى ومنصور حسن وأشرف عبدالغفور نقيب الممثلين. وكل واحد اختار عشرة أسماء وأخذوا أعلى عشرة فى الأصوات، ثم اجتمع العشرون واختاروا عشرة بنفس الطريقة. وأعتقد أن فكرة «الاستشارى» خرجت من ممدوح حمزة الذى جلس مرة مع «الجيش» وخرج يقول الكلام ده. * ماذا عن مشاركة مرسى والإخوان فى البداية، وما أسرار انسحابهم بعد ذلك؟ - الاجتماعان الأول والثانى حضر فيهما محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة وقتها، وأسامة ياسين، الأمين العام المساعد للحزب آنذاك، ووقّع مرسى كرئيس للحزب على ورقة تتضمن أن مهمة المجلس الاستشارى وضع قواعد اختيار الأعضاء فى الجمعية التأسيسية للدستور، والعشرون الذين حضروا الاجتماع السابق على حضورى وقعوا كذلك. لكن كعادة الإخوان المسلمين بعد أن يوقعوا، اعتذروا. والاستشارى كان أحد أدواره المهمة أن يضع معايير اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور، سواء كان ذلك مكتوبا أم لا. وهذه هى أزمة المجلس الاستشارى. والإخوان أرسلوا مع سليم العوا اعتذاراً عن عدم الحضور قائلين إن مكتب الإرشاد لم يوافق على القواعد التى اتفقوا عليها فى المرة الماضية، ومنها موضوع معايير التأسيسية، وكان اللواء مختار الملا، عضو المجلس العسكرى، وقتها، قد صرح بأنه لن يتم السماح بدولة دينية باعتبار ذلك خطا أحمر، والملا كان أقرب واحد للمشير لأنه كان معاه فى «الثغرة» فى حرب 73. وكان عندما يقول اللواء الملا تصريحا، الناس تعتبر أن المشير هو الذى قاله. ونحن فى مبنى أمانة وزارة الدفاع هناك جهاز يمنع التليفونات المحمولة من العمل، ومن تليفون أرضى كلمهم الفريق سامى عنان وسليم العوا وشخص ثالث أكثر من مرة، ولكنهم رفضوا المجىء، بعد أن أخذوا تعليمات أن الموضوع انتهى. وهذا هو أسلوبهم طول الوقت، فالإخوان حالة من الكذب شديدة جدا اعتمادا على مقولة إن «الضرورات تبيح المحظورات». * ما انطباعاتك عن تركيبة المجلس الاستشارى، إلى أى حد كان هناك تجانس أو تضارب فى العلاقة بين أعضائه؟ - المجلس الاستشارى جاءت به الثورة، وتركيبته كانت جيدة بنسبة 80%. وكان ممثلاً فيه الجميع. لكن كعادة بعض القوى السياسية لا تتفق مع التيار الدينى والصراع بينها بيحصل من غير لازمة. أول اجتماع عقدناه دون المجلس العسكرى كان فى مركز إعداد القادة فى العجوزة، الذى اعتبرناه مقرا للاستشارى، لأن أغلب المؤثرين فى المجلس يسكنون فى المهندسين، واتعملت الانتخابات، وكانت هناك نية لأن يرأس عبدالعزيز حجازى المجلس، ولما أُجريت الانتخابات جاء منصور حسن، وكانت علاقتى جيدة به فى البداية. لكن أفضل واحد فى المجلس الاستشارى وأكثر شخص وطنى وبيحب البلد كان نجيب ساويرس، وبعدين خفة دم ما حصلتش، وبسرعة من غير ما نعرف بعض عملنا «لوبى». «اللوبى» ده كان فيه ناس بتدخل وتخرج، إنما فى الآخر بقى فيه سكينة فؤاد وأسامة الغزالى حرب وصلاح فضل ومحمد سلماوى وسامح عاشور وأشرف