بعد تهديد ناقلات وإسقاط طائرة.. هل تعود الحرب مرة أخرى إلى الخليج؟

بعد تهديد ناقلات وإسقاط طائرة.. هل تعود الحرب مرة أخرى إلى الخليج؟
عدد من الاضطرابات شهدتها منطقة الخليج خلال الفترة الأخيرة، نتيجة تحرش إيران بالسفن المارة في الخليج العربي، ما تسبب في عدم استقرار حركة التجارة، نظرًا لعمليات التهديد الإيرانية للسفن التجارية.
فشهد الشهر الماضي، الهجوم على 4 سفن في الخليج قبالة السواحل الإماراتية، على الرغم من عدم التوصل إلى منفذي الهجوم، لم يوقف ذلك الإدارة الأمريكية والإمارات عن تلويحها بتورط إيران في الهجوم.
الهجوم الإيراني على عدد من الناقلات خلال الشهر الجاري
وخلال زيارة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، إيران، منتصف يونيو الماضي، لمحاولة الوساطة بين واشنطن وطهران، تم استهداف ناقلتي نفط نرويجيتين بخليج عمان، إحداهما ترفع علم جزر مارشال واسمها "فرنت ألتير"، والناقلة الثانية اسمها "كوكوكا كاريدجس" وترفع علم بنما.
وفي يوليو الجاري أعادت طهران مناوشاتها مرة أخرى في مياه مضيق هرمز، حيث احتجزت ناقلة نفط بريطانية بالمضيق، بمزاعم أنها كانت بسبب عدم اتباعها قواعد الملاحة الدولية، وصرحت إيران بأن تم نقلها إلى ميناء إيراني قريب، هو ميناء بندر عباس المطل على المضيق، وفقا لوكالة "فارس" الإيرانية.
فيما قالت الشركة الوطنية للمحروقات الجزائرية "سوناطراك" إن ناقلة النفط التابعة لها أجبرت الجمعة الماضية، من قبل سلطات طهران على تغيير وجهتها نحو السواحل الإيرانية قبل أن تخلي سبيلها، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية عن بيان للشركة، حسبما ذكر موقع "فرانس 24".
كما شهد الشهر الجاري تدمير إيران طائرة بدون طيار أمريكية فوق المياه الإقليمية بمضيق هرمز، وصرحت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، بأن الطائرة التي أسقطت هي طائرة استطلاع، ووصفت الهجوم بأنه غير مبرر على مورد "سلاح" استطلاع أمريكي في الأجواء الدولية.
"حرب الناقلات" في فترة الثمانينيات
هذه الأحداث تعيد إلى الأذهان ما عُرف باسم "حرب الناقلات" التي بدأت عام 1981، لكنها اشتعلت في صراع شامل بعد 3 سنوات عندما هاجمت القوات العراقية ناقلات النفط الإيرانية وردَّت إيران باستهداف ناقلات النفط الكويتية التي تحمل النفط العراقي.
وتعرضت أكثر من 450 سفينة للهجوم خلال 8 سنوات من القتال، قبل أن تتدخل واشنطن بإرسال 30 سفينة حربية إلى الخليج لحماية ناقلات النفط الكويتية، لكن استمرار طهران في استهداف الناقلات وانفجار لغم في سفينة أمريكية، أدى إلى قتال مباشر مع الولايات المتحدة، خلال عملية عسكرية أطلقت عليها واشنطن "فرس النبي"، أسفرت عن تدمير سفن حربية إيرانية ومنصات نفطية ومقتل 60 جنديا إيرانيا.
وخلال هذه الأحداث من صراع على الناقلات في المياه الإقليمية، أسقطت البحرية الأمريكية بطريق الخطأ طائرة مدنية إيرانية خلال تلك الفترة، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 290.
الدكتور هشام البقلي خبير الشؤون الإيرانية، قال إن التصرفات الإيرانية بمنطقة الخليج تذكرنا بحرب الناقلات خلال فترة الثمانينيات، موضحا أن طهران ترغب في إثارة القلق في منطقة الخليج ردا على العقوبات الأمريكية عليها وعدم اتخاذ الدول الأوروبية موقفا حاسما ضد هذه العقوبات.
وأضاف البقلي لـ"الوطن"، أن المجتمع الدولي لن يقبل أن تستمر التصرفات الإيرانية أكثر من ذلك تجاه المياه الدولية، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد عددا من السيناريوهات أبرزها فرض عقوبات جديدة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة تجاه إيران.
وتابع أنه من المرجح أن تشهد الفترة المقبلة تكوين تحالف عسكري دولي لمحاولة وضع حد للتجاوزات الإيرانية في المياه الإقليمية والدولية.