"متاؤس" والدير.. حكاية أول أسقف على دير "أخميم" الأثري منذ 5 قرون

كتب: مصطفى رحومة:

"متاؤس" والدير.. حكاية أول أسقف على دير "أخميم" الأثري منذ 5 قرون

"متاؤس" والدير.. حكاية أول أسقف على دير "أخميم" الأثري منذ 5 قرون

تممّ 11 مطران وأسقف بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، طقس تجليس الأنبا متاؤس، أسقفا ورئيسا لدير السيدة العذراء بجبل إخميم في سوهاج، وذلك بعد أكثر من شهر على سيامته على يد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، يوم 9 يونيو الماضي، بالكاتدرائية المرقسية في العباسية.

وكان الأسقف الجديد، وصل مساء أمس، إلى الدير بصحبة الأنبا مرقوريوس أسقف جرجا والمشرف السابق على الدير ذاته، وتوجه مباشرة إلى كنيسة الدير لبدء صلوات العشية التي تتضمن طقس التجليس.

وسبق طقس التجليس عقد لقاء بين البابا، والأسقف الجديد بحضور الأنبا مرقوريوس، واطمأن البابا على الترتيبات الخاصة بالتجليس والخدمة بالدير.

ويعد الأنبا متاؤس ثاني أسقف جديد قام البابا برسامتهم مؤخرًا، وتعمل الكنيسة على تجليسه بعد خضوعه لفترة تأهيل بناءا على توصية من المجمع المقدس، إذ سبق الأسبوع الماضي تجليس الأنبا ثاؤفيلس، أسقفًا لإيبارشية منفلوط في أسيوط.

والأنبا متاؤس هو أول رئيس لدير العذراء بأخميم، وأتمّ البابا، صلوات رسامته، بمشاركة 100 من مطارنة وأساقفة الكنيسة، واسمه الرهباني "متاؤس الإخميمي"، والذي ترهبن في الدير الذي سيّم رئيسًا عليه، وهو خريج كلية التربية قسم الطبيعة والكيمياء، ودخل الدير في العام 1992، وترهبن في العام 2004، وحصل على الكهنوت في 2007، وله من العمر 56 عامًا، وكان قبل تجليسه يدبر أمر الدير إلى جانب الأنبا مرقوريوس الذي كان يشرف على الدير الذي اعترف به المجمع المقدس قبل أكثر من 30 عامًا، ويضم أكثر من 50 راهبًا.

ودير السيدة العذراء بأخميم، يقع على مسافة 4 كيلومترات شرق قرية الحواويش التى تبعد 12 كيلومترًا جنوب شرق أخميم، ويحيط بالدير سور مربع وتعتبر كنيسة الدير هي المبنى الرئيس بالدير وترجع غالبا للقرن السادس عشر أو السابع عشر الميلادي.

وبدأت رحلة إعمار الدير منذ نهاية سبعينات القرن العشرين. حين أرسل البابا الراحل شنودة الثالث عام 1979 القس ديسقورس الأنبا بيشوي إلي الدير لإعماره، وتمكّن من ترميم كنيستي العذراء والأنبا أنطونيوس وإصلاح القباب والأرضيات وعمل حوامل الأيقونات المطعمة بالعاج، والدهانات، مع الاحتفاظ بالطابع الأثري والروحي للمكان.

ويوجد الآن بكنائس الدير نحو 27 من رفات "القديسين" بحسب الاعتقاد المسيحي، كما يوجد متحف صغير يضم بعض المقتنيات الأثرية التي كانت موجودة بالدير عند بداية تعميره منها مباخر وأحجبة خشبية وعدد من الصلبان المعدنية وصور رسمها فنانون عالميون.

وبدأت المرحلة الثانية من تعمير الدير عام 1992، حينما تقدمت الكنيسة بطلب لهيئة الآثار لترميم الأسوار الخارجية للدير والتي كانت تعاني من شروخ، وكان تمّ ترميمها من قبل ولكن بشكل غير سليم، وتم الترميم تحت إشراف هيئة الأثار لإزالة الأسوار القديمة وإحلال أسوار جديدة مواصفات الأسوار القديمة نفسها في العرض والارتفاع والسمك.

والمرحلة الثالثة لتعمير الدير تمت في عام 2000 بتقدم الكنيسة بطلب إلى هيئة الآثار حيث كانت قلالي الرهبان في حالة يُرثي لها، وكانت أسوار الدير تعاني من شروخ ظهرت بعد الترميم الأول، وكان الدير في حاجة ماسة إلى شبكة صرف صحي ومياه.

وبناءً على طلب تقدم به الأنبا بسادة أسقف أخميم للمجمع المقدس، صدر قرارًا عن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته يوم السبت الموافق 6 يونية عام 1987، برئاسة البابا شنودة الثالث بالاعتراف بالدير مضمن الأديرة الرسمية في الكنيسة القبطية وإعطاء الصفة الرهبانية لأول مجموعة من الرهبان بالدير.

ونظرًا لارتفاع سعر الأرض في منطقة الدير بأخميم لأنَّها أرض زراعية وإمكانات الدير في بداية تعميره كانت لا تسمح بشراء أرض تكون وقفًا على الدير، تمّ شراء مزرعة في طريق الخطاطبة بعد دير مارجرجس بالخطاطبة بنحو 7 كيلومترات وسُميت مزرعة السلام مساحتها 90 فدانًا، وكانت أرض صحراوية وتمّ شراوها في 1996 واستصلاحها وتنتج حاليًا أجود أنواع الفواكه، وتضم حظيرة للمواشي ومزرعة للدواجن، وزارها البابا شنودة في عام 2000.

ويوجد مقر للدير في القاهرة به كنيسة في الطابق الثالث يُقام بها القداس يوميًا وفي المناسبات والأعياد، ويوجد في المقر جميع منتجات الدير من اللحوم وعسل النحل والبيض والدواجن، وجميعها يخضع لإشراف من وزارة الزراعة والطب البيطري.


مواضيع متعلقة