عبدالغفور وحنا جريس وساويرس، ونيفين مسعد كانت معانا وخرجت. وفى المقابل كان فيه لوبى إخوانى فى الاستشارى. وعملوا كرسى فى الكلوب وانسحبوا. كانوا 3 وأخذوا معهم واحدة كمان، من بينهم معتز بالله عبدالفتاح، وهو فى تقديرى له ميول تجاه جماعات الإسلام السياسى. استقالوا يوم الاجتماع الطارئ الذى عقدناه بسبب أحداث مجلس الوزراء، فى منزل منصور حسن، حيث كانت هناك نية للتراجع عن البيان الذى أصدرناه ويدين الاعتداء على المتظاهرين. المهم، استطعنا نعمل أغلبية فى المجلس وكنا حوالى 10 إلى 11، وكان منصور حسن فى اليوم الثانى للأحداث يدعو لاجتماع فى بيته لإلغاء نتائج الاجتماع السابق. زى ما حصل فيما يتعلق بموقعة مجلس الوزراء، حيث عقد اجتماعا طارئا فى بيته لإلغاء البيان الذى سبق وأصدرناه. وده الاجتماع اللى استقلت فيه من المجلس ثم رجعت بعدها. * قلت إنك ساهمت فى اختيار منصور حسن رئيسا للمجلس، فلماذا توترت علاقتك به فيما بعد؟ - منصور حسن معلوماتى عنه من أيام أنور السادات أنه كانت تتم تهيئته ليكون نائبا لرئيس الجمهورية، ثم رأيته بعد ذلك فى برنامج العاشرة مساء قبل الثورة، واتكلم عن الفترة اللى كان فيها فى السلطة، وهو الذى أسند إليه تأسيس حزب مصر الذى أصبح فيما بعد الحزب الوطنى. وشعرت أنه يتكلم بصراحة لدرجة أنه جاءت تعليمات ألا تعاد الحلقة. وكنت فى البداية واحدا من المجموعة القريبة منه داخل المجلس. لكن الإخوان المسلمين، حسبما عرفت، «نطوا وبعتوله حد يقوله إحنا عايزينك تبقى رئيس توافقى، فى مقابل إن موضوع معايير الجمعية التأسيسية للدستور لا يتم، عشان تكون الانتخابات خلصت ومجلس الشعب استلم سلطة التشريع»، وبالتالى لا يكون من حق المجلس العسكرى، من وجهة نظرهم، إصدار إعلان دستورى بالمعايير، وعطلنا 6 شهور، بأشكال مختلفة. «وكانت اجتماعاتنا كل يوم ثلاثاء، وإلى أن يجىء الثلاثاء التالى نكون نسينا ما قلناه قبله، ويجيبلنا وزير الداخلية وإحنا ما طلبنهوش، ويحكيلنا استراتيجيته فى المرحلة الجاية، ووزير الزراعة، وهكذا». وفى مرة فى اجتماع قلت للزملاء يا جماعة لا بد الحذر من شىء وهو أن الإخوان الآن«أى واحد عايزين منه حاجة بيبعتوله حد يقوله إحنا عايزينك رئيس جمهورية أو فى الموقع الفلانى، وهما بينصبوا عليه عشان أمورهم تمشى، لأن هما ليهم مرشح هيجيبوه فى النهاية»، فلو حد من القاعدين -وأنا قصدى منصور حسن طبعا- يتعرض للمسألة دى يا ريت يخلى باله من أجل تاريخه واسمه.. هاج الزميل وقال لى: «انت بتلقح كلام عليه» قاصداً حسن. فرديت عليه بقصيدة أحمد فؤاد نجم: «لما شتمت اللصوص.. زعل فلان بيه وثار.. مع إنه ما كانش فى بالى.. والحرامية كتار».. وكان بجوارى عمرو موسى «ميت من الضحك»، بعدها فى اليوم الثانى أعلن أنه سيخوض الانتخابات وتكلم عن التوافق، «لأن الكارت المتغطى انكشف» واستقال من رئاسة المجلس وكنا قد قررنا أن من سيترشح فى انتخابات الرئاسة لا يحضر الاجتماعات