"فن بأي حاجة".. مبادرة تعليم الأطفال إعادة التدوير وقهر الظروف الصعبة

كتب: سارة فرنسيس

"فن بأي حاجة".. مبادرة تعليم الأطفال إعادة التدوير وقهر الظروف الصعبة

"فن بأي حاجة".. مبادرة تعليم الأطفال إعادة التدوير وقهر الظروف الصعبة

قصاصات أوراق ملونة وأقمشة مع أقلام انتهى استخدامها، بأيادٍ صغيرة يطوعونها بشكل منظم، فيصنعون منها الفازات والبراويز، في قطع ملونة، قليلة التكلفة، تضفي لمسة جمالية على غرفهم، فيسمعون إرشادات فتاة تقف في ركن الغرفة ترشدهم، ويتبعون تعليماتها طمعا في إنتاج فن جميل كذلك الذي تنتجه.

مبادرة لتعليم الأطفال إعادة التدوير وتوظيفها للرسم، أطلقتها إيمان حسن، فنانة جرافيتي وطالبة بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية بجامعة الزقازيق، منذ عامين، فبدأت بتعليم أطفال عائلتها، في خطوات تلخصها بـ"قولتلهم هتغيروا ديكور أوضكم من غير فلوس وبأي حاجة عندكم"، فبدأ كل طفل في تجميع أي مواد أو منتجات غير مستخدمة بالبيت، فيمكنهم، من خلالها، صناعة منتج جديد، تبهجهم ألوانه، فيسعون لتكرار التجربة.

"نجاح الفكرة في العيلة شجعني أنفذها على نطاق أوسع"، تقولها إيمان التي توجهت بفكرتها لمركز الشباب بمحافظة الشرقية، تنشرها من خلال عرض تقديمي لخطوات تنفيذها، وتؤكد على مجانيتها، فتحمس المسؤولون وبدأوا في توفير مكان، يمكنها من تعليم عدد أكبر من الأطفال، إعادة التدوير لرسم أي صور يريدون بأقل تكلفة ممكنة.

إصرار "إيمان" على وصول فكرتها للصغار، نبع من مواقف متعلقة في ذاكرتها منذ الطفولة، بداية من كسر حاجز نفسي وإحساس عجز، تكون بداخلها مع إصابتها بـ"داء السكري"، وتجربتها التي انتهت بانتصار ذاتي على المرض ونظرات الشفقة من الآخرين، أرادت نقلها للصغار في مبادرتها.

إيمان: مصروفي الصغير صاحب الفضل في مبادرتي

ثقافة الادخار، درس آخر، أرادت به فنانة الجرافيتي الشابة، أن تعلمه للصغار، كان صاحب الفضل فيه، "مصروفي الصغير ورغبتي في زيادة دخلي بدون تكلفة"، ما جعلها تطوع كل المواد المتاحة لديها منذ عامها الجامعي الأول، لتنتج "لوحات جرافيتي"، تبيعها للتربح منها، ولإثبات أنه من الممكن التغلب على دخولها كلية لا تحبها، بممارسة موهبة تصفها بـ"وجدت نفسي فيها".

بعد تخرجها، منذ أيام، بدأت إيمان في بحث كيفية تطوير المبادرة، فتضيف إلى دوراتها التدريبية بعض الكلمات الفرنسية البسيطة، تستغل بها مجال دراستها، وتثري لغة الأطفال بشكل مبسط، يتناسب مع أعمارهم وإدراكهم، وتواصل: "بحاول أفيد بتجربتي.. بدخل جروبات الأطفال مرضى السكر وأحكي حكايتي وأقول إن الطفل المريض يقدر ينجح ويكون منتج.. وإن المرض ممكن يكون دافع مش عائق".    


مواضيع متعلقة