د. عماد كامل رائد طب التخاطب.. وداعاً
- المدينة الجامعية
- المستشفى الجامعى
- بيوت الشباب
- حفظ القرآن
- رعاية الأيتام
- طب أسيوط
- فى رمضان
- مؤتمر طبى
- محمد سلامة
- أبوة
- المدينة الجامعية
- المستشفى الجامعى
- بيوت الشباب
- حفظ القرآن
- رعاية الأيتام
- طب أسيوط
- فى رمضان
- مؤتمر طبى
- محمد سلامة
- أبوة
- هو أول أستاذ فى طب التخاطب وأول من أدخله الصعيد وفك ألغازه، وهو علم صعب يسميه البعض «كهنوت التخاطب»، وهو عضو لجنة ترقيات الأساتذة فيه، وهذا يغرى صاحبه بالكسب المادى اللامحدود فى هذه المساحة الشاسعة، ورغم ذلك كله ظل حتى مات فى شقته المتواضعة فى حى متواضع، أجر الكشف فى عيادته لم يجاوز المائة، قيل له إذا كنت زاهداً فى المال فنحن نحتاجه فكان يقول: «ومن للمرضى الفقراء».
- نوى أن يرفع أجره يوماً، وإذا به يسمع مريضاً خارجاً من المستشفى الجامعى يردد بحرقة «حسبنا الله ونعم الوكيل فى الدكاترة»، فشعر بأن هذه رسالة من السماء إليه، أوقف الزيادة وقال للممرضة: أى مريض لديه كارت تردد على المستشفى الجامعى لا تأخذوا منه شيئاً.
- لم يكن زاهداً فحسب مثل أبيه، ولكنه كان غاية فى الرقة والرحمة، وكان يخدم مريض المستشفى الجامعى مثل مريض عيادته، جاءته مريضة شابة من أقاصى الصعيد تعانى الاحتباس الصوتى، أنفق أهلها عليها الكثير طوال ستة أشهر «مناظير وعلاجات»، مكثت عدة ساعات فى جلسات علاج مجهد، سألته الممرضة عن الأجر قال: خذوا ثلاثين جنيهاً، اعترض مساعدوه: لو أجرينا ثلاث جراحات وقتها كنا أخذنا كذا، أين نظرية «احتباس الوقت» لقد شفيت على يديك، رفض الزيادة رغم استعداد أسرتها، كان يضع ربه أمامه فى كل شىء، وكان زاهداً عفيفاً.
- و أ. د. عماد كامل من أشهر تلامذة عبقرى طب التخاطب العالمى أ. د. ناصر قطبى، كان من أهل القرآن مثل أبيه، الذى حرص على تأديبهم على مائدته حتى فاز وهو فى الثانوية فى مسابقة حفظ القرآن بعمرة، كان لا يتقاضى أجراً على أى جراحة فى حنجرة أى حامل أو قارئ للقرآن حتى لو كان غنياً، ويقول: هذه الحنجرة تصدح بالقرآن.
- كان غيره من الشباب يلهو ويعبث وهو لا هم له سوى العلم، حتى إنه وشقيقه أ. د. علاء لا يغادران المدينة الجامعية إلا للسفر.
- قلد والده فى رعاية الأيتام من الأسرة وخارجها، وقلده فى جلسة القرآن الأسرية فى كل يوم فى رمضان وفى كل جمعة فى غيره، لم تكن لديه فظاظة الأساتذة الكبار ولا شموخهم وتسلطهم رغم مكانته، لم يتعنت يوماً مع تلامذته فأحبوه ودانوا له بولاء العلم والأستاذية وكذلك بولاء الصداقة والأبوة والمحبة.
- يقول عنه صديق عمره أ. د. محمد سلامة «كلنا تأتينا نوبات غضب على مريض أو حكيمة، أو طبيب صغير أو تلميذ فى الماجستير إلا د. عماد، لم يضبطه أحد يوماً يرفع صوته على أحد»، وأى موظف يخرج باكياً من عند فلان من الأساتذة مثلاً إذا دخل مكتب د. عماد يخرج منه راضياً مبتسماً.
- كان يحب العفو والدعاء للناس مهما فعلوا، سرقت دراجة صديقه فأخذ يدعو «اللهم اقتص ممن سرقها وأرى يده مقطوعة»، فقال له «ادع له بالمغفرة والرحمة»، فشعر بالخجل وأخذ يدعو للسارق، اشترى ثلاث دراجات بعدها وهى تسرق فلم يغير ما تعلمه من العفو.
- وفى بداية حياته ذهب د. عماد ود. سلامة لمؤتمر طبى فى تورنتو فى أحد بيوت الشباب تديره سيدة إيطالية، فتوفى ابنها فقال د. عماد لمن معه: نريد أن نجمع لها مالاً، فقيل له: هذه إيطالية ونحن فقراء، فقال: الإنسانية لا تتجزأ، نجمع ما نستطيع، وحينما مرض صديق عمره د. سلامة ودخل المستشفى أغلق د. عماد عيادته أسبوعاً كاملاً.
- «كان ملاكاً يمشى على الأرض فى زمن يتكالب فيه الناس على الحطام» هذا وصفه عند الجميع، وكان يصادق الطيبين حتى إن كانوا بسطاء، كان يردد «حسن خلقك يكفك القليل من العمل» تواضعاً منه.
- رحم الله د. عماد مؤسس طب التخاطب فى الصعيد، ورائد مدرسة الإحسان والزهد فى طب أسيوط العريقة، سلام على أهل الإحسان فى كل زمان ومكان.