بعد إعلان ترشحه، وبالتالى جئنا بسامح عاشور مكانه. لكن كنت أحيانا أصل بدرى أجده قاعد مع ناس بدقون فى الصالون، والإخوان كانوا بيلاعبوه، «فعشان يلبسوه الطاقية لازم يعملوله شوية موسيقى تصويرية؛ يبعتوله شباب من الإخوان يبايعوه أو يقنعهم بوجهة نظره». وأنا أعرف الإخوان وأساليبهم من سنة 74، أيام ما كنت فى اتحاد طلاب مصر، «وكان رئيس الاتحاد محمود الدكش، إخوان، ونزل يجيب أكل وما رجعش لحد دلوقتى وبعدها بربع ساعة البوليس هجم علينا». * ما تفسيرك لموقف منصور حسن وقتها؟ - «أى حد كان فى موقع وفجأة اتركن على الرف، ويلاقى فرصة إنه يرجع تانى للأضواء مستعد يعمل أى حاجة عشان يرجع تانى». * كيف كانت علاقتكم بالعسكرى وبقية أجهزة الدولة، هل كانت علاقة تبعية أم ندية؟ - لم يكن هناك عسكريون أعضاء فى الاستشارى، لكن طبقا لقرار الإنشاء من حق اثنين أو ثلاثة منهم أن يحضروا معنا. لكن لا بد كل شهر يكون هناك اجتماع مشترك، وانتظم بعد ما توليت منصب الأمين العام، وكنا لما نأخذ قرار لا نرسله لهم، ولكن نعلنه فى مؤتمر صحفى وهما يعرفوا بالقرار من الإعلام. لأن كان فيه تعليمات من الإخوان إن المجلس «يتفطس». فى البداية كنا نصدر بيانا ونفاجأ بتغييرات فى بعض العبارات من جانب بعض الموظفين فى المركز وبمعرفة منصور حسن، وممكن تشيل كلمة تغير المعنى كله. والأمور كانت ماشية على كدة لغاية ما حصل الانقلاب الداخلى الهادى اللى أنا توليت فيه منصب الأمين العام فى 9-5- 2012، ومنصور حسن وقتها ترجى عصام النظامى لكى يترشح ضدى، وقال «اللى بيحبنى ما ينتخبش أسامة»، وأنا أصريت على التصويت السرى، وأخدت 9 أصوات وهو أخد 5، بعدها، أصبح عندى موظف خاص يأخذ منى الورقة ويعدها ويقرأها على الحضور، وأصبحنا نرسل للقوات المسلحة البيانات عن طريق المؤتمرات الصحفية.. «مفيش حاجة فى السر.. بتبعتله على الهواء، بحيث تحرجه وتضطره إنه يتحرك». وكنا بمثابة مستشارين لرئيس الجمهورية بس من غير فلوس. لأن أنا وعمرو موسى طلبنا ألا تكون مشاركتنا فى المجلس نظير مقابل مادى. وهو ما تم إقراره فى المادة السادسة من قرار إنشاء المجلس. * ما انطباعاتك عن تركيبة المجلس العسكرى وقتها وأعضائه؟ - المجلس العسكرى برئاسة طنطاوى لم يكن قماشة واحدة، وكان فيه ناس وطنيين وشرفاء جدا، ومنهم المشير والفريق سامى عنان، مرة قلت للمشير يا سيادة المشير «حمّر عينيك ما ينفعش اللى بيحصل فى البلد». وساعتها الإخوان كانوا عاملين مشكلة. فقال لى فيه ناس كتير بيتهمونى إنى عاجز عن استخدام القوة لكن أنا ما بحبش العنف والدم. قلت له أنا مش قصدى إنك تموتهم. أنا قصدى إن يبقى فيه تصريحات ومواقف قوية. ولما كان يريد إجراء معين يصرح عنه بعد قناعته به بربع ساعة، بس بعد يومين يختفى ويطلع واحد تانى يقول حاجة تانية. والسبب إن المجلس مش قماشة واحدة. والدليل إن المجلس العسكرى ما كانش «قماشة واحدة» هو استبعاد عمر سليمان من الترشيح لانتخابات الرئاسة بسبب 30 توكيل، تقريبا، ولجنة الانتخابات كانت ممكن تقوله استكملهم، ولكن فيه جبهة تانية كانت مش عايزاه. * طوال الفترة الانتقالية ومع كل أزمة كان يظهر مصطلح «الطرف الثالث»، فما المعلومات التى توافرت لديكم عنه؟ - فى جلسة الاستشارى الطارئة التى عقدت لمناقشة أحداث مجلس الوزراء مثلا، تحدث اللواء العصار عن أن «الطرف الثالث أو اللهو الخفى» هو المسئول عن الضحايا الذين سقطوا فيها، وحدثت مواجهة بينى وبينه فى هذا الشأن وهو مخاصمنى لحد دلوقتى لهذا السبب. قبلها بيوم كلمنى الدكتور شريف قاسم، أمين عام نقابة التجاريين وأمين اتحاد النقابات المهنية، وكان أولاد أخته فى اعتصام مجلس الوزراء، وكل يوم يروح هناك. وقال لى تعالى فيه ولد اتخطف والموضوع هيكبر (وهو عبودى إبراهيم العبودى، بتاع الألتراس، كان ابن عضو مجلس شعب عن الوطنى). لأنه وهو بيضرب كان صوته مسموع لزملائه بره، ونقلته بعربيتى للمستشفى وتوقعت أنه مات والعربية لحد الآن فيها دمه)، ونزلت وحاولت أوصل، وكنت باتحرك باعتبارى مستشار لرئيس الجمهورية عشان أعدى من «الكمائن». وأنا أحاول الوصول للمكان وجدنا حوالى 300 واحد بزى مدنى بيجروا «زى التيران» وكلهم بملابس صيفية فى عز البرد، وأمامهم واحد أو اتنين بطبنجات وشوية بلطجية وشوية سيوف خارجين من الداخلية من مبنى أمن الدولة بتاع القاهرة من الخلف. الخطة كانت فيما يبدو إنهم يقفلوا شارع القصر العينى وبعدين يضربوهم. ودخلوا وسط الولاد مش عشان يضربوهم ولكن لكى يسخنوا الأحداث أكثر، وحاولنا نحن نهدى الشباب عشان ما يقفلوش القصر العينى، لكن فشلنا، لأننا اكتشفنا أن اللى بيتخانقوا معانا جزء من اللى كانوا خارجين بالليل من الداخلية، وكانوا لابسين صيفى زيهم. بعدها تركت منطقة مجلس الوزراء حوالى 4 الصبح ونمت صحيت لقيت رسالة على تليفونى تقول: «اجتماع طارئ للمجلس الاستشارى الساعة السادسة»، ولبست ونزلت الأول على التحرير، ووصلت ساعة ما اتضرب الشيخ عماد، اتضرب من الدور الأرضى اللى فى مجلس الوزراء. والضرب كان من «آلى بورسعيدى ماسورة خشنة» وهو آلى ميرى قديم، وكنت شايف اللى بيضرب الناس. والماسورة كانت خشنة «عشان القاذف لا يستقر فى الجسم ويعدى وما يبقاش فيه حرز». * كيف دار الحديث بينك وبين اللواء العصار فى جلسة الاستشارى تلك؟ - بعد أن تركت التحرير ذهبت لاجتماع الاستشارى. هناك وجدت اللواء العصار ومدير العمليات فى القوات المسلحة بيحكوا الحكاية، ومن ضمن اللى قالوه إن الناس اللى فوق موظفين مجلس الشعب. وطبعا كان المجلس الاستشارى يستمع، وكان الهدف إنهم يطلّعوا بيان ضد الشباب اللى فى مجلس الوزراء. وأنا قلت لهم معقول موظفين مجلس الشعب لابسين لبس عمليات مموه، وبعدين النهارده الجمعة مفيش موظفين وانتم استلمتم مجلسى الشعب والشورى من بعد الثورة. وقلت له أنا لسه جاى دلوقتى وشفت الشيخ عماد اتقتل. قال لى الكلام ده مش مظبوط ومفيش حاجة