عظيمة "الإنجازات والأخطاء".. ثورة يوليو في عيون شباب الأحزاب

كتب: علاء الجعودي

عظيمة "الإنجازات والأخطاء".. ثورة يوليو في عيون شباب الأحزاب

عظيمة "الإنجازات والأخطاء".. ثورة يوليو في عيون شباب الأحزاب

"عظيمة الإنجازات والأخطاء" هكذا لخص شباب الأحزاب والقوى السياسية رؤيتهم لثورة 23 يوليو والتي نحتفل اليوم بذكراها الـ67، حيث اختلف الشباب فيما بينهم حول تقييم هذه الثورة التي خلصت مصر من الاستعمار والنظام الملكي وحولتها لجمهورية يحكمها مصري من محافظة أسيوط هو الرئيس جمال عبدالناصر.

كانت الميول والتوجهات الفكرية السبب وراء هذه الاختلافات فهناك الليبرالي الذي يرى أن يوليو ساهمت في تحول مصر لدولة ديكتاتورية، وأمم قادتها ممتلكات وأطيان ملاك الأرض والمصانع والشركات بدون وجه حق، بينما يرى أبناء التوجه اليساري والقومي أن يوليو عظيمة الإنجازات، فهي من حولت مصر من دولة مستهلكة لدولة متقدمة صناعيا وزراعيا، وحديثة، ووفرت تعليم مجاني لكل المصريين، فقراء وأغنياء، ودعمت كل ثورات التحرر الوطني، وخلصت مصر من الملكية والاستعمار.

"التجمع": حولت مصر من مستهلكة لدولة صناعية حديثة

وقال عمرو عزت، أمين التثقيف بشباب حزب التجمع، إن مجانية التعليم من أعظم إنجازات ثورة يوليو والتي ساهمت في تخفيض نسبة الأمية التي وصلت لقبل الثورة لأكثر من 90 % بينما استطاعت مصر أن تصل لمعدل 40 % أمية فقط بفضل مجانية التعليم، وكل عظماء مصر تعلموا بشكل حقيقي في المدارس والجامعات التي تم إنشائها في عهد الثورة.

وأضاف عزت لـ"الوطن" أن أبناء الطبقات الغنية فقط الذين كانوا يحصلون على تعليم راقي في أكبر جامعات العالم، قبل ثورة يوليو، منوها إلى أن أبناء الفلاحين والعمال الفقراء في عهد "ناصر" تعلموا بالمجان، وخرجوا للمجتمع ضباطا وأطباء ومهندسين وصحفيين وعلماء، ومنهم أصبح رئيس جمهورية مثل الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي ينتمي للطبقة المتوسطة، التي ترعرعت في ظل سياسات ثورة يوليو، مؤكدا أن مصر قبل يوليو كان أغلبها من الطبقات الدنيا والفقيرة، ولم تتعد نسبة الطبقة الوسطي 10 % بينما بعد ثورة يوليو وصلت نسبة الطبقة الوسطي وهم الذين يمثلون مختلف المهن والمثقفين ومتوسطي الأغنياء لـ40 %.

وأكد أن قيادات ثورة يوليو حولوا مصر من دولة مستهلكة تستورد أغلب احتياجاتها الصناعية إلى دولة منتجة ومصانعها تصنع أغلب ما يحتاجه المصريون، منوها إلى أن مصر تحولت لمجتمع حداثي متقدم صناعيا وزراعيا في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وساعده عاطف صدقي في هذه النقلة الاقتصادية الكبرى.

ولفت إلى أن القوى الناعمة بفضل التنمية الثقافية في عهد ثورة يوليو كان لها بالغ الأثر في سيادة الثقافة المصرية علي عقل ووجدان ومشاعر كل الشعوب العربية، وتابع: "السينما والمسرح والدراما والفن والشعر المصري" كان لهما تأثير كبير على كل الأجيال العربية التي كبرت وترعرعت بعد ثورة يوليو العظيمة، مؤكدا أن "ناصر" بني ما يزيد على 400 قصر ثقافة، وأسس شركة إنتاج سينمائي أنتجت آلاف الأفلام، واهتم بالمسرح والمطربين والممثلين، وكان يعلم أهمية كل هؤلاء في رفع الوعي المصري والعربي، والارتقاء بمشاعر وسلوك المصريين.

المصريين الأحرار: الرئيس السيسي يصحح هفوات يوليو ويعمل على إثراء الحياة السياسية

وعلى الجانب الآخر قال أحمد مشعل، أمين شباب حزب المصريين الأحرار، إن أكبر أخطاء ثورة يوليو حظر الأحزاب، والقضاء على الحياة السياسية، لافتا إلى أن مصر تعاني حتي الآن من غياب ثقافة العمل العام، والشعب مازال بعيدا عن العمل الحزبي والنقابي بمختلف أنواعه، مؤكدا أن أعضاء مجلس قيادة الثورة اختلفوا فيما بينهم بشكل كبير حول قرار الرئيس جمال عبدالناصر بإلغاء الأحزاب. 

وأضاف مشعل، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الرئيس الوحيد الذي تدارك هذه الأزمة، ويعمل الآن على تنمية الحياة السياسية مع قيادات وشباب الأحزاب، ويسمح بتعددية حزبية تعمل بحرية، وأن الرئيس السيسي تدارك كل هذه المشكلات وعمل على حلها، وظهر ذلك بشكل جلي من خلال تعديل قانون المنظمات النقابية.

وأكد أن من أهداف ثورة يوليو تحقيق العدالة الاجتماعية، وهذا هدف نبيل كلنا نسعى إليه، وأن العدالة الاجتماعية تتحقق من خلال توفير مستوى تعليم وصحة جيد لكل المصريين، وهذا حققته ثورة يوليو بشكل مقبول.

المؤتمر: كل دول الشرق واجهت الاستعمار بالاشتراكية

ويري أحمد خالد، أمين عام مساعد حزب المؤتمر، أن الرئيس جمال عبدالناصر ابن مرحلته، وحكم مصر في وقت كان كل دول الشرق تحكم بالنظام الاشتراكي، في مواجهة الاستعمار، ومن أجل التحرر الوطني، لافتا إلى أنه كشخص ليبرالي، لا يستطيع أن يعترض على أيديولوجيا الحكم في ذلك الوقت، لأنها كانت المتاحة، وكانت يجب أن تسبق النظام الرأسمالي لتحقيق أهداف واضحة، وهي القضاء على الاستعمار، والتوجه نحو بناء قاعدة صناعية ضخمة وتوحد الشعب وإذابة الفروق بين الطبقات، منوها إلى أن عبدالناصر في عام 1968 بدأ يعلن توجه نحو رأسمالية الدولة بدلا من الاشتراكية.


مواضيع متعلقة