هناك. رحت طالب حد من الشباب هناك وقلت له قول إيه اللى عندك. وقلت له: إنت جاى تضحك علينا ولما حد يحب يعمل فيلم يظبطه. قال يعنى إيه فيلم. افتح التليفزيون دلوقتى وشوف. وقال الشيخ عماد ما ماتش وهذه إشاعات، وتحدث عن الطرف التالت واللهو الخفى. وقلت له بص يا عم الحاج. الطرف التالت ده مثلث من 3 أضلاع: المجموعة اللى قاعدة فى «بورتو طره». ورجال الأعمال اللى معاهم فلوسهم بره اللى بيأجروا بيها ناس وأدواتهم من الأجهزة السابقة، زائد حد من القوات المسلحة. وقال العصار: يعنى إيه حد من القوات المسلحة. وحكيت له قصة صحفية من الأهرام اتخطفت من الشارع، بعد ما قفلت مع خطيبها فى التليفون، واللى خطفوها رشوا فى وشها حاجة وأخذوها لمدينة نصر ورموها فى طريق السويس الساعة 2 بالليل. والبنت كانت عضو فى لجنة من الشباب اللى رايحين يقابلوا الفريق سامى عنان تانى يوم عشان يتفقوا معاه على الإفراج عن معتقلين. وقبل ما تنزل كانت متخانقة مع خطيبها فى التليفون، وأثناء ما كانوا بيتحرشوا بها، قالولها مش انتى خطيبك سابك ولسه متخانقين من نص ساعة. وقلت لهم الكلمة دى معناها إن فيه جهاز بيراقب تليفونها أو تليفون الأهرام اللى كانت بتتكلم منه. وإن فيه حد راصدها. وبعد كده أخذتها للفريق سامى عنان، واتصل بوزير الداخلية عشان يعرف الحكاية. ولما قابلنا وزير الداخلية محمد إبراهيم، كان لسه جاى بقاله يومين، قال لى أنا ما عنديش أجهزة مراقبة. وكانت فيه أجهزة مراقبة فى الدور السادس واتحرقت كلها. آه جبنا أجهزة بس لسه ما ركبتش هنراقبها إزاى؟ وقلت للعصار الطرف الثالث ده حد من عندكو، وأنت عارف وأنا عارف هو مين. قال لى قول مش عندك الشجاعة. قلت له عمر سليمان. قال عمر بيه مالوش دعوة بالكلام ده، فقلت له. طب ليه بيداوم فى مكتبه كل يوم فى الفيلا البيضاء اللى تبع الجهاز. وقلت مين عنده أجهزة مراقبة تانى: المخابرات العامة ورئاسة الجمهورية والرقابة الإدارية. وقلت له الرقابة الإدارية مالهاش دعوة، والحرس الجمهورى مسيطر عليه، مفيش غير المخابرات. سألنى: إنت دخلت الجيش؟ إحنا تبعنا المخابرات العسكرية، والمخابرات العامة مش تبعنا. طبقا للمادة كذا من القانون كذا، فقلت له وهل تبع بلد تانية. قال تبع رئيس الجمهورية. قلت له: وهو فيه رئيس جمهورية تانى غير اللى نعرفه، أقصد المشير. راح ملخبط فى الكلام وقال لى ما أسمحلكش. قلت له: إحنا الجيش مش انتو الجيش. أنا عمى ميت شهيد وخالى كان لواء وابنى فى الجيش.. وبعدين إحنا بندفع ضرايب.. قال لى: إحنا بنصرف على مصر وبندفع كل شهر عجز مرتبات عشرين مليون جنيه من استثمارات الجيش. رديت عليه قلت له: وهى الاستثمارات ديه من القمر ولا من أرض مصر. وكل مشروعات الجيش دى ميزانية الدولة، قام ساب الاجتماع ومشى. وحد من اللى بيتفرجوا علينا من خلال الكاميرا كلمه ورجع تانى، ويومها عملنا بيان شديد اللهجة ضد الاعتداء على المتظاهرين فى أحداث مجلس الوزراء.